بداية، يمكن تعريف الساعة البيولوجية أو التي يُطلق عليها الساعة الحيوية بأنها الساعة المتحكمة في عدة وظائف بالجسم، مثل الشعور بالجوع والنوم واليقظة ودرجة الحرارة، إذ يُعد النور والظلام هما المؤثران الأساسيان في الشعور باليقظة أو النعاس، وتقوم الغدة الصنوبرية في الدماغ بإفراز هرمون الميلاتونين الذي ينظم عمل الساعة البيولوجية.
وإليكم فيما يلي فقرة هل تعلم عن الساعة البيولوجية:
هل تعلم أن الساعة البيولوجية هي ساعة داخلية فطرية تسير بشكل ذاتي، وله تأثير كبير في كل ما يخص الإنسان.
هل تعلم أنه إذا حدث أي خلل في الساعة البيولوجية؛ فسوف يؤثر ذلك على العديد من العمليات الحيوية والصحية للإنسان.
هل تعلم أن الساعة البيولوجية تتأثر بتقدم الإنسان في السِن، حيث تقل خصوبة الرجل والمرأة مع بداية سِن الأربعين.
هل تعلم أن الساعة البيولوجية تحاول التكيف مع تعديل التوقيت الصيفي، وهو ما يؤدي إلى حدوث تغيرات مفاجئة في جسم الإنسان، وهو ما يزيد من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية.
هل تعلم أن الساعة البيولوجية تتأثر بتغير فصول السنة، وهو ما يظهر في الإصابة بالاكتئاب الموسمي، وأعراضه هي الحزن والشعور بالقلق وعدم الرغبة في القيام بأي أنشطة.
هل تعلم أن الساعة البيولوجية تؤثر في سرعة التئام الجروح، إذ تلتئم الجروح التي تحدث نهارًا أسرع بنسبة 60% عن الجروح التي تحدث ليلًا.
هل تعلم أن اضطراب أو خلل الساعة البيولوجية يؤدي إلى إصابة الإنسان بأمراض مثل اضطراب ثنائي القطب، السكري، زيادة أو خسارة الوزن، السرطان.
هل تعلم أن اضطراب الساعة البيولوجية نتيجة السفر له عدة أعراض وهي عسر الهضم، اضطرابات النوم، الإمساك أو الإسهال، أو الشعور بآلام في الجسم، الإرهاق، الصداع، اضطراب الشهية، قلة التركيز.
حساب الساعة البيولوجية
يمكن حساب الساعة البيولوجية من خلال حساب الوقت المثالي للنوم والاستيقاظ، بعد حصول الجسم على الراحة الكافية التي يحتاج إليها.
إذ تجدر الإشارة إلى أن كل دورة نوم تبدأ بنوم خفيف، ثم تمر بالنوم العميق، ثم تدخل في مرحلة الحلم، ثم العودة مرة أخرى إلى النوم الخفيف قبل الاستيقاظ.
وكل دورة من تلك الدورات تستغرق وقت يصل إلى 90 دقيقة، ولا يمكن للإنسان أن يستيقظ في حالة نشاط إلا إذا استيقظ في نهاية إحدى تلك الدورات.
ولذلك يجب معرفة الوقت الذي يحتاج الإنسان إلى الاستيقاظ فيه، فعلى سبيل المثال إذا كان يرغب في الاستيقاظ في تمام الساعة 8 صباحًا؛ فعليه أن يذهب إلى الفراش في تمام الساعة 11 مساءً، ويتم حساب ذلك من خلال بدء العد التنازلي في الدورات التي تبلغ مدة كلًا منهن 90 دقيقة.
ويختلف عدد الساعات التي يحتاج إليها الإنسان خلال نومه باختلاف الفئة العمرية التي ينتمي إليها، إذ يحتاج حديثي الولادة إلى 3 أشهر إلى 17 ساعة نوم على الأكثر.
والرضع من عمر 4 أشهر إلى 11 شهرًا يحتاجون إلى ما يتراوح ما بين 12 إلى 15 ساعة نوم، والأطفال من سِن سنة إلى سنتين يحتاجون إلى ما يتراوح ما بين 11 إلى 14 ساعة نوم، ومن 3 إلى 5 سنوات يحتاجون إلى ما يتراوح ما بين 10 إلى 13 ساعة نوم، ومن 6 إلى 13 سنة ما بين 9 إلى 11 ساعة.
ومن 14 إلى 17 سنة ما بين 8 إلى 10 ساعات، ومن 18 إلى 64 سنة ما بين 7 إلى 9 ساعات، أكبر من 65 سنة يحتاجون إلى 8 ساعات نوم.
كيفية الاستفادة من الساعة البيولوجية في حياتنا اليومية
حتى يستطيع الإنسان الاستفادة من الساعة البيولوجية في الحياة اليومية، يجب تحقيق التوازن بين الساعة البيولوجية للجسم والنشاطات اليومية التي يقوم بها الإنسان، عبر القيام بالآتي:
النوم: يجب تنظيم جدول الأنشطة اليومية بما يتناسب مع عدد الساعات التي يحتاج إليها الإنسان للنوم يوميًا، فعلى سبيل المثال يحتاج الأطفال للاستيقاظ في وقت مبكر، أما المراهقون فيرغبون في النوم مبكرًا، وتتغير الدورة اليومية بالدخول في مرحلة البلوغ، كما أن مستويات الطاقة بالجسم تتراجع خلال وقت الظهيرة، فيحتاج الإنسان للحصول على القيلولة من أجل مواصلة اليوم بصورة طبيعية.
الطعام: يساعد تناول الطعام في أوقات منتظمة وطبيعية على التحكم في الوزن والحفاظ على الصحة وإعادة ضبط الساعة البيولوجية، فتناول الإنسان لطعامه خلال وقت ذروة نشاطه اليومي يخفض من الكوليسترول ونسبة السكر في الدم والوزن.
التفكير: أشارت دراسة إلى أن الكثير يميلون إلى القيام بالأنشطة العقلية قبل موعد الغذاء، لأنه الوقت الذي تنشط فيه القدرات المعرفية والإدراكية، وبعد تناول الوجبات وبالتحديد الدسمة والثقيلة، تقل معدلات الانتباه واليقظة، وتؤكد دراسة أخرى أن الحلول الإبداعية للمشكلات لا تظهر إلا في حالة الإرهاق والتعب التي تصيب الإنسان، نظرًا لعمل العقل خلال تلك الحالة وميله للتخيل، وبالتالي يكون قريبًا للإبداع.
ممارسة الرياضة: ترتفع القوة الجسدية للإنسان في الوقت ما بين 2 إلى 6 مساءً، ويمكن استغلال هذا التوقيت في ممارسة التمارين الرياضية وتمارين القوة، وبالنسبة للأنشطة التي تحتاج إلى الهدوء والاسترخاء مثل اليوجا؛ فيمكن ممارستها مساءً، نظرًا لقابلية الجسم للاسترخاء في تلك الفترة.
علاج اضطراب الساعة البيولوجية
يحدث اضطراب الساعة البيولوجية عندما لا تتوافق دورة الاستيقاظ والنوم مع دورة الليل والنهار، وقد تكون تلك الاضطرابات متعلقة بأمراض مثل الاكتئاب والسكري والسِمنة، أو اضطرابات النوم مثل القلق.
وتتحدد طريقة علاج اضطراب الساعة البيولوجية وفقًا لنوع الاضطراب ودرجته المؤثرة على نوعية حياة الفرد، وذلك على النحو التالي:
العلاج السلوكي: يعتمد هذا النوع من العلاج على تغيير العادات والسلوكيات التي أثرت على الساعة البيولوجية، مثل الانتظام في ممارسة أعمال روتينية، الحفاظ على الخلود إلى النوم في مواعيد محددة، الابتعاد عن الأنشطة المحفزة وتناول الكافيين قبل النوم، وعلى من يعاني من اضطراب طور النوم المتأخر تقليل تعرضه إلى الضوء إلى أقل ما يمكن في المساء، وعدم التعرض للإضاءة الساطعة لشاشات الكمبيوتر والتليفزيون، أما من يعاني من اضطراب طور النوم المتقدم فعليه زيادة التعرض للضوء مساءً.
العلاج بالضوء الساطع: وهو من العلاجات الفعالة لاضطرابات الساعة البيولوجية، حيث يحدد أخصائي النوم مدة العلاج بالضوء وقوته وتوقيته حسب حالة كل فرد واحتياجاته من الضوء الساطع والتي تختلف من شخص لآخر.
العلاج الزمني: يعتمد العلاج الزمني لاضطراب الساعة البيولوجية على وضع جدول زمني للتغير بالتدريج في وقت النوم، فمن يرغب في النوم في وقت ما ولكنه يواجه مشكلة في النوم بصورة طبيعية؛ فسيضطر إلى تأجيل وقت النوم عدة ساعات كل ليلة حتى يصل إلى الساعة التي يرغب في النوم فيها، والعكس، إذا كان الشخص ينام قبل الوقت الذي يرغب فيه؛ فعليه تقديم الوقت بضعة ساعات كل ليلة حتى يصل للنوم في الوقت الذي يريده.
العلاج بالأدوية: هناك مجموعة من الأدوية التي يمكن استخدامها للمساعدة في ضبط دورة النوم والاستيقاظ والحفاظ عليها طبقًا لجدول زمني محدد، وأبرزها هرمون الميلاتونين الذي يمكن استخدامه دون وصفة طبية، والذي يعالج اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.