” من هو إيمانويل كانت “Immanuel Kant” الذي يُعد من الشخصيات الفريدة التي أثرت في الوجدان بما قدم من طرح فلسفي من منظور جديد، مازال حتى يومنا هذا يُدرس في الكثير من الجامعات الأوروبية، بالإضافة إلى تعدده في الدراسات المختلفة جاء من بينها القانون والشؤون الدينية والتاريخ، وذلك في لفترة التي جاءت ما بين القرن الثامن عشر والحادي والعشرين.
فيما توصل كانت إلى العديد من النتائج العلمية عن طريق مبدأ السببية الذي اعتمد عليه في دراسته، حيث وجد أن هناك موضوعات لا يُدركها العقل لذا فيجب أن يستخدم الإنسان إحساسه والتجارب السابقة، لذا نصحبكم في جولة لثبر أغوار الحقائق والكشف عن دور إيمانويل كانت والتنوير وكانط والاخلاق وكانط والاسلام من خلال مقالنا في موسوعة، فتابعونا.
إيمانويل كانت
نشأ كانت CANT وترعرع في مدينة كونيغسبرغ في عام 1724 في القرن الثامن عشر، فيما يُطلق على تلك المدينة حاليًا اسم ” كلينغراد”.
فيما تمتع كانت في صغره بالقدرة على تلقي العلوم، وقد كان طالبًا متميزًا، وأثرى حياته تمسك أهله بالدين والقدرة على التدين والحصول على التربية السليمة، مما جعله منضبط في خُلقه، ومُخلصًا في عمله ومتفاني فيما يقوم به على الدوام، فقد كان والده ينتمي إلى حركات التقوى الدينية في الكنيسة اللوثرية .
درس كانت علوم الدين، الإضافة إلى مادتي العلوم والرياضيات، حيث أدرك مبكرًا أن العقل وحده دون التجربة معرفة يقود إلى الأوهام.
فيما جاء في الترتيب بين أخوته الرابع من بين أحد عشر ولدًا، للأب يعمل في تجهيز الأحصنة وما يلزمها من مستلزمات.
درس كانت على يد كاهن محلي كل ما يؤهله لكي يُصبح بارعًا ومميزًا، بالإضافة إلى دراسته المتعمقة في اللغة اللاتينية وعدد من للغات، ليُغير اسمه من KANT إلى KANTTO وفقًا للغة الألمانية.
فيما كان يخرج ليلاً بعد أن يتناول وجبة العشاء يوميًا.
دراسة كانت
درس الفيلسوف كانت في جامعة كونبغسبرغ اللاهوت، بالإضافة إلى دراسة الفيزياء والرياضيات.
ليترك الجامعة وتلقي العلوم بعد أن توفى والده لكي يساهم في تدبير أمور عائلته، فأخذ يعمل بجد لتعليم أبناء الأثرياء، حيث استمر في هذه المهنة.
وعلى صعيد أخر لم يترك الأبحاث ومجال الدراسة كلية ولكنه قام بطرح العديد من التساؤلات علمية بين التجريبية والعقلانية.
ليُطلق أول كتاب له في عام 1749 الذي حصل على جائزة برلين الأكاديمية والذي جاء يحمل عنوان” أفكار حول التقديرات الصحيحة للقوى الحية”.
اشتهر بمحاضراته التي عنت بدراسة الفلسفة، فيما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة بعام 1755 ، ليبدأ العمل محاضرًا في الفلسفة، ويبدأ في كتابة عدد من الكتب وكان من أشهر كتاباته Critique of Pure Reason؛ والذي عرض فيه الأسباب التي جاءت وراء فشل الفلسفة والعلوم الماورائيات من خلال منظورة الذي يُشير إلى ارتباط كل من السبب والتجربة في تشكل الفكر.
وقد أراد كانت أن يُصدر كُتب في الدين ولكن ملك بروسيا منعه من نشر مؤلفاته الدينية لما عُرف عنه بالتعصب الديني.
كانط والاخلاق
فيما خرج بقانون للأخلاق ينص على أن الأخلاق نتيجة للعقلانية، بالإضافة إلى رؤيته التي تنص على أن الأخلاق تنتج عن العقلانية؛ فيما حمل هذا القانون ” الضرورة الحتمية”.
اعتمدت نظرة كانط للأخلاق على ثلاثة مبادئ وهم؛ أولاً أن الحكم على السمة الأخلاقية لا يرجع إلى نتائج الفعل ولكن إلى المحفز الذي أنتج الفعِل.
ومن العوامل الأخرى، هو ما جاء في ثانيًا: هو اقتناعه بأن الأفعال تُصبح أخلاقية إذا احترمت القانون الأخلاقي، فيما تتناقض مع القيام بالأخلاق واتباعه في حالة تواجد الدوافع كالرغبة أو دافع الحاجة، أما عن المبدأ الثالث الذي اعتمد عليه في النظر إلى الأخلاق فهو؛ أن الأخلاق التي تصدر دون أية دوافع أخرى، بأن تكون أخلاقية فقط، وأن تأتي بدافع الأخلاق، دون تواجد أية دوافع أخرى.
فيما اعتمد على مبدأ الحافز الخالص في قانون الأخلاق، بأن يقوم الفاعل بأفعال بعيدة عن المصالح والدوافع، فيما اعترض على هذا التصوّر الكثير من الفلاسفة آن ذاك، فقد أشار نيتشه إلى أن العقل عائق للخيار الحر، ونفى كونه مصدر للحرية الأخلاقية، جاء هذا على عكس أن تفكير كانط في أن الأخلاق يجب أن تكون عالمية.
مقولات كانط
أبدع كانط في عرض الحقائق واعتمد في مسيرته على ما خلُص إليه العلماء والفلاسفة من قبل، فيما أبدع فيظل حقبة كبيرة كان يوجد بها العديد من الاكتشافات والآراء العلمية والفلكية والدينية، فبرع في مجال الفلسفة واهتم بالدين ونشر التنوير بين الناس، لذا نُسلط الضوء على أبرز مقولات كانط في السطور التالية:
يرى كانط أن العلم يُنظم المعرفة، بينما الحكمة تُنظم الحياة.
كما كان يقول كانت أن كل معرفتنا تبدأ بالحواس وتنتقل إلى الفهم وتنتهي بالعقل، فيما لا يوجد أعلى من المنطق.
وعن العمل فقد قال الفيلسوف كانط “أعمل فربما يُصبح عملك قانون آمنًا للعالم بأسره”.
وعن الأخلاق الذي اهتم بها كانط فقد قال” إن الأخلاق ليست عقيدة لكي يمكننا أن نجعل أنفساء سعداء، بل كيف نجعل أنفسنا جديرين بالسعادة”.
عدم النضوج هو عدم استخدام الذكاء في توجيه الذات دون شخص آخر.
وعن حقوق الغير والنفس يقول كانت” يصير الرجل مذنب في نظر القانون في حالة انتهاك حقوق الغير، ولكن من ناحية الأخلاق فيكون مذنبًا إذا فكر في العمل فقط.
وفاة قانط
عانى قانط من فقدان الذاكرة في أيامه الأخيرة، فيما توفى في عام 1804.
ليُدفن الفيلسوف والمحاضر والعالم قانط في كاتدرائية كونيغسبرغ، وذلك عن عمر يناهز الثمانين عامًا.
عرضنا من خلال مقالنا نشأة وتاريخ وتعليم كانت، الذي برزت أعماله الفلسفية وأفكاره الدينية والأخلاقية، ويجب أن نُشير إلى أنه من الشخصيات النادرة التي جمعت بين الدين والفلسفة والأخلاق فخرج إلى العالم بنتيجة أن التفكير فقط في الإساءة للآخرين هي انتهاك لحقوقهم في حد ذاته.
فيما يُمكنك عزيزي القارئ مُتابعة المزيد عبر الموسوعة العربية الشاملة.