نقدم إليكم في المقال التالي عبر موسوعة قصص قصيرة خيالية هادفة وهي أحد فروع فن الأدب وأكثرها رقياً، يكون عبارة عن مجموعة من الأحداث المتتالية والمترابطة المتعلقة بموضوع معين سواء كان قائم على أحداث واقعية أو خيالية أو كليهما مجتمعان ومتناغمان حتى يصبح هناك نتاجاً من الأحداث الشيقة والممتعة التي يمكن من خلالها إيصال المعلومات والأفكار الهامة للطفل في صورة مبسطة تصل إلى عقله بطريقة يسيرة.
الطفل في مراحله العمرية الأولى يمتلأ فكره بالفضول والرغبة الدائمة والمستمرة في التعلم والاكتشاف، كما أن التواصل في ذلك العمر بين الطفل ووالديه من الأمور الضرورية الواجب إعطاءهم إياها جانب كبير من الاهتمام والوقت فهي أكثر الوسائل ذات الفعالية الكبيرة في تحقيق التواصل بين الصغير ووالديه.
قصص قصيرة خيالية هادفة
يحمل أدب القصص الخاص بالأطفال الكثير من الأهداف المختلفة نذكر منها على سبيل المثال كونها أداة تثقيفية تربوية تعمل على تنمية مهارات الطفل وتزويده بالمعلومات والمعارف عن حقيقة الحياة وطبيعتها لكي تتم تهيئته لمواجهتها والتعايش بها على الوجه الصحيح، كما تمكنهم من القدرة على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم.
قصة قصيرة هادفه ومفيده
قصة الملك والمزارع الطماع
يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك ملك حكيم أراد أن يُعلم رعيته قيمة القناعة والرضاء بما قسمه الله تعالى لهم، فأتى بمزارع دائماً ما يُعرف باعتراضه وسخطه على حاله ورغبته في الحصول على أكثر مما يملك مهما بلغ ما يملكه ذلك سواء كان قليلاً أم كثيراً.
أخبر الملك المزارع أمام الرعية جميعهم أنه قدر ما سوف تسير من الأرض سوف يكون ملِكاً خالصاً لك تفعل به ما تريد، فتهللت أسارير المزارع ووافق على الفور وأخبره الملك أن يبدأ رحلته في الصباح الباكر.
منذ شروق الشمس في اليوم التالي كان المزارع قد بدأ رحلته وسار مسرعاً في طريقه واضعاً هدفاً أمام عينيه وهو بلوغ أكبر مسافة يقدر عليها وكلما سار وقال كفى يعود في السير مرة أخرى وهكذا أيام وأيام حتى انتهى كل ما يملكه من ماء وطعام ومال ولم يتبقى معه شيئاً، حتى تاه في الصحراء ولم يجد سبيلاً للعودة.
علم أهل بلدته بما حدث له فقاموا بإرسال العون لإغاثته ومن ثم عاد ووقف أمام الملك ليخبره بمدى المعاناة التي مر بها وندمه على عدم قناعته بما كان لديه وعدم شعوره بالسعادة بذلك لانشغاله بما في يد الغير، فأعطاه الملك قدر من النقود وجزء من الأرض ليبدأ عمله من جديد وصار حديث قومه ودرساً للجميع أن القناعة كنز لا يفنى.
قصة قصيرة خيالية
معاذ وشجرة التفاح
كان دائماً ما يلعب معاذ تحت ظل شجرة تفاح قريبة من منزله وعندما كان يشعر بالجوع يقوم بقطف ثمرة من تفاحها ذو المذاق المعسول، وقد كانت الشجرة تسعد بلعبه وضحكاته وتنتظر قدومه كل وقت ظهيرة.
وعندما بدأت الدراسة توقف معاذ عن الذهاب إلى اللعب بجوار الشجرة مما أصابها بالحزن وظلت تفكر ماذا تفعل حتى تخبره بمدى شوقها لسماع ضحكاته ورؤية لعبه حولها تستأنس به ولا يصيبها الملل والوحدة.
فجاءت إليها فكرة وشرعت مسرعةً في تنفيذها حيث اتفقت مع إحدى ثمار التفاح للذهاب إلى شرفة معاذ تطلب منه القدوم قريباً، وعندما أخبرته التفاحة بذلك اندهش ولكنه شعر بالسعادة الغامرة فهو لم يكن يعرف أن الشجرة تحبه مثلما هو يحبها.
في اليوم التالي بعد العودة من المدرسة طلب من والدته الإذن له بالذهاب إلى شجرته الحبيبة فوافقت بذهابه لمدة ساعة، وعلى الفور جرى نحو الشجرة وأخبرها بأنه كل نهاية أسبوع دراسي سوف يقضي الإجازة حولها وتحت أغصانها وتعالت ضحكاتهما سوياً.
وفي ختام مقالنا نود أن نخبر كل أم وأب بمدى أهمية احتضانهما لأطفالهما وأن يُقصا عليهم أجمل القصص التي تحمل في طياتها عبراً وحكم عظيمة تغرس بهم القيم والمبادئ السامية منذ نعومة أظافرهم، فلتستمتعوا بتلك اللحظات الثمينة التي لا يمكن نسيانها مهما مر الزمن ومضت السنوات وكبر هؤلاء الأطفال ليصبحوا أمهات ورجالاً قادرون على بناء مستقبل باهر لأبنائهم ورفع رايات أوطانهم.