تعرف من خلال هذا المقال على حكم نفخ الشفايف ، أصبح هوس التجميل يطارد جميع السيدات بمختلف فئاتهن العمرية، فكل امرأة تسعى لتحقيق معايير الجمال والتي تتمثل في الشفاة الغليظة والخدود الموردة والأنف الصغيرة والبشرة البيضاء الخالية من أية شوائب، ولذلك تلجأ الكثيرات منهن للعمليات التجميلية التي تبرز ملامحهن وتزيدها جمالًا، ومن أكثر الأساليب التجميلية شيوعًا هو استخدام حقن الفيلر من أجل نفخ الشفاة وتكبيرها وجعلها ممتلئة، ولكن هل نفخ الشفاة حرام؟ وإلى ما استند العلماء في فتواهم؟ سنوضح ذلك في السطور التالية على موسوعة.
حكم نفخ الشفايف
تحرص جميع السيدات على التزين والظهور في أبهى وأجمل صورة خاصة لأزواجهن.
ومن الأمور التي أباحها الله عز وجل للنساء هو التزين أمام الأزواج والمحارم والنساء، على ألا تخالف تلك الزينة ما أقر به الشرع.
ومن أحكام الشرع فيما يخص الزينة هي ألا تؤدي مساحيق التجميل التي يتم وضعها إلى أي ضرر جسدي للنساء، وألا تؤدي تلك الزينة إلى التغيير في خلق الله عز وجل.
ولذلك تُعد الكحل والحناء من الزينة المباحة التي لا تغير في خلق الله، أما الأشياء التي تغير من خلق الله فهي معروفة ومحرمة وأبرزها الوشم والنمص وتفليج الأسنان، وذلك استنادًا لقول عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه: (لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ تَعَالَى).
ويختلف حكم نفخ الشفايف حسب الغرض من نفخها؛ فإذا كان لمداواة عيب أو للتخلص من ضرر مثل الحرق أو الجرح فهو مُباح ما لم يتسبب في حدوث أية أضرار أخرى.
وإذا كان الغرض من نفخ الشفايف هو زيادة الجمال والحسن فهو من المحرمات لأنه يُعد تغييرًا في خلق الله.
وفي تلك الفتوى تم الاستناد على قول الله تعالى في سورة النساء: “وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا”.
وقد تم تحريم هذا الفعل لما فيه من سخط من المرأة على الهيئة التي خلقها الله عليها ورغبتها في تغييرها بحثًا عن الجمال.
كما أن نفخ وتكبير الشفايف باستخدام الكريمات المخصصة لذلك فهو أمر غير مباح، لأن فيه أيضًا تغييرًا لخلق الله.
وبشكل عام فالأصل أن عمليات التجميل تهدف إلى علاج تشوه أو أي عيب من أعضاء الجسم حتى يعود إلى حالته الطبيعية وهو أمر جائز، أما إذا كان الهدف من تلك العمليات تغيير شكل أي عضو في الجسم ليكون مناسبًا مع الموضة وكل ما هو شائع فهو أمر غير جائز.
نفخ الشفايف المؤقت
هناك من النساء ممن يلجأن إلى حيل منزلية من أجل تكبير ونفخ الشفايف بشكل مؤقت أي تعود إلى طبيعتها بعد ساعة أو عدة ساعات.
ولم يحرم الإسلام ذلك على شرط ألا يكون هناك أي ضرر من الوسيلة التي يتم استخدامها في ذلك.
وفي هذه الحالة يصبح نفخ الشفايف المؤقت مثلما تفعله مستحضرات التجميل التي يتم وضعها مؤقتًا ثم إزالتها، فلا حرج منها.
حكم توريد الشفايف المؤقت
لا يقتصر استخدام حقن الفيلر على نفخ وملء الشفتين فقط؛ بل يتم استخدامها أيضًا لتوريد الشفايف أي جعل لونهما وردي وذلك لزيادة الجمال.
ولا يختلف حكم الإسلام في توريد الشفايف باستخدام حقن الفيلر سواء كان مؤقتًا أو دائم، فلا يجوز ذلك لأنه في حكم الوشم الذي حرمه الشرع.
أما إذا كان هذا التوريد بغرض إصلاح عيبًا في الشفايف؛ فهو أمر جائز على ألا يكون فيه أي ضرر للمرأة.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي أوضحنا من خلاله حكم نفخ الشفايف وتوريدها، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.