في البداية دعونا نقوم بتعريف المقصود بكل كلمة علي حده، فإذا بدأنا بكلمة البلاء فإننا نجد أنه هو ذاك البلاء الذي ينزل من رب السماء من الله عز وجل وهنا ينزل علي كل من في الأرض نتيجة لذنوبهم وعصيانهم لأوامر الله سبحانه وتعالى، ويذكر عن سيدنا رسول الله أنه أخبر أن البلاء لا يرفعه إلا الدعاء.
وفي الآثر أكد أحد الصحابة أنه سمع سيدنا رسول الله يخبر بأن البلاء ينزل من السماء والدعاء يرفع من الأرض فيظل كل من البلاء والابتلاء يتصارعان في ما بينهم ويظل هذا الصراع إلي يوم القيامة حتى ينتهي بفوز احدهم علي الآخر.
أما عن الابتلاء والمقصود من هذه الكلمة فإننا نجد أن الابتلاء يختص به الله سبحانه وتعالى الفئة المسلمة المؤمنة بربها دون العالمين، وهنا يبتليهم ربهم من أجل أن يطهرهم من ذنوبهم في الدنيا فيلقوا الله سبحانه وتعالى وهم دون أي ذنب فيدخلوا الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب، ومن هنا يتضح أن الابتلاء من الأمور الخاصة التي اختص بها الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنون فقط لا غير بينما نجد البلاء فهو أمر عام ينزله الله سبحانه وتعالى من السماء علي كل خلقه سواء كان مؤمن أو كافر.
الفرق بين البلاء والعقاب
بعد أن وضحنا المقصود من البلاء ومعناه بشكل واضح في السطور السابقة، دعونا نوضح الآن الفرق في ما بين البلاء من ناحية والعقاب من ناحية أخرى، حيث نجد الكثير من الأفراد يؤكدون أنهما بمعنى واحد، ولكن في الحقيقة أنهما مختلفان وبينهم الكثير من الفروق المتعددة.
ولعل أحد أهم تلك الفروق والاختلافات هي أن الابتلاء يكون مقتصر من الله عز وجل في الحياة الدنيا فقط لا غير أما عن العقاب فإننا نجده يكون في خلال الحياة الدنيا وحياة البرزخ من ناحية وفي الأخرة من ناحية أخرى.
ومن ناحية أخرى فإن البلاء يكون نتيجة لاختبار مدى إيمان الفرد المسلم أو المؤمن وشدة تحمله لكل ما ينزله به الله سبحانه وتعالى، أما عن العقاب فإنه لا يكون إلا نتيجة ذنب قد أذنبه الإنسان وهنا يكون العقاب قد آتى نتيجة لهذا الذنب.
ويذكر بعض الفقهاء والعلماء من المسلمين أن هناك فرق آخر مهم للغاية في ما بين كل من البلاء والعقاب ألا وهو أن البلاء يكون أعم وأشمل من العقاب بمعنى أن البلاء ينزله الله علي المؤمنين والصالحين من عباده حتى الأنبياء والمرسلين فإن الله قد أختصهم بكثير من البلاء، أما عن العقاب فإنه يكون مختص بفئات محددة ألا وهي فئة المذنبين أو الأفراد العاصيين لأوامر الله وتغرقهم الذنوب والمعاصي فهؤلاء يحق عليهم أمر العقاب نتيجة لتلك المعاصي والذنوب التي اقترفوها في حق الله جلا وعلا.
أنواع البلاء
قال الله تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”
سورة البقرة: 155
البلاء ما هو إلا اختبار من الله عز وجل ينزله على عباده المتقين المؤمنين وهو امتحان للناس حتى يرسخون في انفسهم الصبر ويُضاعف إيمانهم بالله عز وجل ويزداد يقينهم في الله عز وجل، كما أنها تكون درس لكل مؤمن حتى يقابل هذا البلاء بنفس راضية لقضاء الله ويحتسب عمله عند الله، ومن الجدير بالذكر أن البلاء يوجد منه خمس أنواع، ومن هذه الأنواع ما يلي:
الجوع: هو عبارة عن امتحان من الله عز وجل لاختبار صبره كما يحدث في شهر رمضان أو القحط أو الجدب.
الخوف: هذا الخوف يكون من الله عز وجل أو من الأعداء.
نقص في الأموال: والتي تكون من خلال إخراج الصدقات والزكاة في سبيل الله عز وجل.
نقص في الأنفس: وهذا ما يحدث من خسائر في موت الأنفس بسبب الجهاد في سبيل الله.
نقص في الثمرات: يحدث هذا النوع من البلاء عند انقطاع النبات أو البركة في الأموال.
ومن الجدير بالذكر أن اشد أنوع البلاء هو النقص في الأنفس، هذا ما يلقي في القلوب الحسرات والخوف، ولكن يجب على المؤمن أن يحتسبه عند الله ويتحلى بالصبر ويزيد من حمد الله، فلا يُحمد على مكروه سواه.
التعامل مع الابتلاء
الابتلاء من الله عز وجل يكون إشارة ورمز لمحبة الله بعبدهن على الرغم من مرارة الابتلاء إلا أن الصبر عليه له جزاء كبير عند الله، لذلك يجب مواجهة الابتلاء والتعامل مع بالشكل التالي:
لا بد على المؤمن أن ينظر إلى ما أصابه، سوف يجد أن ربه أبقى له مثله أو أفضل من هذا البلاء ومنحه الصبر حتى يستطيع أن يخرج منها.
لا بد أن يعلم المؤمن أن الجزع من قضاء الله لا يرد عنه البلاء بل يضاعفه له ويزيد عليه من هول الأمر.
لا بد أن يعلم أن الصبر وتسليم الأمر لله والحمد والصلاة والهداية له ثواب عظيم من الله وينظر للعبد بعين الرحمة ويرفع عنه البلاء.
الجزع من قضاء الله يكون السبب في غضب ربه، ويفرح شيطانه ويقلل من أجره ويضف من إيمانه، بالثبات والصبر من طرق الكمال العظمى التي يجب أن يتحلى بها.
يجب على المؤمن أن يتيقن أن الله يكافئ العبد على تحليه بالصبر ويكفيه من كل شر وسوء.
يجب على المؤمن أن يزيد من الاستغفار ليرفع عنه البلاء ويدفع عنه الفتن، قال الله تعالى: “مَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” (سورة الأنفال: 33)
قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فهي مثل النفس للمهموم وفرج للمكروب، إعانة لكل عاجز.
إخراج الصدقات، حيث إن الصدقة ترفع البلاء عن الكافر والفاجر.
كثرة الدعاء إلى الله، روي أنس بن مالك: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال قال اللهُ تعالى أنا عندَ ظنِّ عبدي بي وأنا معه إذا دعاني”
أسئلة شائعة
ماهي أنواع البلاء؟
الجوع: هو عبارة عن امتحان من الله عز وجل لاختبار صبره كما يحدث في شهر رمضان أو القحط أو الجدب. الخوف: هذا الخوف يكون من الله عز وجل أو من الأعداء. نقص في الأموال: والتي تكون من خلال إخراج الصدقات والزكاة في سبيل الله عز وجل. نقص في الأنفس: وهذا ما يحدث من خسائر في موت الأنفس بسبب الجهاد في سبيل الله. نقص في الثمرات: يحدث هذا النوع من البلاء عند انقطاع النبات أو البركة في الأموال. ومن الجدير بالذكر أن اشد أنوع البلاء هو النقص في الأنفس، هذا ما يلقي في القلوب الحسرات والخوف، ولكن يجب على المؤمن أن يحتسبه عند الله ويتحلى بالصبر ويزيد من حمد الله، فلا يُحمد على مكروه سواه.
ما هو اشد انواع الابتلاء؟
اشد أنوع البلاء هو النقص في الأنفس، هذا ما يلقي في القلوب الحسرات والخوف، ولكن يجب على المؤمن أن يحتسبه عند الله ويتحلى بالصبر ويزيد من حمد الله، فلا يُحمد على مكروه سواه، كمأ أن شر الابتلاءات عند الله عز وجل هو الإصابة بمكروه في الدين