هناك العديد من مراحل الفتوحات الإسلامية، بداية من فتح الشام والعراق وفارس، وفتح مصر وأفريقيا وآسيا والأندلس والقسطنطينية، وسنعرض لكم في الفقرات التالية نبذة عن كل فتح.
بدأت جيوش المسلمين تتطلع لفتح بلاد الشام والعراق، وذلك بسبب بدء الحروب مع المرتدين بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانشغل خليفة المسلمين أبي بكر الصديق بمحاربة الفتنة التي قامت بها القبائل العربية آنذاك، وبعد استقرار الوضع في الدولة، قام أبو بكر بإرسال جيوش المسلمين إلى بلاد الشام والعراق وذلك لدرع الفرس ومواجهة الروم.
وبعد وفاة الخليفة أبي بكر الصديق، خلفه في الحكم الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، وبدأ عمر بن الخطاب الفتوحات الإسلامية، وأرسل الجيوش بقيادة خالد بن الوليد وبن حارثة، فتمكنت جيوش المسلمين من ردع الفرس وهزيمتهم في بلاد العراق، ليهزمهم سعد بن أبي وقاص مرة أخرى في معركة القادسية، ليتم استكمال فتح المدن الموجودة في العراق لسنوات متتالية.
وفي فترة فتح العراف، قامت جيوش المسلمين بفتح مدن الشام، فقام عمرو بن العاص وأبو عبيد عامر بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة بقيادة الجيوش والانتصار على الروم في معارك عدة، حتى استطاع المسلمون السيطرة على أغلب مدن الشام في العام الحادي والعشرين من الهجرة، وفي العام الثالث والعشرين، استطاع المسلمون السيطرة على كافة مدن العراق وفارس.
في العام التاسع عشر من الهجرة، قام عمرو بن العاص بقيادة جيوش المسلمين وبدأت الفتوحات الإسلامية تنتشر في مختلف بقاع الأرض، مروراً بأرض سيناء والعريش في مصر، فقامت جيوش المسلمين بمواجهة الرومان وهزيمتهم في مصر وفتحها، وفي العالم الحادي والعشرين من الهجرة، أصبحت مصر بالكامل تنتمي إلى الدولة الإسلامية.
قام المسلون بإرسال حملة عسكرية إلى أفريقيا في عهد الخليفة عمرو بن العاص، ففي العام الثالث والعشرين من الهجرة استطاعت الجيوش الإسلامية السيطرة على برقة، وودان، وطرابس، وفازان، ومن ثم عادت الجيوش الإسلامية مرة أخرى لمحاربة الروم في العام السابع والعشرين من الهجرة، فانتصروا عليهم وقتلوا قائد الروم جرجير.
وظلت الحملات العسكرية في أفريقيا متوقفة لفترة كبيرة للكثير من الأسباب، ومن ثم عادت مرة أخرى بقيادة عقبة بن نافع الذي قام بفتح العديد من بلدان أفريقيا مثل تونس التي بنى بها مدينة القيروان، واستكملت الجيوش الإسلامية فتح المدن الإفريقية حتى العام السابع والثمانين من الهجرة عندما قام قائد المسلمين موسى بن نصير بالوصول إلى ساحل المحيط الأطلسي والسوس الأقصى.
استطاعت جيوش المسلمين فتح آسيا بداية من العام السادس والثمانين من الهجرة، حتى العام السادس والتسعين، وذلك بقيادة قتيبة بن مسلم، ففتح المسلمون بلاد خوارزم، وخراسان، وبلاد السند، ووصلوا إلى شرق الصين، وتعد تلك النقطة أقصى منطقة وصلوا إليها في قارة آسيا.
اتجهت أنظار جيوش المسلمين إلى إسبانيا، فقامت الحملات العسكرية بداية من العام الثاني والتسعين من الهجرة، وحتى العام المائة وسبعة، فقام طارق بن زياد وموسى بن نصير بفتح العديد من المدن في شبه الجزيرة الأيبيرية، والانتصار على مملكة القوط، وتأسيس دولة الأندلس في أوروبا.
في عام 1453 ميلادياً، قام السلطان العثماني محمد الفاتح بإرسال الحملات العسكرية لفتح بلاد القسطنطينية، وكان هذا الفتح من أعظم الفتوحات التي سعت عليها جيوش المسلمين لسنوات طويلة.