البر بالوالدين هو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو واجب على كل مسلم ومسلمة، سواء كان الوالدان صالحين أم فاسدين، وقد وردت العديد من الآيات والأحاديث التي تحث على بر الوالدين، ومنها قوله تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” (الإسراء: 23)، وقد يكون له عقوبة من الله في الدنيا والآخرة، وهذا ما يمكن توضيحه من خلال المقال التالي عبر موقع موسوعة.
هل يجوز هجر الأم الظالمة
في الإسلام، عقوق الوالدين من الكبائر، وهجر الأم من أنواع العقوق ولذلك، فإن الأصل هو عدم جواز هجر الأم، حتى وإن كانت ظالمة.
في الإسلام، بر الوالدين هو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وقطيعة الرحم من الكبائر، وحق الأم على الابن أو الابنة عظيم، فهي التي حملته في بطنها تسعة أشهر، وآلمته المخاض، وربته وتعبت عليه.
هل تجب طاعة الأم إذا أمرت أولادها بقطيعة أهل زوجها؟
الأصل في طاعة الوالدين هو الوجوب، ولكن هناك استثناءات لهذا الأصل، ومنها إذا أمر أحد الوالدين الابن أو الابنة بفعل محرم، أو إذا كان الأمر يؤدي إلى قطيعة رحم.
وقطيعة الرحم هي من الذنوب الكبيرة التي حرمها الله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة قاطع”.
ولذلك، فإن طاعة الأم إذا أمرت أولادها بقطيعة أهل زوجها لا تجب، بل هي محرمة، لأن طاعة الله تعالى مقدمة على طاعة الوالدين.
وعلى الابن أو الابنة أن يبين للأم أن أمرها بقطيعة أهل زوجها أمر محرم، وأنها بذلك تخالف أمر الله تعالى، وأن عليها أن تراجع نفسها في هذا الأمر.
وإذا أصرت الأم على أمرها، فلا يجوز للابن أو الابنة أن يطيعها، بل عليه أن يحافظ على صلته بأهل والده، وأن يعاملهم بالحسنى، حتى لو كان ذلك على حساب رضا الأم والله تعالى أعلى وأعلم.
الأدلة الشرعية على حرمة قطيعة الرحم
هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على صلة الرحم، ومن هذه الأحاديث ما يلي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حتَّى إذا فَرَغَ مِن خَلْقِهِ، قالتِ الرَّحِمُ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: نَعَمْ، أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَهو لَكِ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: “فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ”).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللَّهَ يوصِيكم بِأُمَّهَاتِكُمْ ثُمَّ يوصِيكم بِأُمَّهَاتِكُمْ ثُمَّ يوصِيكم بِآبَائِكُمْ ثُمَّ يوصِيكم بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرحامكم أرحامكم).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ أَبَاهُ فِي قَبْرِهِ فَلْيَصِلْ إِخْوَانَ أَبِيهِ بَعْدَهُ)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قالَ اللَّهُ: أَنا الرَّحمنُ وَهيَ الرَّحمُ، شَقَقتُ لَها اسمًا منَ اسمي، من وصلَها وصلتُهُ، ومن قطعَها بتتُّهُ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ).
كما يوجد العديد من الآيات القرآنية التي أمرنا الله عز وجل بها أن نصل الرحم، ومن هذه الآيات ما يلي:
عقوق الوالدين من أكبر الكبائر التي حرمها الله تعالى، وعاقبه عليها في الدنيا والآخرة، ومن العقوبات التي يلاقها في الدنيا والآخرة ما يلي:
الضيق في الرزق، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن أَحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رزقِه ، وأن يُنْسَأَ له في أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَه”
التعرض للمرض حيث قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم “من سرَّهُ أن يُمَدَّ لَهُ في عمرِهِ ويوسَّعَ لَهُ في رزقِهِ ويُدفعَ عنهُ ميتةُ السُّوءِ فليتَّقِ اللَّهَ وليصِلْ رحمَهُ”
سوء الخاتمة في الموت، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثٌ لا يدخلون الجنةَ ولا ينظرُ اللهُ إليهم يومَ القيامةِ العاقُّ والدَيه والمرأةُ المترجلةُ المتشبهةُ بالرجالِ والديوثُ وثلاثةٌ لا ينظرُ اللهُ إليهم يومَ القيامةِ العاقُّ بوالدَيه والمدمنُ الخمرَ والمنانُ بما أعطى”
من يعق والديه يدخل النار حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “”ثلاثٌ لا يدخلون الجنةَ ولا ينظرُ اللهُ إليهم يومَ القيامةِ العاقُّ والدَيه والمرأةُ المترجلةُ المتشبهةُ بالرجالِ والديوثُ وثلاثةٌ لا ينظرُ اللهُ إليهم يومَ القيامةِ العاقُّ بوالدَيه والمدمنُ الخمرَ والمنانُ بما أعطى”
الإصابة بلعنة من الله عز وجل، حيث قال الله تعالى في سورة محمد: “(21) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)
البعد عن رحمة الله تعالى، حيث قال رسول الله صلى الله وسلم ” ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم اللهُ ولا ينظرُ إليهم يومَ القيامةِ ، ولا يُزكِّيهم ، ولهم عذابٌ أليمٌ . قلتُ : من هم يا رسولَ اللهِ ! قد خابوا وخسِروا ؟ فأعادها ثلاثًا ، قلتُ : من هم خابوا وخسِروا ؟ فقال : المسبلُ ، والمَنَّانُ ، والمُنَفِّقُ سِلعتَه بالحلِفِ الكاذبِ أو الفاجرِ”
العاق يفتح على نفسه أبواب جهنم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يصبِح ووالداه عنه راضيان، إِلَّا كان له بابان من الجنة، وإن كان واحداً فواحدٌ، وما من مسلم يصبح ووالداه عليه ساخطان إِلَّا كان له بابان من النار، وإن كان واحداً فواحدٌ، فقال رجل: يا رسول الله، فإن ظلماه؟ قال صلّى الله عليه وسلّم: وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن ظلماه، ثلاث مرّاتٍ”