لا تتوفر أي معلومات حول نسب أو عائلة الفتاتين الهاربتين من السعودية ريم وروان، فكل المعلومات المتوفرة عنهما أنهما يرجعان في أصلهما إلى أسرة بسيطة الحال في المملكة العربية السعودية، وكما هو الحال في غالبية المجتمع السعودي كانت الأسرة التي تنتمي منها الفتاتان تحافظ على تعاليم الدين الإسلامي لحد كبير، كما يلاحظ كون العائلة التي تنتمي لهما الفتاتان من العائلات المحافظة على الموروث الثقافية والعادات والتقاليد العربية الأصيلة.
ريم وروان فتاتان في العشرينيات من عمرهما، ولا وجود عن أي بيانات مثبتة توضح أعمارهما بالتحديد، ولكن الأكيد أنهما ولدتا في المملكة العربية السعودية، وتحملان جنسيتها، ولكن يصعب إيجاد أي معلومات خاصة عن العائلة في مثل تلك القضايا، ولكن المعروف أن الفتاتين كانتا تعانيان من العادات والتقاليد المجتمعية الموجودة في المجتمع الخليجي والعربي بأكلمه، وكانت حجتهما أنهما كانتا يعانيان من العنف الأسري المستمر، الأمر الذي دفعهما للهروب خارج المملكة بعدم معرفة أي من أفراد عائلتهما، وقد أعلنتا ارتدادهما عن الدين الإسلامي، لشدة ما عانياه من ذلك الدين، ويبدو أنهما ضلا سبيهما ضلالاً بعيداً.
تابع الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي قصة الفتاتين الشقيقتين ريم وروان، كما تمت الإشارة إليهم في العديد من المواقع الإخبارية في الفترة الأخيرة، فقد انتشرت حكاية الفتاتين بداية من عام 2018، فيذكر أن الشقيقتين استغلتا رحلة عائلية قامت بها العائلة كلها، وقامتها بالهروب من العائلة، فقد كانت العائلة متجهة إلى سريلانكا لقضاء الإجازة هناك، وقد خططتا إلى الهروب من سريلانكا متجهتين إلى هونغ كونغ، ولكن لم ينجحا في القيام بذلك، ويرجع السبب في ذلك إلى اكتشاف عائلتهما الأمر، وقد قامت العائلة بتبليغ السلطات المختصة في القنصلية السعودية في هونغ كونغ، وقد قامت السلطات بالقنصلية بإلغاء الرحلة التي كانت من المتوقع أن تستقلها الفتاتان.
كان رد فعل الفتاتين بأنهما قضيا قرابة 6 أشهر يتجولون، ويتنقلون من فندق إلى آخر، ومن مسكن إلى آخر داخل المدينة الكبيرة هونغ كونغ، وبعد مرور تلك المدة بدأت الأخبار تنتشر عن أنهما قد استطاعتا الهرب إلى أستراليا، ولكن لم يتمكن أحد من الجزم بتلك الأنباء، وكان الدليل وراء تلك الأنباء هو وجود جثتين لفتاتين سعوديتي الجنسية وشقيقتين في دولة أستراليا، ولكن لم يتم الاستدلال أو معرفة أصحاب هذه الجثث بالتحديد.
تعددت أراء المتابعين لقضية ريم وروان على مواقع التواصل الاجتماعي، مع وجود شبه إجماع بين غالبية رواد التواصل الاجتماعي على مدى إجرام الفتاتين، بالأخص وأن فعلتهما منافية للتقاليد والتعاليم الإسلامية، ولكن كانت الاختلافات في إذا كانتا قد توفيتا وأنهما حقاً تلك الجثتين الموجدتين في سيدني في أستراليا، فهل تستحقان هذا المصير، بالأخص أنه تم العثور على الجثتين محللتين بطريقة شبه كاملة، ويصعب العثور على أي ملامح لهما، وكان العثور على الجثتين بعد ما تم إعلانه من التحقيقات الأسترالية أن الجثتين قد قضتا قرابة الشهرين بعد وفاتهما.
أما بخصوص الإجماع على مدى إجرامهما فهناك العديد من التغريدات لأناس صرحوا بمدى إجرام الفتاتين، ما بين ارتداهما عن الإسلام، وهروبهما من بين عائلتهما، وتأثير هذا التفكير الشاذ على الأجيال الناشئة، وقد غرد أحد رواد المواقع التواصل الاجتماعي، شارحاً بعض التفاصيل عن القصة الخاصة بهما، مؤكداً على عدم وجود أي دواعي لما فعلن في أنفسهم وعائلتهن وحتى مجتمعهن، قد أنهى حديثه ناصحاً الفتيات والسيدات بالحذر وعدم تغليب سلطة الهوى والشيطان على حكمهن.
كما ظهر بعض التعاطف بما حل بالجثتين التين وجدتا في العاصمة الأسترالية سيدني، يرجع إلى طيلة المدة، وهي الشهران، دون أن يسأل عليهما سائلاً أو يزورهما صديق، أو حتى يتفقد أمورهما أي أحد، الأمر الذي قد وجده البعض نتيجة لما قدمن من أفعال في حياتهم، والبعض الآخر يقول أ، فيه هذا من القسوة ما يمكن أن يكون كفارة لما قدمن من أفعال، فقد عانتا من الغربة في بلاد لا يعرفون عنها شيئاً، الأمر الذي دعا بالبعض أن يدين كل من يدافعون عن ما يسمى “بالنسوية” وتلك الحراكات الفكرية التي تنادي بتحرر المرأة بدون قيود ولا شروط، للدرجة التي تجعلها لا تفكر وتتصرف بهواها كما يحلو لها، حتى ينتهي بها الأمر إلى نهاية مأساوية.