نقدم إليك عزيزي القارئ في المقال التالي بحث عن حاتم الطائي باختصار ، وهو أحد أكثر شعراء الجاهلية شهرة وقد عرف لدى العرب بشرف النسب، الفروسية ولكن أبرز ما أشتهر به هو الكرم والعطاء الغير محدود أو مشروط حتى صار رمزاً للكرم، وهو واحداً من أكثر أنساب العرب أصالة وكانت مواقفه مع الناس سبباً في مدى احترامهم وتقديرهم له.
و إلى جانب ما يكتبه من أشعار حيث كان العرب آنذاك يقدرون بشدة الشعر والشعراء، وقد حمل لقب (أبو الجود والكرم)، تعرفوا معنا في الفقرات التالية في موسوعة حول سيرته الذاتية، أقواله وشعره، ذكره في السنة النبوية، زوجته، وما قيل من سلبيات عنه.
اسمه الكامل هو (حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم هزومة بن ربيعة بن دروب بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ الطائي)، كانت ولادته قبل الإسلام في شبه الجزيرة لعربية شمالاً وبالتحديد بمنطقة الحائل، قضى حياته في كرم وسخاء عظيم وساعده في ذلك مدى ما كانت تملكه والدته من أموال حيث كانت من أثرياء العرب وأغناهم ولذلك ورث عنها الكثير من المال.
وقد قيل أن شخصيته قد جمعت العديد من الصفات الحميدة ما بين الشجاعة، السخاء، الفروسية، والمروءة، وحينما يخوض حرباً كان يحقق بها انتصارات عظيمة، وبالإضافة إلى تلك الصفات فقد عرف بمدى طيبة قلبه، عطفه ورحمته وحينما كان يخوض حرباً وينتصر بها ويقع إحدى أعدائه أسيراً لديه يطلق سراحه عاجلاً، وكذا فقد كان يعرف بمدى وفائه بما يقطعه من وعود فما من وعد قطعه على نفسه إلا وأوفى به مهما كلفه الأمر، ومن هنا يمكن الاطلاع على بحث عن حاتم الطائي doc .
إنّي لعف الفقر مشترك الغنى
وتارك شكلًا لا يوافقه شكلي
وشكلي شكل لا يقوم لمثله
من الناس إلا كل ذي نيقة مثلي
وأجعل مالي دون عرضي جنة
لنفسي وأستغني بما كان من فضل
وما ضرني أن سار سعد بأهله
وأفردني في الدار ليس مع أهلي المراجع
هناك العديد من الأقوال التي وردت عنه ولازال الناس يرددونها في أحاديثهم وسوف نذكر منها ما يلي:
كما ذكرنا من قبل أن حاتم الطائي قد عرف عنه البراعة في الشعر ولذلك نعرض فيما يلي بعضاً من أبياته الشعرية المعبرة عن مدى تمسكه بصفة الكرم ومدى ما كان يتمتع به من مروءة:
إذا ما بت أشرب فوق ري لسكر في الشراب فلا رويت
إذا ما بت أختل عرس جاري ليخفيني الظلام فلا خفيت
أأفضح جارتي وأخون جاري فلا والله أفعل ما حييت
وما من شيمتي شتم ابن عمي وما أنا مخلف من يرتجيني
وكلمة حاسد من غير جرم سمعت وقلت مري فأنقذيني
وعابوها علي فلم تَعِبْني ولم يعرَق لها يوما جبيني
كان حاتم الطائي شاعراً وفارسياً في العصر الجاهلي أي ما قبل البعثة النبوية إلا أن ذكره قد ورد في الأحاديث الشريفة حيث قيل عن سهل بن سعد الساعدي أن عدي بن حاتم الطائي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له “يا رسول الله إن أبي كان يصل القرابة ويحمل الكلَّ ويطعم الطعام، قال له رسول الله: هل أدرك الإسلام ؟ فأجاب لا، قال: إن أباك كان يُحبُّ أن يُذكر).
لم يدرك الطائي الإسلام ولكن ولديه عدي وعبد الله قد أدركا الإسلام ودخلا فيه، وقد كانت والدته تتمتع بالسخاء مثله بل إنه قد ورث الكرم والسخاء عنها لذلك حبسها إخوتها خشية أن تهدر ماله كله فيما تقوم به من عطاء لمدة عام كامل، وبعد مرور العام أطلقوا سراحها ظانين أنها قد أقلعت عن فعلها ولكن ذلك لم يحدث وقد عاهدت ابنها أن يرث عنها الكرم، وقد ورد أن وفاته كانت عقب ميلاد الرسول الكريم بثماني أعوام وتوفي عام 506 ميلادية عن عمر يناهز الستين عام.