الأم من أروع المخلوقات التي توجد على الأرض، كما أن الله كرمها وجعل تحت أقدامها الجنة، والأم من أكبر النعم التي ينعمها الله للإنسان، كما أنها تحمل عن أبنائها العديد من الأعباء، وتقوم بالكثير من التضحيات من أجل أن تصبح الأسرة في حالة مستقرة طوال الوقت، تهتم الأم بصحتنا وحياتنا الشخصية، الأم هي رمز العطاء ونبع الحنان، وترعانا بشكل دائم، والأم المثالية.
قصه الأم والابن
في مرة من المرات كانت تعيش سيدة في منزل صغير بقرية بعيدة عن الجميع هي وزوجها، وتحمل في أحشائها جنين اقترب موعد وصوله.
كان يعمل زوجها بمكان آخر خارج القرية حتى يحضر لها الطعام والشراب والأموال ليجهزوا مكاناً جديداً استقبالا بالمولود.
في يوم من الأيام ذهب الزوج لعمله، وكانت الزوجة في شهرها التاسع، لكن طمئنت الزوج حتى يذهب للعمل.
في منتصف اليوم اشتد التعب على الزوجة وحان موعد الولادة، جلست السيدة على السرير وكانت تصارع الوقت والألم يشتد، حتى صار ما لم تكن تتوقعه.
تركت الزوجة شباك المنزل ودخل منه ثعلب يبحث عن طعامه، في حين أن الأم متعبة جدا ولا تستطيع مقاومته.
هاجم الثعلب الأم أثناء ولادتها لكنها كانت تحارب بكل طاقتها حتى لا يؤذي مولودها، ولكن أصيبت بجرح كبير في عينها وظلت تنزف.
هرب الثعلب، وأخذت الأم تتألم وتصرخ من شدة الألم، وجاء زوجها في تلك الأحيان ليراها في هذه الحالة السيئة.
ظل يصرخ حتى جاءت له سيدة عجوز ودخلت للزوجة حتى تساعدها، وبالفعل ساعدتها في حمل مولودها وغسله وأعانتها على حمله حتى ترضعه.
مسحت العجوز الدم عن عين الأم ولكنها قد فقدت بصرها حتى تحمي ابنها من الثعلب، فشكرت الأم ربها وحمدته.
حزن الزوج على حال زوجته لكنها طمأنته وكان لا يتركها إلا بوجود العجوز.
كانت تتردد العجوز لمنزل الأم والطفل حتى بدأ في النمو، وأصبح في عمر لا بد أن يذهب للمدرسة.
انتقلت الأسرة لقرية أخرى حتى يتعلم الطفل.
كانت الأم تصطحب طفلها بأول يوم إلى الدراسة وودعته.
عند دخول الطفل إلى المدرسة ظل الأولاد يتحدثون عن عين والدته، حتى أصبح الطفل يكره اصطحاب أمه للمدرسة.
استمر هذا الحال لمدة من الوقت حتى ذهبت الأم إلى المدرسة لتتحدث مع معلمته، فأخبرتها بأن الأولاد يبتعدون عن ابنها ولا يريدون اللعب معه.
فهمت الأم سبب عدم حب ابنها لأن تصطحبه للمدرسة.
أخذت الأم تفكر كيف تخبر ابنها حقيقة الأمر، حتى جاءت لها فكرة بسيطة، اقترب موعد الاحتفال بعيد ميلاد ابنها.
فطلبت من زوجها إحضار تورته لهم وإحضار أصدقائه وبعض الأقارب.
كان الولد يشعر بالضيق بسبب هذا الأمر، وظل ينظر لأمه وهو يشعر بالألم.
قررت أمه أن تروي للجميع يوم ميلاده أو يوم ولادته، ظل الجميع منتبهاً لحديثها ونظر الزوج لزوجته نظرة فخر.
لم يدرك الابن الألم التي عانته أمه، لكنه بكي بشده وذهب مسرعا لحضن أمه.
نظر الجميع لها، وظلوا ينظرون لها بكل سعادة وفخر أنها تحملت كل هذا العناء.
سعد الولد يوم ميلاده، واقترب أصدقاؤه منه مرة أخرى، وعاش الولد مع أمه والده حياة جميلة هادئة.
قصه عشرون عام من العمل
في منزل صغير كان يعيش ولد مع والدته وكان والده قد توفي.
كانت تعمل الأم طوال اليوم حتى توفر لها ولابنها الطعام تعمل الأم في غسل الملابس.
ظلت تعمل حتى جعلت ابنها في مركز كبير من التعليم، وأصبح قادر على العمل.
ذات يوم ذهب ابنها ليقدم على عمل في شركة ما، عندما قابل الشاب المدير، سأله عن عمل والدته فأخبره أنها تعمل في غسل الملابس.
طلب المدير من الشاب أن يغسل يد أمه حتى يقبل بالعمل، فرح الشاب وذهب إلى المنزل مسرعا.
عندما وصل إلى المنزل، ونادى علي والدته فكانت تجهز لهم العشاء، فطلب منها أن يغسل لها يدها.
فرحت الأم، عندما مسك الشاب يد والدته وجد بها الكثير من التجاعيد والكدمات من كثرة العمل، كما أنها من شدة الأم ترتجف.
امتلأت عين الشاب بالدموع وغسل يد والدته، وغسل الملابس الموجودة بالمنزل وشعرت والدته بالسعادة والسرور.
ذهب الشاب في اليوم التالي للعمل، وسأله المدير ماذا فعلت أمس، رد الشاب غسلت يد أمي والملابس، وأدركت كم هي عانت حتى تجعلني شاباً متعلماً وواعياً فلا بد أن تشعر بالراحة بعد مداومتها للعمل لمدة عشرين عاماً بعد وفاة والدي، فإن يدها ترتجف من الأم، وأنا من سيحمل عنها التعب وكانت عينها تمتلئ بالدموع.
سعد المدير بكلام الشاب، وأخبره أنه يريده معه بالعمل؛ لأنه يحتاج شخص يقدر عمل الآخرين.
قصه البطه الأم
كانت البطة الأم تعيش مع أربعة من أبنائها في مكان قريب من النهر، تذهب كل يوم لتجلب لهم بعض الطعام حتى يصيروا أكبر.
الثعلب كان يمر من نفس المكان التي تعيش به البطة وأولادها ويراقبهم حتى يعلم متى ستذهب البطة للنهر.
ظل الثعلب يراقبها هي وأطفالها حتى راءهم وهم يتحركون ناحية النهر ذات يوم.
فقرر أن يرافقهم شعرت البطة به، ثم رأته وهو يحاول الاختباء بين الأشجار.
قرر الثعلب اتباع خطوات البطه، ثم قررت البطة أن تحمي أولادها، فأخبرتهم أن يسرعوا إلى النهر.
أخذت البطة أن تتحرك على حافة النهر بعيدا عن أولادها بحركة بطيئة حتى أيقن الثعلب أنها متعبة ولا تستطيع الطيران.
استمرت في الحركة لمدة من الوقت حتى يصل أولادها للنهر وتطمئن عليهم.
الحق الثعلب بالبطة، فبدأت في الطيران والنزول للنهر، ولم يستطع الثعلب التهامها هي وأولادها، لأن الثعلب لا يستطيع العوم، فحفظت البطة نفسها وأولادها.
قصه الأم المثالية
كانت الأم تعيش مع أولادها وزوجها، تذهب الأم كل صباح للعمل حتى توفر لأولادها الطعام والشراب؛ لأن زوجها كسول لا يذهب للعمل.
ظلت تعمل في العديد من الأشغال حتى بدأ أن يظهر على وجهها علامات التعب والوهن.
كانت الأم لم تكمل تعليمها، فمن الصعب أن تمنح بعض الأشغال، كانوا أولادها فخورين بأمهم، لكن أصغر أولادها كان يشعر بالخجل أن والدته لم تتعلم ويكره أن تصطحبه للمدرسة.
ذات يوم من الأيام رجعت الأم إلى المنزل وكانت متعبة، كان ابنها يجلس مع صديقه في غرفته، فكانت الأم تسأل عن أحوالهم، فسألها صديق ابنها أن تجلس حتى تشرح لهم بعض الدروس.
فنظر ابنها بنظرة حسرة وحزن، فكان رد الأم “أني متعبة جدا يا ولدي، وسوف أترككم سويا واخلد إلى النوم”.
ظلت الأم تفكر في نظرة ابنها، وكانت تشعر بالضيق والألم فقررت أن تدرس من جديد، لم تخبر الأم الأولاد.
ذهبت كل يوم الأم في الصباح الباكر مركزاً حتى تستطيع القراءة والكتابة، وأخذت تتعلم وتعمل طوال اليوم حتى لا يشعر أحد باختلاف شيء.
في يوم من الأيام جاء امتحان الأم، وكانت تجلب بعض الأوراق إلى المنزل، وكان يجلس ابنها الصغير في المنزل في هذه الأوراق، وظل ساكتا وينظر لها بكل فخر وحب.
جرى الولد إلى حضن الأم وظل يبكي ويعتذر منها، وكانت الأم تطمانه وظل الولد يكرر لها كم هي جميلة، وأنه يشعر بالفخر اتجاهها طوال الوقت.
ذهبت الأم إلى الامتحان بصحبة ابنها، ونجحت الأم وظلت تعمل وكان الولد يحب اصطحابها له، وعندما يأتي صديقه ينادي والدته حتى تجلس معهم، ويلعبوا سويا وتذاكر لهم قليلا.