مامعنى كلمة سبحان الله ؟ وما هو تفسيرها من تفسير سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم؟ وتفاسير الأئمة والصحابة لها بالإضافة لفضلها العظيم من القرآن الكريم، ولماذا اختص الله هذا الذكر لنفسه كل تلك الاسئلة سنعرف اجابتها هنا ومن خلال موقع موسوعة.
كلمة سبحان الله:
سبحان الله من الذكر العظيم الذي اختاره الله ليكون لنفسه فقط، ولا يجوز إطلاقه على أي أحد آخر، فقد قال الله تعالى في كتابه عن الملائكة: ﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ﴾ [البقرة:30]، ويمكن إقران تسبيح الله بحمده وشكره على نعمه العديدة على الإنسان حيث قال أيضاً: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ﴾ [الفرقان:58]، فكلمة سبحان الله فيها إشارة إلى نفي العيوب والنقص عن الله تعالى، وفيها حمد لله على الكمال الذي اختص به ذاته.
كما يجب على كل مسلم أن يقول سبحان الله كنوع من التقرب الله بالتهليل حيث جاء في القرآن الكريم: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة:31] كما جائت دعوة يونس عليه السلام في القرآن الكريم: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء:87] حيث يعد التهليل نوع من التوحيد بالله، وعندما نقول سبحان الله فنحن نعظم من ذات الله وننزهه عن كل صفات الخلق وما بهم من نقائص.
كما يمكن للمسلم أن يجمع بين قول سبحان الله والحمد لله والاستغفار في نفس الوقت كما قد أمر الله الملائكة بفعل ذلك، وقد ورد في القرآن الكريم: ﴿ وَالمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ ﴾ [الشُّورى:5]، وورد أيضاً: ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ﴾ [النَّصر:3] لهذا كان الرسول الكريم يقول كلمة سبحان الله في الصلاة وفي الركوع وأثناء السجود وفي الأذكار التي يقولها مرتين في الصباح والمساء في قوله “سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي، كنوع من تطبيق أوامر الله في تسبيحه مع الحمد والشكر والثناء والاستغفار.
كلمة سبحان الله خاصة بالله عز وجل:
التسبيح كغيره من العبادات لا يمكن أن تتم إلا لله عز وجل، فلا يمكن التسبيح لأي مخلوق مهما كان والتسبيح لله فقط، كما جاء عن علي رضي الله عنه وابن عباس رضي الله عنه: كلمة سبحان الله من الكلمات التي رضيها الله على نفسه، وإن كان الله قد قبلها لنفسه فلا يمكن لأي أحد أن يصرفها لغير الله.
كما قال الحسن البصري: كلمة سبحان الله” من الأسماء التي لا يمكن للناس انتحالها.
ورد عن السمعاني رحمه الله: “كلمة سبحان الله من الكلمات الممتنعة، والتي لا يمكن أن يتصف بها غير الله عز وجل فالمبالغة في المدح والثناء لا تليق ولا يستحقها غير الخالق الأحد.
كما أن التسبيح واجب على كل مسلم ومسلمة سواء خارج الصلاة أو في الصلاة لهذا قال الله تعالى: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾، وقال الرسول الكريم “اجعلوه في ركوعكم، وعندما نزلت الآية الكريمة: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾. قال الرسول الكريم: “اجعلوها في سجودكم، تبعاً لما ورد عن أبو داود.
كما ندب الرسول إلى التسبيح بشكل مطلق، وعدم تقييد تسبيح الله بالصلوات فقط، ومن أفضل الأوقات لقول سبحان الله هي في أذكار الصباح والمساء، فواجب على كل مسلم أن يطيب فمه بذكر الله وقول سبحان الله لينال أجراً لا مثيل له من عند الله عز وجل كما جاء في القرآن الكريم: ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ ﴾ [الحجر:98-99].
معنى سبحان الله عند أهل البيت:
عندما سئل الرسول الكريم عن الكلمات التي اختارها الله لسيدنا إبراهيم فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”. وذلك أثناء حديثه عن الكعبة، وكونها مربعة لأنها متوسطة بالنسبة لموقعها في الكرة الأرضية.
وعن معنى سبحان الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علم الله أن بني آدم والجن يكذبون على الله عز وجل فقال: “سبحان الله” وهي إشارة إلى أن الله تعالى بريء مما يقال عنه.
كما تحدث الرسول الكريم عن فضل ذكر سبحان الله من قبل الإنسان المؤمن والذي يقصد في قلبه توقير الله والتقرب إليه بالتسبيح حيث قال الرسول الكريم: إذا قال العبد “سبحان الله، يسبح كل شيء معه ما دون العرش، وينال قائلها عشرة أمثالها، وعندما يقول الحمد لله، ينعم الله عليه في الدنيا حتى يلاقي ربه في الآخرة، وهي الكلمة التي يقولها أهل الجنة عندما يدخلونها حيث قال الله تعالى: “تحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين”.
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم وجعلنا من المسبحين.