يرغب الكثير في التعرف على كيفية حساب زكاة الفطر بالمال ، تعد الزكاة من بين أركان الإسلام الخمس حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: “بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان”.
والزكاة في اللغة العربية تشير في معناها إلى النماء والزيادة، أما عن تعريفها كمصطلح فيشير إلى مبلغ من المال يتم إخراجه للمحتاجين على أن يكون بالغًا للنصاب، ومن أبرز الأسئلة الواردة عن الزكاة كيفية حسابها عند إخراجها، وفي السطور التالية من موسوعة يمكنك الاطلاع على طريقة الحساب.
كيفية حساب زكاة الفطر بالمال
عند حساب زكاة المال يتم قسمة المبلع المطلوب إخراج زكاته على 40، فعلى سبيل المثال إذا كان المبلغ المراد إخراجه للزكاة 2000 فعند قسمته على 40 يكون الناتج: 2000 ÷ 40 فالمبلغ المراد إخراج الزكاة منه هو: 50.
يمكنك حساب زكاة المال من خلال قسمة المبلغ المراد إخراج زكاته أولاً على 100، ثم نقوم بضرب الناتج في 2.50.
فعلى سبيل المثال إذا كان المبلغ المراد إخراج الزكاة منه 2000 فيتم قسمته على 100 ليكون الناتج: 2000 ÷ 100 = 20، ثم نقوم بضرب الناتج في 2.50 ليكون الناتج: 20 * 2.50 = 50.
مقدار زكاة الفطر بالكيلو للأرز
في حالة أن الزكاة كانت من الحبوب الغذائية مثل الأرز، فإن مقدارها صاع واحد، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:”أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى كُلِّ حُرٍّ، أوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أوْ أُنْثَى مِنَ المُسْلِمِينَ”.
يعادل مقدار الصاع 3 كيلو، وقد أشار العلماء إلى أن الصاع هو المكيال المتداول في البيع والشراء، وقد أشار أبو حنيفة إلى أن الصاع يُقدر بثمانية أرطال.
هناك علماء أشاروا إلى أن الصاع مقداره 2.40 كيلو جرام، ومنهم من أشاروا أنه يعادي 2 كيلو ونصف جرام.
الأموال التي تجب فيها الزكاة
هناك أنواع عدة من الزكاة التي تُخرج والتي تشمل ما يلي:
زكاة الأوراق النقدية
تتمثل زكاة الأوراق النقدية في زكاة المال وهي الزكاة التي تُخرج بعد مرور سنة قمرية عليها.
وردت زكاة المال في قوله تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
زكاة النقدان
تشمل زكاة النقدان الذهب والفضة بمختلف الأشكال سواء كانت آنية أو سبائك أو عملات.
يبلغ مقدار الزكاة في الذهب ربع العشر بنسبة تصل إلى 2.50%.
يبلغ نصاب الذهب عشرين مثقال أي ما يعادل 85 جرام من الذهب الخالص.
في حالة أن الذهب عيار 18 قيراط فإنه يتم إسقاط منه ربع الوزن، بينما إذا كان عيار 21 قيراط فيتم إسقاط منه ثمن الوزن.
يبلغ نصاب الفضة 595 جرام من الفضة الخالصة.
زكاة الزروع والثمار
تندرج الزروع والثمار ضمن أصناف الزكاة وفقًا لقوله تعالى في كتابه الكريم (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ).
من بين الزروع والثمار التي تجب الزكاة فيها الأرز والقمح والشعير والتمر.
أما عن الزروع والثمار التي لا تجب فيها الزكاة: الخضروات والفواكه.
زكاة عروض التجارة
يٌقصد بعروض التجارة على كل ما هو مخصص للربح والتجارة فيه على أن يكون بالغًا للنصاب.
في حالة أن كانت عروض التجارة من الزروع والثمار ففي تلك الحالة يتم إخراجها كزكاتها وليس كزكاة عروض التجارة.
يتم إخراج الزكاة من عروض التجارة بمقدار ربع العشر.
زكاة الأنعام
تشمل زكاة الأنعام كل من الغنم والإبل والبقر، ويجوز إخراجها كزكاة عروض التجارة إذا كانت مخصصة لذلك.
لا تجب الزكاة على الأنعام إذا كانت أقل من النصاب، وإذا كانت ضمن الأنعام التي يقوم صاحبها بالعلف للاستفادة منها.
يبلغ الحد الأدنى للنصاب في الإبل خمسة، أما عن الغنم أربعين، بينما البقر ثلاثين.
زكاة المعادن
تشمل المعادن كل الأنواع التي يتم إخراجها من باطن الأرض مثل الذهب والفضة والياقوت.
تجب الزكاة في المعادن بعد أن يتم تصفيته ومن ثم تشكيله لسبائك.
يبلغ مقدار الزكاة في المعادن ربع العشر إذا كان بالغًا للنصاب.
زكاة الركاز
تشمل زكاة الركاز كل ما دُفن تحت الأرض، ومقداره الخمس حيث أنه لا يتطلب مرور الحول عليها أو بلوغها للنصاب.
الحكمة من فرض الزكاة
هناك العديد من الحكم التي فرضت فيها الزكاة على المسلمين والتي تشمل ما يلي:
تنقية النفس من البخل.
تطهير النفس من سوء الأخلاق.
تدريب النفس على الإنفاق في سبيل الله.
نيل العبد مغفرة الذنوب والتجاوز عن السيئات.
تحقيق التكافل في المجتمع.
نشر المودة والمحبة بين أفراد المجتمع عبر تحقيق التكافل.
فضل الزكاة
نيل البركة في الرزق لقول الله تعالى (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).
نيل الأجر المضاعف لقول الله تعالى (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَالله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
النجاة من عذاب يوم القيامة حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه :”كلُّ امرِئٍ في ظلِّ صَدقتِهِ، حتَّى يُفصَلَ بينَ النَّاسِ أو قالَ يُحكَمَ بينَ النَّاسِ”.
حكم الزكاة في الإسلام
الزكاة بإجماع العلماء واجبة على المسلمين حيث أنها تعد الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين والصيام، وقد فُرضت في العام الثاني من الهجرة النبوية.
كما أن الزكاة واجبة لقوله تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)، وطبقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:”فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِن أغْنِيائِهِمْ فَتُرَدُّ في فُقَرائِهِمْ”.
شروط زكاة المال
هناك عدة شروط مطلوبة في زكاة المال والتي نعرضها لك فيما يلي:
يجب أن يكون المزكي مسلمًا فلا تجب الزكاة على من يعتنق دين آخر.
يجب أن يكون المزكي حرًا لا يتبع أحد حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه :”ومَنِ ابْتاعَ عَبْدًا فَمالُهُ لِلَّذِي باعَهُ، إلَّا أنْ يَشْتَرِطَ المُبْتاعُ”.
يجب أن يكون المزكي بالغًا فلا تجب الزكاة على صبي لم يبلغ بعد.
يجب أن يكون المزكي عاقلاً فلا تجب الزكاة على مجنون.
يجب أن يكون مال المزكي ملكًا له بالكامل.
يجب أن يكون مبلغ الزكاة بالغًا للنصاب الشرعي.
يجب مرور عام قمري على مال الزكاة.
يجب أن يكون المال المراد إخراجه خاليًا من الدين.
يجب أن يكون المال المراد إخراجه للزكاة زائدًا عن حاجة المزكي.
الفئات المستحقة للزكاة
قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة التوبة (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
يتبين من الآية الكريمة السابقة أن الفئات المستحقة للزكاة هم 8 فئات وهم ما يلي:
الفقراء.
المساكين.
العاملين عليها وهم من يجمعون الصدقات.
المؤلفة قلوبهم وهم المراد ثبيت قلوبهم على الإسلام.
في الرقاب وهم العبيد.
الغارمين وهم عليهم دين ولا يتمكنون من تسديده.
في سبيل الله وهم المجاهدين.
ابن السبيل وهو المسافر الذي لا يمتلك شيء يعينه على استكمال سفره.