هل الاحساس بالشهوة حرام؟ لا يوجد في طبيعة المرء شيء يجعله لا يشعر بالشهوة مدى الدهر، وإنما من طبيعة خلقه الإحساس بها، وإلا لما جعل الله فيها ابتلاء، وذلك يكون في حالة إذا لم تتم السيطرة على هذا الشعور والتحكم به، لذا يهتم موقع الموسوعة العربية الشاملة بعرض كل الحالات المتعلقة بهذا الحكم.
الشهوة من الفطرة التي خلقنا الله عليها، ولا يوجد مانع من الشعور بها، ولكن يجب الامتناع عن التصرف بناءً عليها في ما يخالف الشريعة. إذا تمكنا من السيطرة على شهواتنا والتغلب عليها، فسنحقق الانتصار على الشيطان ونجتنب الأثر السلبي الناتج عن الخضوع لهذه الشهوات. ويجب التذكير بأن شدة الشهوة ومدى استجابة الفرد لها تختلف من شخص لآخر، وبالتالي يجب تفهم ومواجهة هذه الشهوات بطريقة شخصية ومناسبة لكل فرد.
ومن المهم الإشارة إلى أن الشعور بالشهوة بحد ذاته لا يعتبر حرامًا، ولكن استخدامها في مواقف محرمة يجعلها حرامًا. ولا يترتب على مجرد الشعور بالشهوة الحاجة إلى الغسل أو الوضوء، ولكن يجب الامتناع عن التصرف بناءً على هذه الشهوة في المواقف المحرمة.
يمكن القول إنَّ الإحساس باللذة والمتعة هو شعور طبيعي ومن الفطريات التي خلقنا الله عليها، ولا يوجب بالضرورة الوضوء أو الغسل، ما لم يترافق مع خروج المذي أو المني.
ومع ذلك، إذا حس الإنسان بانتقال المني في ذكره وأمسكه لمنعه من الخروج، فهناك خلاف بين العلماء حول وجوب الغسل في هذه الحالة. فبعضهم يرون أنه يجب الغسل، بينما يرون آخرون عدم وجوبه.
ويتأثر هذا الحكم بعدة عوامل، مثل قوة الشهوة ومدى استجابة الفرد لها، وكذلك قوة الإحساس بالمتعة واللذة، إضافةً إلى مدى تأخر الإنزال وقلة الماء النازل.
ويجب التأكيد على أن الحكم النهائي لهذه الحالة يعتمد على المظنة، أي الإحساس بالشهوة، إذ يبعد عدم خروج المذي بعد تحركه عند الإحساس به. وفي هذه الحالة يميل الشيخ القرضاوي رحمه الله تعالى إلى وجوب الغسل.
ويعد هذا الخلاف بين العلماء جزءًا من التنوع والتعدد في الرأي والاجتهاد، ويجب علينا احترام هذا التنوع والتعدد والتعامل معه بروح من الاحترام والتسامح.
وفي النهاية، يجب أن نتذكّر بأن الغسل والوضوء هما من العبادات الطهارة التي تهدف إلى تطهير الجسد والروح، والتخلص من النجاسات الظاهرة والخفية. ويجب الامتثال لأحكام الشريعة في هذا الصدد، والتحلي بالحكمة والوعي عند التعامل مع القضايا الدينية والشرعية، وعدم الانجرار وراء الأوهام والتكهنات الخاطئة.
وبشكل عام، يمكن القول إن الإحساس باللذة والمتعة هو من الأمور الطبيعية التي يمر بها الإنسان، ولا يوجب بالضرورة الغسل أو الوضوء. ومع ذلك، يجب الامتناع عن التصرف بناءً على هذا الإحساس، إذا كان هذا التصرف يخالف الشريعة. ويجب علينا التعامل مع هذه القضية بحكمة ووعي، وعدم الوقوع في التطرف أو التشدد، بل ينبغي الالتزام بأحكام الشريعة والتشاور مع العلماء والمشايخ في حالة الشك أو الخلاف في الرأي.
يمكن أن يحدث ارتفاع في الرغبة الجنسية لدى السيدات خلال فترة الإباضة وقبل الدورة الشهرية، وهذا طبيعي بسبب التغيرات الهرمونية في جسمهن التي تزيد من الرغبة للمساعدة في الحمل والإنجاب. ولا يعد ذلك غير طبيعي إلا إذا كانت الرغبة مفرطة وغير متزنة، ويمكن التحكم فيها بعدة طرق مثل الابتعاد عن المحفزات الجنسية وممارسة التمارين الرياضية والهوايات البدنية، والانشغال بأشياء أخرى تلهي عن التفكير بالرغبة. وفي حال كانت الرغبة مفرطة وغير متزنة، ينصح بمراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد سبب الارتفاع في الرغبة وعلاجه.
يجب الاهتمام بالصحة الجنسية كجزء من الصحة العامة، والسعي لتحقيق التوازن المثالي في الحياة من خلال الموارد الطبية والعاطفية والجسدية. ومن المهم الابتعاد عن المحفزات الجنسية الضارة مثل المواقع الإباحية والصور الجنسية، والتركيز على أنشطة بدنية وعملية أخرى تلهي عن التفكير بالرغبة الجنسية المفرطة.
وفي النهاية، ينبغي الاهتمام بتقلبات الرغبة الجنسية خلال الدورة الشهرية وتأثيرها على الصحة الجنسية العامة، حيث يمكن الحصول على معلومات إضافية حول هذا الموضوع من خلال الاطلاع على المصادر الطبية الموثوقة والتحدث إلى الطبيب المختص في حال وجود أي مشكلة أو قلق بخصوص الصحة الجنسية. ويجب العمل على تعزيز الوعي والتثقيف بشأن الصحة الجنسية والوقاية من الأمراض والمشاكل الصحية المرتبطة بها، وذلك من خلال الحصول على المعلومات الصحيحة والموثوقة وتطبيقها في الحياة اليومية.
يجب الامتناع عن ممارسة العادة السرية، حيث إنها تعد من الأفعال الحرام والمحرمة في الإسلام، ولا يوجد عذر يبرر القيام بها، طالما وجدت وسيلة أخرى للانشغال عن الحرام بما أحله الله ونفع الأعمال.
تشدد المذاهب الأربعة على حرمة العادة السرية، ولا يُجِزها الشرع الإسلامي، وأشارت الدراسات الطبية إلى أنها تسبب العديد من المشاكل الصحية، وتؤدي إلى ضعف الإحساس بالرغبة واستنزاف القوة والعقل.
وعلى الرغم من أن قلة قليلة من العلماء أحلوا ممارسة العادة السرية، إلا أن هذا الرأي لا يحظى بالقبول الشامل لدى المسلمين، حيث أنه لا يوجد دليل في السنة المطهرة يحلل ممارسة العادة السرية، والأصل في الحكم على الأفعال هو الحرمة إلا إذا كان هناك دليل شرعي يجيزها.
وينبغي للشباب الذين يشعرون بالشهوة الجنسية أن يحرصوا على الزواج إذا كانت لديهم القدرة عليه، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فعليهم بالصوم حيث إنه يساعد على قمع الشهوة وتحكم في النفس.
ويجب التأكيد على أن العادة السرية تعتبر من الأمور المرضية حينما تصبح قهرية وتتحول للإسراف، وتؤدي إلى اضطرابات صحية ونفسية، وتشكل معضلة كبيرة أمام من يُمارسها، فضلاً عن أنها حرامة وتتعارض مع تعاليم الإسلام.
وبشكل عام، يجب أن نحرص على الامتثال لأحكام الشريعة الإسلامية والاستمرار في العبادة والصيام للحفاظ على النفس والجسد، وتجنب الأفعال الحرامة التي تؤدي إلى الإسراف والإدمان وتؤثر سلبًا على صحة الإنسان وحياته الاجتماعية والعاطفية. ويجب أن نتعامل مع هذه القضايا بحكمة ووعي، وعدم الانجرار وراء الأفكار المغلوطة والأفعال الضارة التي تضر بنا وبمجتمعنا.
هناك جانب آخر يتعلق بالشهوة والإحساس بها، وهو أن كل ما تتخيله الفتاة من حديث لنفسها لا يعتبر خطيئة طالما لم يؤدي بها إلى فعل المحظورات. ويختلف الحكم في ذلك بين المرأة المتزوجة والعزباء، وكذلك بين المحصنة وغير المحصنة.
يتطلب الفكر الجنسي الذي يغلب على عقل الإنسان اجتهادًا في حِراسة الخواطر، والانشغال بما ينفع مصالح الدين والدنيا لمحاربة الشهوة. وفي حالة اعتراض فكر الفتاة على الجماع أو ما يشابه ذلك وهي لا تزال عزباء، فلا يوجد أي حرج عليها إن لم يكن ذلك في خاطرها. ويشير الحديث النبوي إلى أن الله تجاوز عن أمة الإسلام ما وسوست به صدورها، ما لم تعمل أو تتكلم.
ومع ذلك، إذا كانت الفتاة تفكر في ذلك عن قصد، وتستدعي التخيلات الجنسية، فإن ذلك يعتبر استمناءً، ويجب عليها الاغتسال للتطهر، لأن نزول المني نتيجة للتخيلات الجنسية يعتبر تلذذًا. وليس من اللائق بخلق الفتاة الاعتماد على ذلك بين حين وآخر.
تعد العادة السرية تجربة أولية للعلاقة الجنسية، وهي نوع من الممارسات السرية الذاتية قبل الخوض في العلاقة الجنسية مع شريك آخر. ومن المعروف أن المحاولات الإثارية الذاتية شائعة في سن الطفولة، حيث يقوم الطفل بملامسة أعضائه التناسلية ليشعر بأحاسيس معينة نظرا لوجود أعضاء حسية جنسية في هذه المناطق، وهذا يحفزه لإعادة هذا الفعل. وقد ينغمس بعض الأطفال في هذه الممارسة إلى درجة الإرهاق، مما يؤدي إلى إزعاج الأهل وشفقتهم على الطفل. تبدأ هذه الممارسات كنوع من حب الاستطلاع، حيث يتعرف الطفل على أجزاء جسده بما في ذلك أعضائه التناسلية. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن هذه الممارسات لا تبدأ فقط بعد البلوغ، بل يمكن أن تبدأ في سن الرضاعة أيضًا.
وبحسب الدراسات، يبدأ الأطفال في مداعبة أعضائهم التناسلية في سن 15-19 شهرًا من العمر، ولا يتوقف اهتمامهم على أعضائهم التناسلية فقط، بل يمتد إلى أجزاء جسمهم الأخرى وحتى إلى الآخرين، مثل الأبوين، أو الأطفال الآخرين، أو الحيوانات. ومن هنا تبدأ محاولات الاستعراض والاستكشاف بين الأطفال وبعضهم، وقد يتعدى ذلك إلى الملامسة. ويعتبر هذا السلوك طبيعياً بشرط عدم الاستغراق فيه، أي أنه يجب أن يكون سلوكاً عابراً في حياة الطفل، يتجاوزه مع نموه النفسي والاجتماعي ويكتسب القدرة على الضبط السلوكي والاجتماعي.
ومن الأفضل أن لا تحاط هذه الممارسات الاستكشافية بمشاعر ذنب شديدة أو بتحذيرات مخيفة أو بعقوبات قاسية، لأن ذلك يمكن أن يحدث تثبيتاً لهذا السلوك ويشعل الرغبة أكثر وأكثر في مزيد من حب الاستطلاع لهذه الأشياء الممنوعة في آن واحد. يجب تعليم الطفل بشكل هادئ ودقيق بأن هذه الممارسات الجنسية خاصة ولا يجب مشاركتها مع الآخرين، وأنه يجب احترام جسده وجسد الآخرين. يجب أن يتم التعامل مع هذا السلوك بطريقة إيجابية وداعمة لتمكين الطفل من اكتشاف جسده وتعلم الضبط الذاتي.
مع بداية فترة البلوغ وزيادة نشاط الهرمونات الجنسية، تزداد الرغبة بشكل كبير وترتفع معدلات ممارسة العادة السرية لدى المراهقين، خاصةً بسبب عدم توفر وسائل أخرى لتفريغ هذه الطاقة، وعدم امتلاكهم المهارات الكافية للتعامل مع هذه الرغبات بشكل إيجابي. يزداد هذا الأمر لدى المراهقين المنطويين والهادئين، الذين يفتقدون العلاقات الاجتماعية والاهتمامات الثقافية أو الرياضية المشبعة، حيث تتجه طاقتهم بشكل كبير نحو ممارسة العادة السرية وتزداد هذه الرغبة الجنسية ضغطاً هائلاً على المراهق، حيث يشعر بالتوتر الشديد ويبحث عن مسار آمن يخفف من هذا الضغط، وفي هذه الحالة يجد العادة السرية التي تشعره بهويته الجنسية وفي الوقت نفسه لا تعرضه لمشاكل اجتماعية. ومن المعروف أن الذكور يمارسون العادة السرية بشكل أكثر من الإناث، ويصلون فيها إلى درجة الإرجاز (القذف والنشوة).
ويوجد فرق مهم بين ممارسة العادة السرية في الطفولة وممارستها في المراهقة، وهو وجود الخيالات الجنسية في فترة المراهقة، وتلك الخيالات تلعب دوراً في تحديد الهوية الجنسية فيما بعد. فإذا كانت الخيالات المصاحبة للممارسة غيرية (أي موجهة للجنس الآخر)، فإن ذلك يؤكد الهوية الجنسية تجاه الجنس الآخر. أما إذا كانت تجاه نفس الجنس، فإن الهوية الجنسية المثلية تتأكد مع تكرار الممارسة مع هذه الخيالات.
وتمتد ممارسة العادة السرية في سن الشباب إلى أن تستبدل بالممارسة الجنسية الطبيعية مع الزواج، ولكن هناك بعض الناس الذين يستمرون في ممارستها بعد الزواج في فترات تعذر الممارسة الجنس الطبيعي، مثل البعد عن الزوجة، أو عدم الرضا بها، أو وجود عائق مثل الحمل أو الولادة أو مرض الزوجة أو الزوج، إلخ. وفي نسبة قليلة من الأزواج، قد تكون العادة السرية بديلاً مفضلاً عن الممارسة الجنسية الطبيعية حتى في حالة إتاحة الأخيرة، وهذا يمثل نوعًا من التثبيت على الإثارة الجنسية الذاتية. وهنا تحدث مشاكل زوجية كثيرة نظرًا لاكتفاء الزوج بالإشباع الذاتي وانعزاله عن زوجته.
وقد بين الباحث الشهير في السلوك الجنسي “كينزي” أنّ النساء يفضلن التنبيه البظري أثناء ممارسة الاستمناء، وأكد الباحثان الآخران “ماستر وجونسون”، أن النساء يفضلن مداعبة عنق البظر وليس رأسه حيث يكون الأخير شديد الحساسية للإثارة الزائدة. وأما الذكور فيمارسون العادة السرية عن طريق مداعبة عنق القضيب ورأسه بشكل عنيف في بعض الأحيان.