ينتج عن ارتكاب المعاصي والذنوب الكثير من الآثار الجانبية الخطيرة، فمنها سوء أحوال الأشخاص المذنبون، وكذلك الكثير من الآثار السلبية على المجتمع، حيث يجب على جميع الأشخاص التخلص من الذنوب والمعاصي التي ارتكبوها من قبل ومن ثم نوضح من خلال السطور القادمة ما هي آثار المعاصي والذنوب وطرق التخلص منها وذلك فيما يلي:
ما هي آثار الذنوب والمعاصي؟
إن الله عز وجل أمرنا بالالتزام بالفرائض، والعبادات والقيام بالكثير من الأعمال الصالحة، ونهانا عن فعل الذنوب والمعاصي.
ومن الجدير بذكر أن الذنوب والمعاصي الذي يرتكبها الفرد بجانب إلى أنها ذنب في حق الله عز وجل.
بل كذلك تعد سببا في تعسر أمور وحياه المذنب، وحرمانه من رضا الله عز وجل عليه، وأيضا قلة رزقه.
كما أنه يفقد محبة الآخرين له، ودليل ذلك ما قيل عن ابن عباس رضي الله عنه” إنَّ لِلْحَسَنَةِ نُورًا في القَلْبِ.وضِياءً في الوَجْهِ، وقُوَّةً في البَدَنِ، وزِيادَةً في الرِّزْقِ، ومَحَبَّةً في قُلُوبِ الخَلْقِ، وإنَّ لِلسَّيِّئَةِ سَوادًا في الوَجْهِ. وظُلْمَةً في القَلْبِ ووَهَنًا في البَدَنِ، ونَقْصًا في الرِّزْقِ، وبغضه في قُلُوبِ الخَلْقِ، وهذا يعرفه صاحِبُ البَصِيرَةِ، ويَشْهَدُهُ مِن نَفْسِهِ ومِن غَيْرِهِ.
كما قال الله عز وجل في كتابه العزيز من سورة الشورى“﴿وَما أصابَكم مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أيْدِيكم ويَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ”.
كيفية التخلص من المعاصي والذنوب
هناك العديد من الطرق التي من الممكن أن يسلكها الأفراد للتخلص من الذنوب والمعاصي التي ارتكبوها، وتتمثل أبرز هذه الطرق فيما يلي:
يعد من الأمور الهامة أن يعترف المذنب بذنبه، وأن يقرر أن يتوب عنه ولا يرجع إليه مرة أخرى.
كما يجب أن يكون الشخص على وعي بما يحدث له، نتيجة فعل هذه المعاصي والذنوب، وأنه سوف ينال جزاءه من الله عز وجل يوم القيامة.
المواظبة على الدعاء في كل الأوقات، الإكثار من الاستغفار، وهو على ثقة كبيرة ويقين إن الله عز وجل سوف يغفر له ذنبه.
كما يعد من الأمور الهامة التقرب من الله عز وجل بالأداء الفروض في أوقاتها، والإكثار من الأعمال الصالحة، والعبادات.
كما يجب على الفرد أن يقوي علاقته بمن حول ويتذكر دائما قول الله تعالى من سورة هود”وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ “.
كما يعد من الضروري مصاحبة الأصدقاء الصالحين، وذلك للرشاد التقرب إلى الله وفعل الأعمال الصالحة، والبعد تماما عن أصحاب السوء، الذين يوجهون بعضهم البعض لفعل السيئات والذنوب.
ويستحب على الشخص أن يستغل وقته في أعمال الخير والتقرب إلى الله، وذلك مثل تلاوة القرآن والإكثار من الأذكار والاستغفار والدعاء.
حيث يعد ذكر الله سببا في راحة القلب، وانبعاث الاطمئنان والراحة في الروح.
كما أن الاستغفار يزيل الهم والضيق الذي يشعر بها الإنسان، حيث قال الله تعالى عز وجل في كتابه العزيز في سورة الرعد”الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ“
كما قال الله تعالى في سورة الأحزاب” وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا “
ويجب الحفاظ على سلامة القلب بالابتعاد عن جميع الوسائل، التي تدفع إلى فعل الذنوب والمعاصي، وذلك مثل الاستماع إلى الأغاني والنميمة.
ويجب على الشخص أن يتذكر دائما أن الله عز وجل رقيب عليه بما يقوم من أعمال، وذلك لكي يبتعد عن فعل الذنوب والمعاصي.
وكذلك يجب عليه أن يذكر نفسه دوما بالنتائج السلبية، التي تطرأ على حياته نتيجة فعلة للمعاصي والذنوب، وكذلك شعوره بأنه شخصا مكروها من حوله ، حيث تشجعه كل هذه العوامل على تجنب فعل الذنوب والمعاصي.
كما أن تذكير العاصي للموت، يعد وسيلة هامة لكي يترك ذنوبه ومعاصيه، وذلك لأن الموت هو الحقيقة الكبرى التي يلقاها كل إنسان، كما أن التذكير بالموت يدفع إلى الإكثار من الأعمال الصالحة، التي تفيد في الآخرة.
ويجب الابتعاد عن الخلوة، حيث إن إنسان أثناء خلوته يرتكب الكثير من المعاصي بصورة أكبر، من وجودة وسط المقربين منه.
تعظيم محبة الله عز وجل في القلوب، حيث تعد من الوسائل التي تمنع ارتكاب الذنوب والمعاصي، فكلما عظمت محبة الله عز وجل، كلما عز على الإنسان أن يقع في معصية تغضب الله ،فالمحب الصادق إلى الله يفكر دائما في رضا الله عز وجل والاقتراب منه.
أسئلة شائعة عن المعاصي والذنوب
كيف يغفر الله عز وجل ذنوبنا
يغفر الله -عز وجل- ذنوبنا عندما نستعد للتوبة والإقلاع النهائي عن هذا الذنب، بجانب مجاهدة النفس والإكثار من طاعة الله -عز وجل- وملازمة الاستغفار.
هل يقبل الله عز وجل التوبة المتكررة؟
نعم فإن الله -عز وجل- شديد الكرم والرحمة بعباده، فيغفر الله الذنوب ولو تكررت مائة ألف مرة، وذلك عندما يتوب المذنب بقلبه وروحه عن فعل هذا الذنب.
ما هو الذنب الذي لا يغفرة الله؟
يعد الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله عز وجل هو الشرك بالله سبحانه وتعالى، حيث قال الله تعالى في سورة النساء” إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا“