يعتبر الغضب من أسوأ الصفات التي يمتلكها الإنسان؛ لأنها قد تسبب الكثير من المشاكل والخلافات بين الناس، لذلك لابد من الأسرة والمعلم أن يرشد الأطفال دائما على التحكم في نوبات غضبهم، فإن ذلك سيؤدي دائما الشعور بالندم، وفي بعض الأحيان يكون الغضب هو المسيطر في أغلب الخلافات بين الناس، لذا لا بد من الابتعاد عن تلك الصفة الغير حميدة، التي قد تسبب عدة مشاكل، فالإنسان المهذب الهادئ دائما ما يحبه الناس والآخرون، الغضب حماية هي حكمة تعبر عن تلك الصفة السيئة، لأنها تصل بصاحبها في بعض الأحيان إلى الهلاك، وفي بعض الأحيان الأخرى قد يؤدي الغضب بارتكاب الشخص عدة أفعال يندم عليها في المستقبل.
قصة الطفل الغاضب
كان يعيش طفل صغير مع أسرته في منزل كبير وواسع وبها حديقة مليئة بالأزهار والأشجار المثمرة.
كل يوم كان يذهب الطفل إلى المدرسة، وكان لا يحمل أي شعور من الحب لأصدقائه.
ودائما ما كان يجلس بمفرده، ولا يختلط بأحد.
في يوم من الأيام كان يلعب الطفل في الحديقة، ورأى زهرة جميلة متفتحة حمراء اللون.
ذهب إليها مسرعا، وأخذ يدهسها بقدمه بشدة كانت تنظر الأم من النافذة، فرأت الطفل وكانت تنظر له بغرابة شديدة.
نزلت الأم من المنزل، وذهبت إلى طفلها لتسأله لماذا فعل ذلك.
حيث كان رد الطفل إنه دائما ما يشعر بالغضب اتجاه الأشياء الجميلة.
ولا يريد أن يروها؛ لأن لا أحد يراه جميل.
فكان رد الأم لماذا يا بني أنت جميل، لكنك سريع الغضب دائما.
لذلك، فإن الجميع يتجنبون التحدث إليك، فقال لها إنهم دائما لا يتحدثون إليه، ولا يروه جميل.
فقالت الأم يا بني عليك أن تتحلى بالصبر والسكينة قليلا.
فقال لها كيف أنا لا أستطيع التحكم في غضبي، ودائما ما أتشاجر مع الآخرين.
فقالت الأم الآن سوف أصطحبك وأعلمك بعض الأشياء الجميلة التي ستصفي من ذهنك، وستجعلك أقل غضبا.
أخذت الأم الطفل إلى مكان بالحديقة به العديد من الألوان والأوراق.
عندما دخل الولد إلى المكان انبهر باللوحات الموجودة به.
وكان يريد أن يصنع وحداه مثل تلك اللوحات.
بدأ الطفل في أخذ الألوان والأوراق، وبدأ في رسم بعض الرسومات، وعندما نظرت الأم إليها وجدتها أن هذه الرسومات تعبر أيضا عن الغضب.
فقد رسم الطفل ولدين يتشاجرون وآخر يقطف زهرة من الحديقة.
فجلست الأم بجانبه، وقالت له سوف نرسم اليوم زهوراً مليئة بالألوان، وأولاد يلعبون في حديقة واسعة.
وبدأت الأم بالرسم، وبدأ الطفل يشعر بالحب اتجاه هذه الرسومات وهذه الألوان المبهجة، فقرر أن يقلد والدته، وبدأ في الرسم.
اعتاد الولد الذهاب إلى هذا المكان مرة واحدة في الأسبوع بصحبة والدته.
بدأ التحكم في غضبه، وأصبح طفل هادي وله أصدقاء وبدء أن يشعر بالحب تجاه الآخرين وتجاه الأشياء التي تكون حوله.
الرجل الغاضب والسيدة العجوز
في يوم من الأيام كانت تعيش سيدة عجوز في منزل صغير، وبجانبها كوخ لرجل كن دائما الناس يصفونه بالغاضب الشرير.
كان يمتلك حديقة صغيرة أمام الكوخ الخاص به، كل يوم في الصباح كان يخرج إلى الحديقة، ويهتم بأزهاره ويغضب عندما يرى بعض الطيور تلوح وتطير داخل حديقته، وسرعان ما يبدأ في قتلهم بالبندقية الخاصة به.
كانت تخرج العجوز في الصباح الباكر، وتبحث دائما على الثمار حتى تتناول واجبة الفطور الخاصة بها.
وفي مرة من المرات دخلت إلى حديقة الرجل، وبدأت أن تبحث عن شجرة مثمرة، خرج الرجل من الكوخ، ورأى السيدة العجوز بداخل الحديقة غضبه غضبا شديدا.
وذهب إليها، وبدأ في التشاجر معها، وأخبرها أنها لا بد أن تخرج من الحديقة الخاصة به فورا، وخرجت العجوز وقولت له سوف تندم ندما شديدا على ما فعلته معي.
بعد مرور الأيام دخل الرجل في مرة من المرات إلى الحديقة، ووجد أن الأزهار بدأت في الذبول، وأن الثمار بدأت في التعفن.
أصبحت مشاعر الرجل مليئة بالغضب والحزن الشديد على حديقته، ثم ذهب إلى الكوخ الذي يسكن به، ودخل إليه وظل يجلس في المنزل، وهو يرى حديقته وهي تتحول إلى أرض يابسة خالية من الروح.
ظل يفكر الرجل في أمر الحديقة، وتذكر السيدة التي دخلت وهو لم يساعدها ولم يعطها من الثمار، أخذ الرجل يبحث عن هذه السيدة حتى يعتذر لها.
وعندما وجدها ذهب إليها، وقال لها ما حدث في حديقته، وأخبرها الناس أنه حزن حزناً شديداً، وأن بالفعل أصبحت حديقته أرضاً يابسة خالية من الثمار.
اعتذر لها الرجل، وقبلت السيدة العجوز الاعتذار، وعاد الرجل إلى الكوخ، وخلد إلى النوم.
في اليوم التالي عندما دخل حديقته وجد بعض الزهور التي قد تفتحت من جديد وشعر بسعادة شديدة، وقرر من ذلك اليوم أنه لن يغضب مرة أخرى وسيساعد الجميع.
القرد والأسد
في غابة كبيرة كان يعيش جميع الحيوانات في سلام شديد، ويحبون بعضهم البعض.
ما عدا القرد الذي كان يغضب الجميع وهو يأخذ الطعام منهم ويذهب مسرعا.
في مرة من المرات كان يجلس الأسد مالك الغابة وهو يأكل فريسته وكان القرد يقفز من غصن لآخر مما جعل الأسد يغضب منه، وكان القرد دائما ما يشعر بالسعادة عندما يجعل الآخرين يشعرون بالغضب، وذلك ما يجعله يضحك وهو ينظر لهم.
في مرة من المرات كان يسود الحزن في الغابة وعندما جاء القرد وذهب إلى الآخرين لكي يشعل غضبهم لم يجد لهم أي رد فعل وظلوا ينظرون له وكأنه ليس أمامهم.
وعندما ذهب القرد إلى الأسد وسأله لماذا يشعر الجميع بالحزن، فردد الأسد بأنهم أصبحوا لا يشعرون بالحب اتجاهه لأنه دائما ما يذهب إليهم حتى يغضبهم.
فترك القرد الأسد وذهب إلى منزله وعندما جلس في المنزل شعر بالإحباط الشديد، لأنه دائما ما كان يخطئ في ردود أفعاله مع الآخرين.
وفي اليوم التالي ذهب القرد إلى بعض الحيوانات لكي يطلب منهم المساعدة لأنه كان يشعر بالتعب، لم يصدقه الآخرون لأنه دائما ما كان يكذب عليهم، حتى يغضبوا منه.
ولكن في هذه المرة كان القرد يطلب المساعدة بجدية، وكان ينظر له جميع الحيوانات ولا يردون على كلامه.
ولكن نظرت إليه الغزالة وقالت إنه حقا متعب وذهبت إليه، وأحضرت له بعض الطعام والأدوية حتى يشعر بحال أفضل.
وعندما أصبح القرد بصحة أفضل ذهب إليها وشكرها، وذهب إلى باقي الحيوانات وطلب منهم أنت يسامحونه على ما كان يفعله، لأنه كان مخطئاً في حق الجميع.
وبدأ القرد في التعامل بشكل أفضل مع باقي الحيوانات.
ثم ذهب إلى الأسد حتى يعتذر له لأنه دائما ما كان يذهب إليه حتى يغضبه، فهم الأسد الأمر وقول له إنه إذا عاد مرة أخرى لكي يغضبه سوف يأكله، نظر القرد إليه بالخوف ولكن الأسد كان يمزح معه.
وبدأ الجميع في حسن معاملة القرد وعاش جميعهم في سلام وهدوء.
قصة الجار العصبي
كان هناك رجل يعيش في إحدى المدن، واعتاد بعض الأطفال على اللعب في الشارع، يصادف المكان أمام منزله.
كل يوم يأتي الأطفال للعب وبسبب الضوضاء والصوت العالي الصادر منهم كان يخرج الجار من الشرفة بغضب شديد ثم يقول: أيها الصغار المزعجون، اذهبوا بعيدا عن منزلي.
ذات يوم جاء الصغار للعب، وبعد وقت طويل لاحظوا أن الجار لم يخرج، خاصة أن الأصوات تعالت كثيرا عن السابق.
اجتمع الأطفال، وذهبوا للاطمئنان على الجار، ليجدوه مريضاً وعلى الفور قدموا له المساعدة.
شعر الجار بالحرج بسبب مساندة الصغار له، وخجل من تصرفاته معهم، واعتذر لهم جميعا وأدرك أن الغضب مدمر ويسبب المشاكل لصاحبه.