محتويات المقال
تُعرف الأمطار الحمضية على أنها الأمطار التي تحتوي في مكوناتها على خليط من المركبات الحمضية والتي تتمثل في حمض النيتريك وحمض الكبريتيك، حيث أنها تعد من صور ترسيب الأمطار التي تتساقط من الغلاف الجوي، كما أنها تصبح حمضية نتيجة ارتفاع معدل الرقم الهيدروجيني إلى 5.6، حيث أن المعدل الطبيعي للرقم الهيدروجيني في الأمطار العادية يصل إلى 4.2 أو يزيد إلى 4.4 بحد أقصى.
يعود تاريخ اكتشاف الأمطار الحمضية إلى عام 1852م على يد العالم الكيميائي روبرت سميث الملقب بـ”أبو المطر الحمضي”، ذلك عندما قام بالكشف عن مياه الأمطار الحمضية والتي حصل عليها في المناطق الصناعية الإنجليزية، ومن ثم أصبحت الأمطار الحمضية مجال للدراسة والبحث بين العلماء في منتصف القرن العشرين، وقد شهدت فترة الستينات من القرن الماضي انتشار هذه الظاهرة في العديد من دول غرب أوروبا لتلفت أنظار أوروبا إليها عقب الآثار السلبية التي خلفتها.
تنتج أحماض الأمطار من حمض النيتريك HNO3، وحمض الكبريتيك H2SO4 من خلال أكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت وهي غازات تنطلق من الغلاف الجوي عبر الهواء والرياح، ومن ثم تتفاعل هذه الغازات مع الماء والغازات أبرزها غاز الأكسجين، مما ينتج عن ذلك حمضي الكبريتيك والنيتريك حيث يتساقطان على الأسطح والمسطحات المائية عبر الأمطار.
تحدث هذه الظاهرة نتيجة للعديد من الأسباب التي ترجع إلى عوامل طبيعية وعوامل بشرية نستعرضها لكم فيما يلي:
وتتمثل هذه العوامل في حدوث الكوارث الطبيعية التي تقع دون تدخل من الإنسان مثل وقوع البراكين.
وتتمثل العوامل البشرية في تكرير النفط والوقود الأحفوري والذي يصدر من خلالهما انطلاق أكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت وهما من أبرز الغازات المسببة للتلوث، حيث أنه عقب انطلاقهما في الغلاف الجوي يتحولان إلى أحماض نتيجة تبخر الماء، وتتمثل هذه الأحماض في حمض الكبريتيك وحمض النيتريك وبالتالي يحدث سقوط الأمطار الحمضية والتي قد تمتد وتنتشر من المناطق الصناعية إلى المناطق السكنية وفقًا لسرعة الرياح.
تأتي الأمطار الحمضية في نوعين رئيسيين وهما ما يلي:
يحدث الترسيب الجاف عندما يقل معدل الرطوبة حيث تتجمع الغازات الحمضية والتي تنبعث من الغلاف الجوي ومن ثم تقع على التربة أو على الأنهار والبحار، ومن ثم تختلط هذه الغازات بمياه الأمطار عند سقوطها، ومن ثم تبدأ هذه الأمطار في التوغل والانتشار لمختلف البيئات والأسطح، إلى جانب انتشارها في الجو، ويعد حجم الأمطار المتساقط العامل الأساسي الذي يتحكم في نسبة الحموضة في جزيئات الغلاف الجوي عند حدوث الترسيب الجاف.
ويحدث الترسيب الرطب من خلال اختلاط حمضي الكبريتيك والنيتريك عند تساقطهما من الغلاف الجوي بمياه الأمطار، وكذلك تمتزج هذه الأمطار بالثلوج عند هطولها.
يمتد أثر الأمطار الحمضية إلى المباني والتي تؤثر على شكلها الخارجي حيث تزيد من تآكلها مقارنةً بمياه الأمطار العادية، وأكثر أنواع المباني التي تتعرض للتآكل من الأمطار الحمضية هي المباني المصنوعة من الأحجار الرملية أو الأحجار الجيرية حيث أن هذه المركبات أكثر تفاعلاً مع أحماض الأمطار مقارنةً بالمركبات الأخرى.
يمتد أثر الأمطار الحمضية ليصل إلى الإنسان وتسبب له التعرض للمشكلات الصحية التالي:
تعد مياه كلاً من الأنهار والبحيرات أكثر المسطحات المائية التي تتلوث بمياه الأمطار الحمضية، حيث ترتفع نسبة الحموضة في المياه لتزيد عن المعدل الطبيعي والذي يصل إلى 6.5، مما يتسبب ذلك في التأثير بالسلب في انتشار الكائنات البحرية من الأسماك وغيرها، حيث أن ارتفاع نسبة الحموضة تتسبب في تعرض صغار الأسماك للتشوه، كما تشكل هذه الحموضة خطورة على حياة الكائنات البحرية الأخرى مثل الروبيان وبلح البحر.
كما يختل التوازن البيئي المائي نتيجة لموت عدد كبير من الأسماك والتي تصبح غذاءً للحشرات، مما يترتب على ذلك إلى انتشار نسبة الحشرات في المسطحات المائية، كما تشكل الأمطار الحمضية خطورة على حياة الكائنات البحرية نتيجة المركبات السامة الناتحة عنها مثل الألمونيوم.
هناك العديد من الحلول التي تساعد على الحد من الآثار السلبية التي تخلفها الأمطار الحمضية، والتي تتمثل في الآتي:
وفي ختام هذا المقال نكون قد قدمنا لكم بحث عن المطر الحمضي مع توضيح مفهوم هذه الظاهرة وأسباب حدوثها سواء من العوامل الطبيعية أو العوامل البشرية، إلى جانب أنواع الأمطار الحمضية، كما استعرضنا لكم أضرار الأمطار الحمضية على كل التربة والمسطحات المائية والمباني وعلى صحة الإنسان، وطرق الحلول الفعالة للتغلب على هذه المشكلة البيئية.
مراجع