ما هي الصورة النمطية وهل تعلم أن كلاً منا بداخله صورة نمطية للكثير من الأشياء تدور في عقله، مثل عبارات أن الشعب الأمريكي شعب كسلان لا يأكل إلا البرجر، هو افريقي يجب أن يكون عداء ماهر، هي فتاة لا تتحدث فهي ثقيلة الظل”، وغيرها من العبارات أو بصورة اصح انطباعات مسبقة راسخة داخل الأذهان حول العديد من الأشياء في حياتنا وهو ما يعرف بالصورة النمطية وسوف نتعرف أكثر عنها من خلال هذا المقال.
قد ظهر مفهوم الصورة النمطية وتم استخدامه لأول مرة في عام 1789 وقد استخدم من قبل فيرمين ديدوت Firmin Didot وذلك لوصف لوح يتم تزويدها بالحبر من أجل نسخ الحروف وطباعتها، وقد تم استخدام مصطلح يشير إلى الصورة النمطية العقلية في عام 1922 وذلك في كتاب الرأي العام Public Opinion لكاتبه Walter Lippmann.
وقد جاء والتر وعرف مفهوم الصورة النمطية على أساس ” هو عبارة عن انتقال المعتقدات وتكوين الدفاعات المجتمعية؛ إذا تسهم في العمل على التكوين الأساسي للسمات الشخصية والهوايات والانتماءات”.
بمعنى عام يشير مفهوم الصورة النمطية إلى مجموعة من المعتقدات والأفكار المسبقة التي توحد ردود الأفعال تجاه شيء محدد، لكن تمكن مشكلة الصور النمطية في كونها قد تكون غير دقيقة في الكثير من الأحيان، وتتكون الصور بداية من فترة الطفولة فهي ناتج عن ثقافة المجتمع والأسرة.
تؤثر الصورة النمطية في المعايير المجتمعية ولها تأثير مباشر على سلوك الأفراد في المجتمع والتوجهات سواء ضد أو مع الجماعات فهي سلوك اجتماعي وليس فردي ومن بين صورها:
أكثر الصور النمطية الشائعة هو أن يتم تحديد سلوك الشخص على حسب المظهر والجنس سواء كان ذكر أو انثى ويتم البدء بالتنميط من قبل الولادة بمعرفة جنس الجنين، حيث أن هناك احتفالات معينة لاستقبال المولود الذكر عن الانثى، كما أن الصورة النمطية الجنسانية تؤثر على الشخص مثال لذلك تعرض كلا النوعين إلى العنف الجنسي وتحظى المرأة بالجزء الأكبر ويصعب على المجتمع تصديق أن الرجل يتعرض إلى العنف.
“كل الرجال الإيطاليين شغوفون”، و”كل المسلمين إرهابيون”، و”كل الألمان نازيون”. وهكذا حيث لا يخلو أي عرق من وجود صورة نمطية له تميزه عن باقي الأعراق، لكن بالرغم من ذلك أن النسبة الأكبر من الصور النمطية هي أقرب إلى الخطأ فهي تعتمد على التجارب الفردية لأشخاص نقلوا تجاربهم إلى المجتمعات.
هل شعرت بالغضب من قبل؟ هل شعرت بالحزن والضيق؟ الإجابة أكيد نعم وبالرغم من تباين الإجابات حول السبب وحول رد الفعل إلا أن هناك صور نمطية مرتبطة بالغضب ومن بينها:
الصياح والضرب وإطلاق الشرار من العين أو البكاء.
نجد أن الصورة المسبقة الراسخة في الذهن أن الأطفال مطيعون لا يمكن أن يكذبون ويميلون إلى مساعدة الكبار، وهناك صورة مسبقة تحتم علينا أن كبار السن مزعجون لا يمكن أن يتقبلوا اراء الجيل الحالي ويتذمرون من كل شيء.
هناك مجموعة من الخصائص التي تتميز بها الصور النمطية ومنها:
يلعب الإعلام دورًا هامًا وقوي من أجل ترسيخ الصور النمطية في المجتمعات وهناك الكثير من الأسباب وراء استخدام الإعلام للتنميط ومن بينها أسباب سياسية وتجارية واجتماعية.
يعتقد الكثيرين أنهم لا يستطيعون بدء اليوم أو التركيز في أي عمل دون شرب كوب من القهوة او النسكافية، وهي صورة نمطية لتركيز الإعلانات.
تعتقد العديد من السيدات أنها لا يمكن أن تتألق إلإ إذا وضعت مسحوق تجميل معين أو ارتدت ماركة ملابس معينة.
يعمل الإعلام على إرسال نفس المؤثرات العديد من المرات حتى يتم تنميط العقل اللاواعي بالعديد من الطرق، وقد اختلف تأثير الإعلام كثيرًا في العقود الماضية لاسيما مع انتشار العولمة.
النمطية في التفكير تعتمد في الأساس على القوالب الفكرية الجاهزة وتتيح مجموعة من خيارات هي معروفة مسبقًا دون بذل جهد، حيث يميل العقل إلى توفير الجهد المبذول.
مثال على ذلك إذا قمت بسؤالك عن ماذا تريد أن تتناول على الغداء، الإجابة هو نوع معين من الطعام مفضل إليك يتم تناوله في المنزل أو تقترح تناول الطعام في أحد المطاعم بدلًا من المنزل ولا يوجد خيارات أخرى، العقل مبرمج على هذه الاختيارات.
لكن في حالة التفكير الإبداعي قد تقترح علي أن تقوم بالذهاب إلى رحلة صيد في الغابة وصيد غزال ومن ثم تجربة الشواء في الهواء الطلق ويكون ذلك هو الغداء.
التفكير الإبداعي هو عبارة عن الطلاقة الفكرية والعملية العقلية التي تؤدي إلى الوصول للناتج الإبداعي يتطلب جهد كبير في تشغيل العقل في التفكير.
تستطيع أن تقوم بتنمية فكرك الإبداعي عن طريق العديد من الطرق ومن بينها:
تذكرًا جيدًا في النهاية أن الإجابة على ما هي الصورة النمطية هي عبارة عن معتقدات عامة حول الخصائص التي ترتبط بأعضاء مجموعة اجتماعية، وقد تناولنا شرح كافي من خلال هذا المقال للصورة النمطية وانواعها واصول الأفكار النمطية.