إذا كنت ترغب في الإطلاع على عاصمة الارجنتين فهذا ما سنعرضه لك في هذا المقال من موسوعة، فالأرجنتين هي واحدة من أبرز الدول التي تقع في قارة أمريكا الجنوبية وتبلغ مساحتها ما يقرب من 2.78 مليون كيلو متر مربع، وتشترك مع بارغواي وبوليفيا من الناحية الشمالية، بينما من الناحية الجنوبية فهي تشترك مع دولة تشيلي التي تحدها أيضًا من ناحية الغرب، بينما في الجهة الشرقية فتحدها كلاً من أوروغواي والبرازيل.
وتعد اللغة الإسبانية هي اللغة الرسمية لدولة الأرجنتين نظرًا لتعرضها للاحتلال الإسباني وحصولها على الاستقلال في عام 1816م، بينما يصل عدد السكان إلى نحو 44 مليون نسمة، ومن الناحية الاقتصادية فهي تحتل الترتيب الثالث على مستوى القارة في كبرى الدول الاقتصادية، وتشغل العضوية في العديد من المنظمات والمؤسسات العالمية أبرزها منظمة التجارة العالمية والأمم المتحدة.، وتعد العملة الرسمية لها هي عملة البيزو الأرجنتينية.
عاصمة الارجنتين
تعد مدينة بوينس آيرس (Buenos Aires) هي عاصمة الأرجنتين وهي تتصدر قائمة أكبر المدن في الدولة في الكثافة السكانية حيث تحتوي على ما يقرب من 10 مليون نسمة من السكان.
ومن الناحية الجغرافية فهي تقع على مسافة 150 ميل من المحيط الأطلسي، وعلى مسافة قريبة من الساحل الشرقي للقارة.
كما أنها تطل على خليج ريو دي لا بلاتا الذي يقع في الجهة الشرقية الجنوبية من القارة.
وتتميز هذه المدينة بالمباني ذات التصاميم المعمارية الرائعة التي تتشابه إلى حدٍ كبير التصميم المعماري الأوروبي وتحديدًا في فرنسا، لذا فهي يُطلق عليها “باريس أمريكا الجنوبية”.
تاريخ مدينة بوينس أيرس
في القرن السادس عشر تم استكشاف هذه المدينة من قبل الأسبان وبعد ذلك تم تأسيسها في عام 1536م وهي الفترة التي شهدت تعرضها للغزو من قبل الأوربيين إلا أن السكان الأصليين للمدينة تمكنوا من إجلائهم في عام 1542م.
وقد عاش سكانها حياة الاستقلال حتى عام 1582م أي بعد مرور 40 عام من إجلاء المستوطنين الأوربيين حيث تعرضت للغزو والاحتلال من قبل الأسبان الذين عاشوا فيها وأسسوا فيها العديد من المنشآت.
ظلت مدينة بوينس آيرس تعاني من الاستعمار الأسباني لمدة تربو عن 3 قرون.
ومع حلول القرن التاسع عشر سعى أهل المدينة إلى المطالبة بالحصول على الاستقلال من خلال الحرب التي اندلعت بينهما في عام 1810 .
وتلك الحرب عُرفت باسم “حرب الاستقلال” والتي من خلالها نال أهلها الاستقلال والحرية في عام 1816م بعد مرور 6 سنوات من اندلاع هذه الحرب.
لم تكن مدينة بوينس أيرس مطمعًا للأوربيين من الأسبان فحسب بل أيضًَا الفرنسيين الذين حاولوا استعمارها واحتلالها لعدة مرات في القرن التاسع عشر.
ولكن لم يتمكنوا من غزوها لتنعم المدينة بعد ذلك بالاستقلال والحرية التي لازالت تتمتع بهما حتى الآن.
ويشكل الأسبان نسبة كبيرة من سكان المدينة حيث يشغلون نسبة تتجاوز 70% حيث قلت نسبة الهنود الحمر وهم السكان الأصليين للمدينة بسبب العديد من العوامل أبرزها تعرض الكثير منهم لعمليات الإبادة الجماعية، إلى جانب إصابتهم بالأمراض.
اقتصاد بوينس آيرس الأرجنتين
نظرًا لكون هذه المدينة هي العاصمة وهي الأعلى في الكثافة السكانية، فمن الناحية الاقتصادية فهي تحتل أهمية كبيرة حيث تمثل المركز الصناعي والتجاري للبلاد.
وهي تضم ميناء يتصدر قائمة أكبر الموانيء التجارية على مستوى القارة وهو الميناء الأساسي لدولة الأرجنتين، وهي من المدن المتقدمة اقتصاديًا وتمثل الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي فيها حيث أنها تنتج العديد من المحاصيل الزراعية التي تفيض عن حاجتها وتصدرها للخارج.
أما عن القطاع الصناعي فهو يغطي 16% من إجمالي اقتصاد العاصمة، وهو يتركز على تصنيع المواد الكيميائية والغزل والنسيج، إلى جانب تصنيع مختلف الآلات والمعدات.
وبالنسبة لقطاع الخدمات فهي يتوافر فيها مختلف أنواع الخدمات المطلوبة كالخدمات العقارية والتمويلية والإعلانية، ويُجدر بالذكر أنه في عام 2011 سُجل إجمالي الناتج الاقتصادي إلى نحو 85 مليار دولار.
مناخ بوينس آيرس
نظرًا لأن المدينة تطل على سواحل خليج ريو دي لا بلاتا فإن المناخ المعتدل هو المناخ الذي تتمتع به المدينة، ويصل متوسط درجات الحرارة إلى نحو 16 درجة مئوية.
كما أن المناخ يكون رطبًا ومعتدلاً في فضل الشتاء وأكثر الشهور التي تنخفض فيها درجات الحرارة وتزداد البرودة شهر يوليو، كما يميل للرطوبة وترتفع الحرارة في فصل الصيف حيت يكون المناخ حارًا.
وبالنسبة للأمطار فإن متوسط سقوطها سنويًا يصل إلى 1.140 ملم.
وفي حالة سقوط الأمطار بغزارة فإن ذلك قد يؤدي إلى تعرض المدينة للفيضانات بسبب عدم توافر الكثير من شبكات الصرف الصحي المستخدمة في تصريف المياه.
أما عن تساقط الثلوج فقلما تجد المدينة يكسوها الثلج في فصل الشتاء، فمنذ عام 2007 لم تشهد المدينة سقوط الثلج في أيًّا من أنحائها.
أجمل اماكن السياحة في بوينس آيرس الأرجنتين
تمثل مدينة بوينس آيرس واحدة من أبرز مناطق الجذب السياحي في قارة أمريكا الجنوبية، وذلك نظرًا لامتلاكها العديد من عوامل استقطاب السياح أبرزها المطاعم التي تقدم أشهى المأكولات المحلية.
إلى جانب المباني ذات التصميمات المعمارية الرائعة الشبيهة بأوروبا.
ومن أبرز المعالم السياحية في هذه المدينة:
المتحف التاريخي الوطني
يمثل واحدًا من أهم المعالم السياحية في المدينة حيث يسلط الضوء على تاريخ الأرجنتين والحرب التي خاضتها في سبيل نيلها للاستقلال من خلال معروضاته الفنية المتنوعة التي تعرف زواره بجزء هام من تاريخ البلاد.
شارع كورينتس
يمثل شارع كورينتس ساحة فنية لمحبي وعشاق رقص التانغو الذي يمارسه العديد من الهواة.
وهو من أطول الشوارع في المدينة وأهم الشوارع الرئيسية فيها لذا فدائمًا في مواسم السياحة يستقطب الكثير من السياح.
متحف فنون أمريكا اللاتينية
من أشهر المعالم السياحية في المدينة وهو يستقطب سنويًا الكثير من السياح بأعداد تتجاوز المليون سائح.
وهو يتميز بموقعه الممتاز في واحدًا من أشهر أحياء المدينة وهو حي باليرمو.
مكتبة الأتينيو الكبرى
هي المكتبة الأشهر في العاصمة حيث يبلغ عدد زوارها سنويًا ما يقرب من مليون زائر.
وهي تُصنف على أنها واحدة من أجمل المكتبات في العالم نظرًا لتصميمها المعماري الفريد حيث أنها كانت في الأصل مسرح ومن ثم تم تحويلها إلى مكتبة والتي يعود تاريخ افتتاحها إلى عام 1919م
حديقة بيونيس أيرس النباتية
حديقة مخصصة لعشاق الطبيعة ومحبي النباتات وواحدة من أجمل المعالم السياحية في المدينة، ويعود تاريخ افتتاحها إلى عام 1996م، أما عن مساحتها فهي تبلغ نحو 7 هكتار.
وتتيح للزوار التعرف على فصائل متنوعة من الأشجار والنباتات بأعداد تتخطى 5000 نوع.
مركز ريكوليتا الثقافي
المركز الثقافي الأهم في المدينة وفيه يشاهد الزوار الكثير من العروض الفنية الاستعراضية منها والموسيقية، إلى جانب إقامة العديد من الورش الفنية لتنمية المواهب، كما أنه يتيح للزوار مشاهدة الكثير من التماثيل.
كما تضم المدينة العديد من المعالم السياحية الجذابة مثل: منطقة بارك ليزما، جامعة بوينس آيرس، كنيسة سانتا كلارا القديمة، حدائق بيلغرانوا.
الديانة الرسمية في الأرجنتين
تعد الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية للمدينة حيث يشكل المذهب الروماني الكاثوليكي نسبة كبيرة من ديانة أهل المدينة.
إلى جانب نسبة قليلة من المسحيين الأنجليين والأرثوذكس الشرقيين، أما عن الديانات الأخرى فهي تضم نسب قليلة من المسلمين واليهود نظرًا للتنوع الثقافي والعرقي الذي تتمتع به المدينة حيث تعيش فيها العديد من الجاليات الأجنبية المتنوعة من بينها الجالية العربية.
