الأخطاء دروس مستفاده للحياه ، يقول الشاعر الإنجليزي ألكسندر بوب ” لا يجب على الرجل أن يخجل من كونه مُخطئاً بالأمس، بل يجب عليه قول أنه أصبح أكثر حكمة اليوم” هذا هو بالضبط ما سنتحدث عنه اليوم في مقالنا على موسوعة، كيف يمكن أن تستفيد من أخطاءك و تحولها جميعاً إلى نجاحات، أعتقد أنه لا يوجد بشر مننا لا يُخطئ، و من أجل ذلك أُهدي هذا المقال للإنسانية جمعاء، لعله يكون نقطة ضوء جديدة تُضاء في ظلام القلوب الدامسة الحزينة فتحيلها مُشرقة. تابعونا.
الأخطاء دروس مستفاده للحياه
يُعرف قاموس كيمبردج الأخطاء على أنها الإجراءات أو الأحكام أو القرارات التي ينتج عنها نتائج ضارة أو غير مرغوب فيها، و قد تكون الأخطاء مقصودة أي يوجد نية مسبقة لارتكابها أو غير مقصودة بمعنى أنها حدثت بشكل عفوي أو عن طريق الصدفة.
و من هذا المنطلق فإننا عندما نرتكب أخطاء لابد أن يترتب عليها ضرراً ما، ولكن المسألة هنا متوقفة على نوع الضرر الذي يرتكبه الأشخاص، فهناك أضرار هائلة ينجم عنها الموت أو الحوادث الكارثية و تلك لا يمكن تصليحها، و هناك أضرار أخرى قابله للحذف و التخطي.
بعض الأخطاء يتوقف تأثيرها السلبي عن الشخص مرتكب الخطأ ذاته، و بعض الأخطاء الأخرى يمتد تأثيرها ليشمل من حولنا.
و أتركني أسألك الآن هل تعتقد أنك تستفيد من أخطاءك؟، و إذا كانت إجابتك نعم أنا استفيد. فهذا يجر سؤالاً أخر في ذهني وهو إلى أي مدى كانت الاستفادة؟، هل غيرت حياتك بشكل جذري أم لا؟، ولكي لا أرهقك في التفكير و تقليب الذكريات الحزينة، سوف أعرض لك مجموعة من الأشياء التي يستفيدها المرء من أخطاءه، و إذا كان من بينهم أشياء قد تعلمتها فلا تخجل من الإفصاح عنها للجميع، لتنقل تجربتك للآخرين ليستفيدوا منها و يعلموا أنها ليست نهاية الكون، بل ربما يكون البداية فقط.
فوائد ما نرتكب من أخطاء
رغم أننا أحياناً ما نظل حبيسين أخطاء الماضي، فقد رأي بعضاً منا أن البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد، و قدموا لنا قطرة من غيث خبرتهم، فقالوا هكذا استفدنا من أخطائنا:
الأخطاء قد أوضحت لنا أشياء لم نكن نعرفها من قبل، فبتنا ننظر بغير العين التي كنا ننظر بها ذي قبل.
تجعلنا الأخطاء أكثر تأني و روية عندما نتصرف، و نفكر ملياً قبل الإقدام على شئ.
علمتنا الأخطاء أكثر عن الأشخاص حولنا، فالمحنة تكشف من يحبك بحق و من يريد الإيقاع بك و افتراسك.
عرفتنا الأخطاء أن الظروف لا تسير دائماً كما نريد، فأحياناً ما تنقلب الدنيا رأساً على عقب بين عشية و ضحاها.
إذا قد وقعت في خطأ و نجوت منه فأنت قد تعلمت كيف تدخل تجربة شاقة و تخرج منها سليم.
بينت الأخطاء مواطن الضعف في حياتنا و أظهرت تلك المشكلات الخفية على السطح.
جعلتنا الأخطاء نرى أنفسنا على حقيقتها دون زيف، فتعد فرصة جيدة للتغير من صفاتنا السيئة.
تخبرنا تجربة الخطأ ما هي القيمة الحقيقية للحياة، فنصبح أكثر عمقاً و حكمة من ذي قبل.
تبين لنا الأخطاء من يحبنا بصدق و يرى فينا الجانب الطيب رغم أي شئ سيء نمر به.
تساعدنا الأخطاء على التحسن فيما بعد و كأنها الحافز للنجاح.
الأخطاء قد تكون ما هي إلا صفارة إنذار تنبهنا بشيء خطير سيحدث فيما بعد.
تُرجعنا إلى إنسانيتنا التي ربما فقدناها في مُعترك الحياة.
تدفعنا لنكون أكثر تواضع فلا أحد كبير على الخطأ مهما يكن.
تكشف التجربة هويتنا الحقيقية و تجردنا أمام نفسنا.
غفران الخطأ في الأديان السماوية
لا تعتقد أنك إذا أخطأت فقد لبست ثوب الدنس طيلة حياتك، فأرجوك لا تَشُق على نفسك و تجلدها حتى تدمي، فقط أنظر إلى ما قاله الله في الإسلام و المسيحية عن التوبة بعد الخطأ، إن الله الذي خلقنا و يعلم أننا سوف نُخطئ قد فتح لنا باب التوبة و من يتوب بحق فكأنه لم يرتكب خطأ من الأساس، فتقول الأديان الأتى:
غفران الخطأ في الإسلام
يقول الله تعالى في سورة الرعد “وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ”.
و يقول جل علاه في سورة التوبة ” وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.
و يقول الله أيضاً في سورة النساء ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا” ، أي أن الله يغفر أي خطأ للإنسان إلا خطأ الشرك بالله سبحانه و تعالى، و كذلك يقول في نفس السورة “وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا “.
و يقول الله في سورة الزمر ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “.
و يقول في سورة الشورى”وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ”.
و يقول في سورة نوح “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا “.
و يقول الله أيضاً في سورة التحريم “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”
كل تلك الآيات و أكثر منها تبين أن الله يغفر الذنوب و يمحي الأخطاء بل و يبدلها لحسنات، مما يدل على أن الإنسان مهما كان خطأه و متى رجع لله تعالى و استغفر فإن الله دائماً ما يقبله و يتغمده برحمته.
غفران الخطأ في المسيحية
يقول الكتاب المقدس أن الله عندما يغفر ذنوب المخطئ يكون غفرانه كاملاً، أي أنه يمحو الأخطاء تماماً، و فيما يلي ما ذكر في المسيحية يدل على أن الله يغفر خطايا المخطئين.
في نهاية المقال كان لا بد أن أُربت على كتف كل مخطئ و أنصحه بأن يمسح دموعه و يبدأ في اكتشاف أوجه الاستفادة من أخطاءه، ولا تنسي عزيزي المخطئ أن آدم أبو البشر جميعاً قد أخطأ عندما أكل من الشجرة، ولكنه تعلم من خطأه و تاب إلى الله فغفر له، و بدأ رحلته في إعمار هذا الكون ، فالأخطاء ها هنا على الأرض تجرى في العروق مجرى الدم، فحاول أن تتعلم دائماً و تنظر إلى الجانب المشرق من كل فعل تفعله.
و ننصحكم أن تُشاركونا كيف استفدتم من أخطائكم و حولّتوها إلى نجاحات و ذلك عبر ذكر التجربة و كتابة #موسوعة أو عبر زيارة تلك الصفحة تويتر موسوعة.