ولد الدكتور إبراهيم محمد السيد الفقي في قرية أبو النمرس بمنطقة المنيب في محافظة الجيزة بمصر، ونشأ محباً للرياضة، فمارس رياضة التنس وحصل على بطولة مصر بها لسنوات متتالية، كما مثل المنتخب الوطني في بطولة التنس التي أقيمت بألمانيا في عام 1969 ميلادياً.
كما كان الدكتور ناجحاً في حياته الوظيفة، فتدرج في مكانته في الوظائف المختلفة التي عمل بها، فعمل في الكثير من المجالات، وكان مديراً لقسم قطاع الفنادق بفندق فلسطين الذي يقع في محافظة الإسكندرية، وسافر إلى كندا ليدرس في مجال إدارة الأعمال، فعمل في غسيل الأطباق وتنظيف المطاعم حتى يحصل على أجر يستطيع الإنفاق به على دراسته، كما عمل حراساً لأحد المطاعم، وقام بتنظيف الطاولات في الفندق، وكان ذلك في سبيل حب العلم والسعي للحصول على أعلى الدرجات.
قام الدكتور إبراهيم الفقي بحكي قصة حياته في إحدى المحاضرات، وقال أنه سافر مع زوجته إلى كندا بهدف الدراسة، وكان لا يمتلك الأموال التي تحقق له حياة كريمة هو وزوجته، أو تساعده في دراسة المجال الذي يرغب فيه، فكان له خبرة كبيرة في العمل في مجال الفنادق قبل السفر إلى كندا، فبدأ بالعمل في أقل الوظائف، لينظف الطاولات والأطباق والمطابخ في الفنادق، حتى أصبح مديراً لأحد أكبر الفنادق الموجودة في كندا آنذاك.
كما درس الدكتور في مجال الإدارة، والتنمية البشرية، وحصل على العديد من الشهادات الدولية، وحصل على شهادة الدكتوراه، وهو الرائد في عصره الذي ألف علمين جديدين، وهما علم ديناميكية التكيف العصبي، وعلم قوة الطاقة البشرية، وقام الفقي بإلقاء المحاضرات في الكثير من دول العالم باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية، ودرب العديد من الأشخاص في مجال التنمية البشرية، فمن الجدير بالذكر أن عدد المتدربين الذين تلقوا المحاضرات من قد تجاوز ستمائة ألف متدرب، الأمر الذي جعله من أشهر وأنجح علماء العرب في عصره.
قام الدكتور إبراهيم الفقي بكتابة العديد من كتب التنمية البشرية والتي تم ترجمتها إلى العديد من اللغات، مثل اللغة الفرنسية، والعربية، والأندوسية، والكردية، والإنجليزية، وانتشرت كتبه في العديد من المكتبات المحلية والعالمية، كما تم نشر كافة مؤلفاته في كندا في أواخر تسعينات القرن العشرين، كما يوجد العديد من المواد المرئية والسمعية والأسطوانات التي تعرض محاضرات الدكتور في العديد من دول العالم، وتحدث في كتاباته عن كيفية تطوير الذات، وكيفية الوصول إلى النجاح، وخطوات التدبير الناجح، ومن أبرز كتبه:
تُوفي الدكتور إبراهيم الفقي في صباح الجمعة، في اليوم العاشر من شهر فبراير لعام 2012 ميلادياً، أثر حريق اندلع في شقته التي يقيم بها، فقد نشأ الحريق في البداية في الطابق الثالث من المبنى، حتى يمتد لباقي الطوابق التي كان يعيش بها الدكتور، ووُجد مخنوقاً بالدخان هو وشقيقته ومربيه الأطفال، فتُوفى عن عمر يناهز إثنين وسبعين عام، تاركاً للعالم العربي إرثاً كبيراً وعظيماً من كتب علم التنمية البشرية.