وصل مسلم إلى الكوفة في مثل هذه لأيام، أيام عاشوراء حيث يذكر الشيعة قصة رسول الإمام الحسين للكوفة، كما يذكر أهل الشيعة أن مسلم كان يعتبر سفير الإمام الحسين واختاره الحسين من بين جميع قومه وذلك لإنجازه المهمة المكلف بها، وتوفى مسلم أثناء تأدية تلك المهمة.
وصل مسلم للكوفة في الخامس من شوال عام 60هـ وكان قادم من المدينة المنورة في 15 رمضان عام 60 هـ، وتأخر في الرحلة وذلك لضياعه في الصحراء.
مسلم بن عقيل بن أبي طالب جده هو عم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رباه وحماه بعد وفاة والديه، وهو ابن عم الحسين بن علي ( حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم) هو سفير الإمام الحسين إلى الكوفة في عام 60 للهجرة، كما أنه أول شهيد من محاربين الحسين على أرض الكوفة، وكان له نصيب من أهل الكوفة لذكر يوم وفاته وإبراز يوم له من أيام عاشوراء، وهو اليوم الخامس من محرم وقد سُمي بيوم بن عقيل، حيث إنه كان من أقوى المحاربين في جيش الحسين كما أظهر الولاء الشديد للإمام الحسين.
عندما شعر أمير الكوفة عبيد الله بن زياد وجود مسلم بن عقيل في الكوفة، صعد إلى منبر الجامع الكبير في المدينة وقام بتحريض الناس على الحسين وحذرهم من دخوله إلى المدينة ورفع رايته للتمرد عليه وتهديد الأمويين.
مسلم بن عقيل مقاتل من الدرجة الأولى.
يتمتع بقوة جسدية وعقلية واسعة، وصفه أقرانه أنه أسد.
من قوته الجسدية كان يستطيع حمل الناس ورميهم إلى أماكن بعيدة ومسافات طويلة.
كان الناس يشبهونه في الشكل بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه كان يقول: “ما رأيت من بني عبد المطلب أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من مسلم بن عقيل”
كان بن عقيل يتمتع بالذكاء لدرجة كبيرة تفوق الوصف.
مسلم بن عقيل له ستة أبناء، حيث تزوج ثلاث مرات، كانت اثنتين من زوجاته من بنات أخت الخليفة الراشد علي بن أبي طالب، في البداية كان شديد الارتباط بأم ولد رقية ابنة علي وأنجب منها عبد الله وعليا ومحمد، ثم تزوج من غير أخرى غير معلومة الهوية وله منها مسلم وعبد العزيز، وكانت الزوجة الأخيرة هي أم كلثوم ابنة علي التي دخل بها بعد وفاة أختها وأنجب منها حميدة.
اجتمع العلماء ومؤرخين التاريخ أن مسلم بن عقيل استشهد وهو بعمر 48 عام، حيث إنه توفي أثناء تأديته للمهمة التي أسندها له الإمام الحسين فيي الكوفة وكان ذلك على يد أمير الكوفة عبيد الله بن زياد في يوم 9 من ذي الحجة سنة 60 هجرياً الموافق 10 من أيلول سنة 680م.
وُلد مسلم بن عقيل في يثرب عام 632 ميلادياً الموافق 37 قبل الهجرة، دُفن من قبل ابن الهاني في مسجد الكوفة الكبير.
قيل من بعض المصادر الشيعية، بعد تتبع الكتب التي كان يرسلها الأمام الحسين إلى مسلم بن عقيل، أنه كان يحثه على السير والمجيء إليهم حتى ينتشلهم من الظلم والعنف الذين يتعرضون إليه من قبل الأمويين، كما كان جزء من تلك الرسائل فيه تحمل للمسؤولية كامل إن تأخر في الرد
بعد مبايعة الإمام الحسين لمسلم بن عقيل، ازداد مسلم إيماناً ووثق بأن الدعوة التي جاء من أجلها سوف تتحقق وتنجح، كما أن عدد كبير من أهل الكوفة بايعه، فأرسل مسلم للإمام الحسين يقول له: “فإن الرائد لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا، فعجل حين يأتيك كتابي، فإن الناس كلهم معك، ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى”