تم إطلاق برنامج تلقيح السحب في الإمارات العربية المتحدة، وذلك بهدف توفير أكبر قدر ممكن من مصادر المياه خاصةً في دولة يبلغ معدل سقوط الأمطار فيها حوالي 100 مم في العام، وهو ما يعد قليلًا للغاية، ومن خلال الرحلات الجوية التي يتم إرسالها إلى السحب تأمل الإمارات في توفير الكمية المناسبة من المياه لمواطنيها والوافدين دون تكلفة عالية، وفي هذا المقال نتعرف على تلك التجربة الفريدة من نوعها في هذا البلد الرائد، فتابعونا على موسوعة.
يتوقف ذلك على معرفة كمية الماء التي يمكن للسحابة الواحدة أن تنتجها: قد تبدو السحب خفيفةً ورقيقةً، لكنه في الحقيقة ثقيلة بشكل لا يصدق، حيث يزن متوسط سحابة المطر ما يقرب من 100 فيل بسبب وزن الماء، لكن نظرًا لأن قطرات الماء صغيرة الحجم، وأخف وزنًا من الهواء المحيط بها، فغالبًا ما يبقى الماء محصورًا في الداخل.
لذلك يمكن لتلقيح السحب إحداث تغيير جذري في الإمارات إذا تم استخدامه بشكل واسع، والذي يعمل على تحفيز المطر للسقوط.
وعن فعالية تلك العملية، فقد ذكر الخبراء زيادةً في نسبة هطول المطر بعد استخدامها في الإمارات بنسبة 30 إلى 35 % في السماء الصافية، وما يقرب من 15 % في جو الأتربة.
بدأت عملية البذر السحابي في الإمارات في التسعينيات، وبدأت التركيز عليها بشكل متزايد حتى وصل عدد مهمات تلقيح السحب في عام 2018 إلى 242 مهمة.
تحصل الإمارات على غالب مياهها عن طريق تحلية مياه البحر، إلا أنها تسعى إلى تغيير تلك السياسة، وذلك نظرًا لأن تكلفة تحلية المياه اعلى بكثير من تلقيح السحب، حيث إن كل متر مكعب من المياه يكل نحو 60 سنتًا، في مقابل سنت واحد في تلقيح السحب.
عكس جميع التوقعات فإن فصل الصيف هو الفصل الأنسب لتكون عملية تلقيح السحب أكثر فاعليةً في الإمارات؛ فخلال أشهر الصيف تجلب الرياح الموسمية الغيوم المملوءة بجزيئات الماء من الهند إلى شبه الجزيرة العربية، وهو ما يرى أثره في ظاهرة الخريف في عمان، وسقوط بعض الأمطار في الإمارات.
كان ذلك حديثنا عن تلقيح السحب في الإمارات. تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.
المصدر: