الانظمة البيئية المائية تنال إهتمام كبير من العلماء بسبب أنها تُشكل أغلب مساحة كوكب الأرض، فكوكبنا يسمى الكوكب الأزرق، ونعتمد في غذائنا بشكل كبير على الكائنات البحرية، النظام البيئي المائي هو النظام الذي يتواجد فيه الحياة في المسطحات المائية، ففيه تعيش الكائنات البحرية بمختلف أنواعها، وتتأقلم مع ظروف هذا النظام بأنواعه، وفي هذا المقال في موقع موسوعة سنتناول هذا النظام بشيء من التفصيل، فسنلقي الضوء على المياه العذبة والمياه المالحة بأنواعهم وكيفية تتأقلم الكائنات البحرية الحية مع الظروف البيئية الخاصة بها.
تنهال المياه في الأنهار والجداول من اتجاه مصدر المياه، فيجب أن تصب مياه النهر في مصب مائي كبير، ويبدأ تشكل الأنهار والجداول المائية من المياه الناتجة عن ذوبان الثلج من المناطق الجليدية المختلفة، أو من المياه المتواجدة في باطن الأرض، وحسب نسبة ميل السطح يتحدد سير تدفق المياه، على سبيل المثال إذا كان ميل الأرض حاد فهذا يعني أن المياه ستسير بإتجاه المصب بسرعة كبيرة، وستحمل معها العديد من الرسوبيات وستنقلها من مكان إلى أخر.
بسبب جريان المياه والرسوبيات تقل الحياة في المياه العذبة، فقط تلتصق النباتات والشعب في أعماق الأنهار بجانب الصخور، ويتغذى العدد القليل من الكائنات البحرية الموجودة فيه على النباتات والحشرات المائية والديدان المتواجدة في الأعماق.
من أنواع الكائنات المائية التي تعيش في المياه العذبة (الأنقليس،والسلمون المرقط،والضفادع)
تتكون البحيرات والبرك من مياه راكدة لا يوجد بها تغيرات، وتكون غير متصلة بأي مصب أو مصدر مائي آخر، وتكون في الأغلب مساحتها صغيرة تقل عن الـ4 أمتار، ولكن يمكن أن تصل أحيانًا في بعض البلدان إلى آلاف الأمتار المربعة، وتجف أحيانًا وتمتليء بالماء أحيانًا أخرى حسب كمية الأمطار وحسب العوامل المناخية المختلفة.
وهناك بحيرات “قليلة التغذية” أي لا تمتلك الكثير من المواد الغذائية، وذلك نتيجة لدوران الأكسجين في المياه ونقل الغذاء من القاع إلى السطح، مما يُفسد الحياة على الكائنات البحرية الصغيرة المتواجدة، وهناك بحيرات “حقيقي التغذي” لا تكون في أعماق عالية بل تتواجد في الأماكن المنخفضة، ويتواجد فيها كائنات بحرية أكثر نتيجة لتوفر الغذاء، وهناك بحيرات “منطقة الشاطيء”، وتكون البرك المائية بالقرب من الشواطئ والسواحل، ويكون عمق المياه قليل لذلك نجد أن الشمس تصل للمياه كلها، وهناك بحيرات “المنطقة المضيئة” هي بحيرات واسعة مضيئة بسبب ضوء الشمس، وهناك بحيرات “المنطقة العميقة” وهي تكون من البحيرات الضخمة فقط.
النظام البيئي الإنتقالي هو النظام الذي يندمج فيه المياه العذبة مع المياه المالحة مع اليابس، فتجمع ما بين البحار والبرك والأنهار، مثل المستنقعات والسبخات التي تنمو فيها النباتات والكائنات المائية المختلفة، لأن أرضها تكون رطبة وخصبة ومليئة بالثروات، ومن الكائنات التي تعيش فيها (البط، الزواحف، البرمائيات، الطيور، الراكون، الطحلب البطي، زنابق الماس، البردي، الصفصاف، الروبيان، حشائش السبخات، أعشاب البحر…)، ونجد هذا النوع عند مصبات الأنهار عندما تختلط مياه الأنهار العذبة في مصبها عند البحر المالح، والنظام البيئي مستقر في هذه المستنقعات بسبب كثرة وتوافر الغذاء.
تتواجد المياه المالحة في البحار والمحيطات، وهي تُشكل المساحة الأكبر لكوكب الأرض، ويعيش فيه أغلب الحيوانات البحرية والنباتات، يكثر فيه الأملاح ويقل فيه الأكسجين، وبسبب كثرة المسطحات المائية في كوكبنا تم تسميته “كوكب الماء”.
المحيطات هي اكبر مسطحات مائية يمكن أن تجده في كوكب الأرض، وهي منطقة مفتوحة تضم أكبر قدر من الكائنات البحرية والنباتات البحرية، وهناك عدة أنواع للمحيطات يتم تقسيمها حسب درجة وصول أشعة الشمس لها، فهناك “منطقة مضيئة” وهي المنطقة التي يصل إليها أشعة الشمس بشكل كامل، وتعيش فيها الكائنات التي تعتمد على الشمس بشكل أساسي في الحصول على غذائها، وتكون على عمق 200 ميل، وكلما زاد عمق المياه قلت أشعة الشمس الواصلة للنباتات، وهناك “المنطقة المظلمة” وهي منطقة لا يصل للمياه فيها أشعة شمس، وتعيش الكائنات البحرية فيها في ظلام كبير، وتكون المياه باردة، لذلك لا تعيش فيه النباتات التي تعتمد على البناء الضوئي.
يمكنك قراءة المزيد من بحث عن الانظمة البيئية المائية وأنواعها