لقد حظي العصر العباسي بكثيرٍ من العلماء منهم الخوارزمي؛ لذا تقدم الموسوعة ماذا اخترع الخوارزمي ؛ فلقد شهد العصر العباسي طفرةً علميةً كبيرةً في جميع المجالات الأدبية أو العلمية، وكان من ضمن العلماء الذي ذاع صيتهم، وبلغت شهرته حدًّا كبيرًا عالم الرياضيات، والفلك ( الخوارزمي)، والذي يُعد من أوائل علماء المسلمين في الرياضيات؛ حيث قام بدورٍ كبيرٍ في تقدم الرياضيات في عصره، وقد ورد في الإصدار العام للموسوعة البريطانية أن عالمٌ مسلمٌ ، فهيا معًا نتعرف على حياة الخوارزمي، وأعماله التي قام بها.
هو أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي، يُكنىَّ بأبي جعفر، أو أبي عبد الله، أما عن لقبه ( الخوارزمي) فنسبةً إلى المكان الذي وُلِدَ فيه وهو( خوارزم)، وهي أحد قُرى (مدينة خراسان)، وهي أوزبكستان حاليًا، من أشهر عُلماء الرياضيات والفلك.
اختلف المؤرخون في تاريخ ميلاده، من المؤرخين من قال بأنه وُلِد (781) ميلاديَّا، ومنهم من قال بأنه وُلِد (785) ميلاديًّا، وهذا الاختلاف طبيعيٌّ؛ لأن المؤرخين يهتمون بتاريخ وفاة العالم دون تاريخ ميلاده؛ لأن العالم لا يُؤرِّخ له المؤرخون إلا إذا كان له بصمةٌ واضحةٌ في الحياة العلمية، وهذا لا يُمكن للشخص إلا بعد مرور زمنٍ من ميلاده؛ فهو في بداياته لم يكن معروفًا، أما عن وفاته ففي عام (847)ميلاديًّا ، وكانت في بغداد.
تلقى العلم في قريته على يد بعض علمائها؛ ثم سافر إلى بغداد لطلب العلم؛ اتصل بالخليفة العباسي المأمون، وقرَّبه الخليفة له؛ حتى ولاه بيت الحكمة الذي كان يجلس فيه لطلب العلم، وتعهّد الخوارزمي للخليفة برسم خارطة للأرض؛ اشتملت على 70 جغرافيا، ولحب المأمون له عيَّنه على رأس خزانة الكتب؛ فاستفاد الخوارزمي من مكتبة الخليفة استفادةً كبيرةً، وتعهد له الخليفة معظم الكتب اليونانية الموجودة في مكتبة؛ لتُعينه في علمي الرياضيات والفلك، وقد تعلم بعد ذلك اللغة اللاتينية.
الخوارزمي من العلماء المسلمين الذي يجب الافتخار بهم في كل زمانٍ ومكانٍ؛ نظرا لما قدمه للعالم بأسره من اكتشافاتٍ لم يستطع أحدٌ التوصل إليها قبله، ومن ضمن تلك الاكتشافات أول من أول من فصل الجبر عن علم الحساب، وجعل منه علمًا مُستقلًّا، وقد عرف الأوربيون علم الجبر من خلاله، ويُعتبر أول من أطلق كلمة الجبر على هذا النوع من العمليات، وهذا الاسم ما زال مُستخدمًا حتى الآن عند الأوربيين وعند غيرهم.
كان الخوارزمي يُحوِّل كل حرات يومه إلى أرقام، وكان له الفضل في معرفة الناس الأرقام العربية، فضلًا عن دوره البارز في علم الفلك، فقد وضع جدولًا فلكيًّا، وكان له دور مهمٌّ في وضع بحوثًا جديدةً في المثلثات، وكذلك أفكاره التي تطورت الرياضيات في عهده بسببها؛ فلذا استحق لقب (أبي الجبر).
لقد ألَّف الخوارزمي العديد من الكتب في مجال الرياضيات، والفلك، وغيرهما، ولعل من أبرز تلك المؤلفات:
1- كتاب الجبر والمقابلة، وهذا الكتب يُعد أهم كتبه وقد تُرجم هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية عام 1135 م، ودخلت على إثر هذا الكتاب لفظتي الجبر، والصفر في اللغة اللاتينية.
2-كتاب الجمع والتفريق، وهذا الكتاب وضعه مختصًّا بالحساب الهندي، وكتاب رسم الربع المعمور، وكتاب تقويم البلدان.
3-كتاب صورة الأرض الذي اعتمد فيه على كتاب المجسطي لبطليموس، ولكنه أضاف عليه تعليقات وشءوحًا.
4- أعاد كتابة كتاب الفلك الهندي المعروف بـ” السند هند الكبير”، وهذا الكتاب قد تُرجِمَ إلى اللغة العربية في عهد المنصور؛ فأعاد كتابته وشرحه، وغيّر اسمه إلى ” السند هند الصغير”.
5- كتاب التاريخ، وكان أفكاره تدور حول التأريخ للعصور السابقة.
6- كتاب الهندسة.
7- كتاب المزولات ، وغيرها من الكتب التي ألفها الخوارزمي في معظم العلوم.
