غاز الكلورين هو غاز أصفر يميل إلى الخضرة، وله رائحته المميزة التي تشبه رائحة المادة المبَيّضة، وهذا الغاز يعد أثقل بثلاثة أضعاف من الهواء، الأمر الذي يجعله يتجمع في المناطق المنخفضة، وهذا الغاز غير قابل للانفجار، ولكنه قد يعمل على تعزيز انفجار مواد أخرى.
يعتبر الكلور الذي يطلق عليه بالإنجليزية Chlorine عنصراً نشيطاً من العناصر اللافلزية، ويوجد بصفة كبيرة في الطبيعة، ولكنه يكون على شكل ملح في مياه البحر، أو مختلطاً بالصخور الملحية، ويكون الملح داخل في تركيبه الكلور والصوديوم، والمصطلح العلمي للملح يكون كلوريد الصوديوم، وهو أكثر العناصر توفراً في المحيطات على هيئته الملحية، ويقع في المرتبة رقم 21 من حيث الوفرة في القشرة الأرضية، كما يوجد الكلور في جسم الإنسان على صورة أيونات الكلوريد.
يستخدم الكلور ي الصناعة الكيميائية بشكل واسع، فيدخل في قرابة 60% من تحضير مركبات الكلور العضوية، كما يعتبر مركب كلوريد الفاينيل من أكثر منتجات الكلور العضوية استخداماً، وتدخل تلك المركبات في صناعة الأدوية والمبيدات، وكما توجد أنواع من منتجات الكلور اللاعضوية، ويدخل فيها الكلور بنسبة حوالي 20% فقط لتحضيرها، ومن أمثلتها هو كلوريد الهيدروجين، والذي يحدث مع تفاعله مع الماء حمض الهيدروكلوريك، الذي يعد من الأساس مصدر لأيونات الكلوريد.
كما يدخل الكلور بشكل مباشر في تركيب المبَيّضات والمطهرات التي تستخدم في أكثر صورها انتشاراً في منتجات التنظيف المختلفة، كما تستخدم مركبات الكلور المختلفة بشكل مباشر بسبب تفاعلها مع الماء بسرعة في عملية تنقية حمامات السباحة، للحفاظ على مياهها من انتشار الجراثيم، كما يستخدم وبنسبة ضئيلة للغاية في عمليات معالجة مياه الشرب.
يعتبر الكلور غاز سام، يستطيع التسبب بأذى شديد للجهاز التنفسي والعينين والجلد، وما يزيد الأمر خطورة أن الكلور أعلى كثافة من الهواء، الأمر الذي يجعله متركزا في الأماكن المنخفضة، وبالأحرى الأماكن قليلة التهوية والمغلقة، وكونه من المؤكسدات القوية لهو يشكل خطوة على المواد سهلة الاشتعال.
عند الكشف عن نسبة الكلور في الهواء فيمكن تحديد مدى ضرره بهذه النسبة، ومن السهل الكشف عن الكلور عموماً في الهواء، فالكشف عنه باستخدام الأجهزة، يسمح لنا بتحديد الكلور يشغل كم جزئ من مليون جزئ في الهواء، يمكن تقسيم ضرره بمدى تركيزه في الهواء كما يلي.
وقعت حادثة في يوم الاثنين 27 من شهر يونيو للعام الجاري 2022 حادثة في ميناء العقبة بدولة الأردن، تلك الحادثة كانت عبارة عن سقوط صريج محمل بغاز الكلورين أو الكلور المضغوط عند نقله إلى عبارة الشحن حدث مشكلة في الرافعة التي كانت تمسك بالصهريج، وانقطع السلك الممسك بالصريج، أدى إلى سقوط الصهريج بشكل مفاجئ على سطح العبارة، وخروج الغاز منه، وكان الأمر أشبه بقنابل الغاز، وما هي إلا ثواني معدودة وانتشر الغاز السام على رصيف الميناء، مصيباً العديد من العاملين عليه، وعلى السفينة، الذي بحسب آخر الإحصاءات وصل عدد ضحايا الكارثة إلى قرابة 13 شخصاً، وما يقرب من 300 فرد.
عملت جميع مستشفيات في محافظة العقبة تعمل على مساعدة المصابين، بالإضافة إلى المستشفى الميداني، وتوجد العديد من التعزيزات لنقل المصابين من الحادثة جواً بطائرات عسكرية إلى العاصمة عمّان، وبحسب شهادة الأستاذ خالد المعايطة مدير شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ في الأردن، تم التأكد أن الصهريج صناعة أردنية وكان متوجه للتصدير إلى جيبوتي، وبحسب شهود العيان فإن مدى انتشار الغاز ضئيل نسبياً مقارنة بحجم الصهريج، فقد انتشر في منطقة وقوع الحادث فقط في الميناء، الذي تم إخلاؤه بشكل سريع، ولم ينتشر خارج حدود الميناء.
انتشرت دعوات لسكان مدينة العقبة بالتزام منازلهم والبقاء فيها، والابتعاد عن الساحات العامة والميناء، مع إغلاق النوافذ.
توالت ردود الأفعال الرسمية وغير الرسمية على الجانبين المحلي داخل الأردن والدولي من الهيئات اللوجستية، وكانت أولى القرارات هو قرار هيئة موانئ البحر الأحمر، برفع درجات الحذر عند التعامل مع المواد السامة والكيماوية في الموانئ الخاصة بها، والأحزاب المحلية في الأردن أبدت حزنها عن الحادثة، مطالبة بالتحقيق العاجل لمعرفة أسباب الأزمة، وكيفية اتخاذ الإجراءات التي تحول دون وقوع الأزمة مرة أخرى.
أما على الصعيد المحلي فقد تصاعدت نبرات الحزن والعزاء على مواقع التواصل الاجتماعي من رواد تلك المواقع داخل الأردن، وظهرت نبرات الغضب التي تطالب الجهات المختصة بالتحقيق الفوري، ومحاسبة المسؤولين عن الكارثة، محاسبة رادعة.
تحدثت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، وبالأخص الموقع الرسمي الخاص بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط عن غاز الكلور، وقد أوضح المكتب آثار التعرض لذلك الغاز بهذا التركيز العالي، وتظهر أعراض استنشاق الكلور على الأغشية المخاطية بسرعة، ولكن أكبر التأثير يكون متعلقاً بشكل واضح بمدة تعرض الشخص للغاز، ومن مظاهر التعرض للغاز الأساسية ما يلي.