هناك العديد من الكلمات، التي نشعر عند سماعها بكثير من الاستغراب والاندهاش، حيث تأتي بعض المصطلحات التي نقف أمامها نتسال بالكثير من علامات الاستفهام، عن المعنى الذي تحويه، ومن هذه الكلمات، هي كلمة الدلجة.
ومن ذلك نوضح ما معنى الدلجة، فتعنى الدلجة في معجم اللغة العربية، بالسير في أول الليل، والبعض قال إن الدلجة هي السير في الليل كله.
وقد جاء تأكيد ذلك من السنة النبوية، حديث شريف رواه الربيع أنس بن أنس البكري، عن رسولنا محمد -عليه الصلاة والسلام- حيث قال “- عليكم بالدُّلْجةِ فإنَّ الأرضَ تُطوى بالليلِ”.
وقيل أيضا أدلج القوم، أي أتى فعل أدلج من أصل المصدر الدلجة، والمعنى هنا أي أن القوم ساروا في آخر الليل.
ويستخرج من لفظ الدلجة، لفظ الدولج، ولكن معنى هذا المصطلح، هو البيت الذي لا يوجد به منفذ.
ومنها لفظ الدلجان، والدلجان في اللغة العربية، هو الجراد الكثير، والمدلج، هو المسافة بين البئر والحوض، وذلك مثل عبارة دلج الساقي دلج، أي بمعنى أخذ الدلو من البئر، وقام بتفريغ الماء في الحوض.
معنى الدلجة في السنة النبوية
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله محمد صلى الله علية، وسلم قال”“إنَّ هذا الدينَ يسرٌ، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبهُ، فسدِّدوا وقارِبوا وأبشِروا ويسِّروا واستعينُوا بالغَدوةِ والروحةِ وشيءٍ من الدُّلجةِ”.
وجاءت معنى الدلجة في هذا الحديث الشريف، بمعنى النشاط الذي يقوم به المسافر من خلال سفرة، حيث يدلج في أول أو آخر الليل.
ومثال لذلك كان ينام في أول الليل، ثم يستيقظ في آخر الليل ليزاول نشاطه، وذلك لطول مدة سفره.
وجاء المعنى هنا، لتخفيف من مشقة العمل، حيث أن رسولنا عليه الصلاة والسلام، قال ” وشيء من الدلجة، ولم يقل الدلجة، أي بمعنى التخصيص بوقت محدد.
حيث كلمة بعض، تشير إلى تخصيص جزء من الليل وليس كله، وذلك حتى يرتاح الجسم ويأخذ حظه من النوم والراحة.
وذلك لأن أعمال الليل، تكون أشق من أعمال النهار، وقد وجه رسول الله عليه الصلاة والسلام، خطابه إلى المسافر.
وذلك لأن المسافر، لا يستطيع إكمال سفرة ليلاً ونهاراً بصورة متواصلة، فقد تنهك قوته ويعجز عن استكمال سفرة.
بعض الأمثلة على مصطلح الدلجة من الأدب العربي
بعد ما أوفينا بالإجابة على سؤال ما معنى الدلجة، فسوف نوضح بعض من الأمثلة لمصطلح الدلجة، من الأدب العربي، تعد كلمة الدلجة، من الكلمات التي استخدمت بكثرة، من قبل شعراء الأدب العربي القديم، فقد استخدمت كلمة الدلجة بمشتقاتها، في العديد من بيوت الشعر، وأمثلة ذلك فيما يلي:
قول الشاعر الشريف المرتضي
أَلَمَّ بنا وما رَكبَ المطايا.. ولا أَسرى ولا ادَّلجَ ادِّلاجا
قول الشاعر الشماخ بن ضرار
ألا أَدْلَجَتْ ليلاكَ من غيرِ مُدلَجٍ … هوى نفسِها، إذْ أَدْلجتْ لم تُعرِّجِ. إذا ما أَدْلَجتْ وَصَفَتْ يداها … لها إدلاجَ ليلة لا هجوعِ
قول الشاعر أبو علاء المعري
إن أدلجوا، وتخلّفنا وراءَهُمُ … شيئاً يسيراً، فإنّا سوفَ ندّلِجُ.
أَدلِجْ إلى رحمةِ اللَّهِ، التي بُذلتْ … فما يسُرُّكَ إلاّ في التّقى دَلجُ.
سرتْ بقوامٍ، يسرِقُ اللُّبَّ، ناعمٍ … إلى مُدْلجٍ، تلقى البري، أُختُ
معنى كلمة دلجة في معجم اللغة العربية؟
تأتي كلمة دلجة، من أصل فعل (دلج، أو أدلج أو دلجت).
وتعد كلمة دلجة مفردا، وجمعها (دلجات).
والصفة منها ( مدلج).
والمفعول المطلق، ادلاجاً.
ما هو وقت الدلجة؟
يعرف وقت الدلجة بأنه، وقت الثلث الأخير من الليل وهو وقت السحر والجمال ، وذلك قبل طلوع الفجر.
وممكن أن يكون وقت الدلجة، إذا صادفه المسلم وهو قبل الفجر بساعة واحدة.
وهناك قول آخر أن الدلجة، هي الليل كله.
ما هي العبادات المشروعة وقت الدلجة؟
من العبادات المشروعة في وقت الدلجة، هي قيام الليل والاستغفار والدعاء.
أما وقت الغدوة، فيكون العبادات المشروعة فيه، هي صلاة الفجر وذكر الله عز وجل، وتلاوة أذكار الصباح.
كما من المشروع في وقت الراحة، هو صلاة العصر، وذكر الله عز وجل والدعاء، وتلاوة أذكار المساء.
وقت الدلجة ودلوج الشمس
جاء قول الله تعالى، في سورة الإسراء”أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا.
والمقصود بدلوج الشمس في هذه الآية، هو زوال الشمس، وتعد العلاقة بين دلوج الشمس والدلجة، هو القيام بتأدية الصلاة، حتى وقت الزوال.
أما الدلجة، فتكون على عكسها في القيام بالعبادات، وذلك حتى قرب طلوع الشمس.