يكون الابتلاء بالتكاليف بلأمر والنهي لينظر هل يطاع الله أم يعصى

هدى عبد السلام 15 مايو، 2022

يكون الابتلاء بالتكاليف بلأمر والنهي لينظر هل يطاع الله أم يعصى

  • نعم، العبارة صحيحة.
  • فقد خلق الله عز وجل هذه الدنيا وجعلها دار بلاء، يبتلي الإنسان بالخير والشر، ليكفر عن ذنوبه، وليختبره، وليميز بين الصادقين والكاذبين من عباده، فقد قال الله عز وجل في سورة البقرة: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”.
  • كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط”.
  • وقد يبتلي الله عبده في ماله، أو في أهله، أو في صحته، أو في ولده، وأعظم ابتلاء هو الذي يصيب دينه.
  • وقد يظن العبد أن ابتلاء الله له هو من سخطه عليه، ولكنه لا يعلم حكمة خالقه عز وجل من هذا الابتلاء، لأن للابتلاء فوائد عدة، وهي: أن الله يمحو به السيئات ويكفر به الذنوب، سببًا في رفع المنزلة في الدار الآخرة، في قلب الابتلاء يتجلى انكسار العبد بين يدي الله سبحانه وتعالى، فرصة عظيمة يمنحها الله لعبده المبتلى ليتوب عن سيئاته، تقوي من علاقة العبد بربه، عندما يبتلي الله عبده يجعله يرى الدنيا على حقيقتها، يزيد إيمان العبد بقضاء الله وقدره وأنه وحده الضار النافع، فيه يشعر المبتلي بآلام المبتلين مثله.
  • وعندما يبتلي الله عباده، منهم من يسخط عليه ويسيء الظن بالله، فيحرمه الله من الخير، ومنهم من هو محسن الظن بخالقه فيصبر على بلاءه فيوفقه الله فيه، ومنهم من يرضى ببلائه ويشكر الله عليه، وهي درجة تعلو درجة الصبر على البلاء.
  • وفي جميع الأحوال، ففي البلاء خير لمن قُدر عليه، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم « ” عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له”.
  • ولقد اختص الله بعباده المؤمنين بالبلاء ليعجل من عقوبتهم في الدنيا فيكفر عن ذنوبهم، أو ليرفع منزلتهم.
  • وهناك من يرى الكافرين والظالمين وهم يتمتعون بحياتهم دون عقاب، فيظنون أن الله راضِ عنهم أو أنهم أفلتوا من العقاب، ولكن في الحقيقة أن الله يصرف عنهم البلاء في الدنيا ليؤخر عقوبتهم في الآخرة.

مقدار ابتلاء الله للعبد على قدر فإن إيمانه كان فيه صلابه زيد في بلائه.

  • نعم، العبارة صحيحة.
  • فمن العباد الذين يبتليهم الله هم المؤمنين، فيبتليهم ليختبر صبرهم، وليسمع دعائهم، وتضرعهم إليه.
  • وأشد الناس ابتلاءً هم أكملهم إيمانًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”
    أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبًا اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة”.

قد يكون من الابتلاء: بكثرة النعم .

  • نعم، فمثلما الحرمان من النعم ابتلاء، فإن كثرتها ابتلاء أيضًا.
  • فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ”.
  • حيث يبتلي الله عبده بكثرة النعم، ليعرف من منهم يشكره عليها، ومن منهم يكفر بها،، فقد قال عز وجل في سورة الفجر: “فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ . وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ”.
  • فليست كل النعم التي يمنحها الله على عباده هي من باب الإكرام، بل أحيانًا تكون اختبارًا لهم، ولا يُعد ضيق الرزق في كل الأحوال هو إهانة من الله لعبده.
  • وكان سيدنا سليمان عليه السلام ممن رزقه الله بالنعم الكثيرة ولكنه شكره عليها، فقد قال عز وجل في سورة النمل: “فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ”.
  • ونعم الله التي يرزق بها عباده كثيرة، فتكون وسيلة لاختبارهم، فيرى عبده الذي رزقه الصحة والقوة هل يتجبر بهما على غيره بغير حق؟ وعبده الذي رزقه المال هل يستخدمه في المعاصي والذنوب؟ والمرأة التي رزقها الجمال هل تستخدمه في إغواء الرجال وفتنتهم؟ وعبده الذي رزقه الله الولاية هل يستخدمها في ظلم الناس؟
  • فالمال والصحة والأولاد والولاية والجمال، كل تلك النعم يمكن أن تكون ابتلاءات من الله لعباده.
  • فالنعم الكثيرة في كثير من الأحيان تكون ابتلاءً من الله لعباده، ليميز من الشاكر منهم ومن الكافر.
  • ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من شكر الله عز وجل على نعمه، فكلما حدث ما يسره كان يسجد لله شكرًا.

الصبر، والاحتساب مما يعين على الابتلاء وهي علامة من علامات الإيمان.

  • نعم، العبارة صحيحة.
  • فمن صور إيمان العبد هو صبره واحتسابه عند ابتلاءه.
  • وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خير القدوة لمن ابتلاه الله في أهله وماله وولده، فكان خير من أحسن الظن بربه، فصبر واحتسب، ورضا بما كتب الله عليه.
  • لذلك عندما يُبتلى العبد، فعليه أن يستغفر ربه عن الذنوب التي ارتكبها، أن يتدبر حكمة ربه من هذا البلاء، ألا يسخط على ما كتبه الله عليه وألا يسب الدهر، أن يسلم أمره لله وأن يكون متيقنًا بأن هذا الابتلاء من عند ربه.
  • وحتى يصبر العبد على بلاءه؛ عليه أن يتدبر لطائف هذا الابتلاء، منها أن يكون على يقين من أن بلاءه مكتوبًا عليه لا محالة، وأنه ليس هناك عبد لم يبتليه الله ولكن ابتلاء كل عبد مختلف عن الآخر ومن تدبر بلاء غيره هان عليه بلاءه، وأن أعظم مصيبة أصابت الأمة الإسلامية هي موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتشار الفتن وانقطاع الوحي بموته.
  • وأيضًا أن يعلم أن الله عز وجل يجازيه خير الجزاء إذا صبر في أول وهلة من البلاء، ويمكن أن يكون في هذا الابتلاء دفعًا لابتلاء أعظم، فلطف الله به وابتلاه بالمصيبة الأهون.
  • وعلى كل عبد أن يعلم أن في هذا الابتلاء فرصة عظيمة منحها الله له ليصبر ويرجوه وينتظر الفرج، وكل ذلك عبادة.
  • ويكون العبد ممن أحبهم الله، فرآه غافلًا عنه، مقصرًا في حقه، معرضًا عن ذكره، فأراد الله أن يبتليه حتى يوقظه من غفلته، وحتى يعيده إلى رشده.
  • فمن يتدبر حكمة الله وكل تلك المعاني من الابتلاء، أصبح هذا الابتلاء في نظره نعمة، وكان الله عز وجل هو الملجأ والملاذ له، فيستشعر بضعفه وذله وانكساره بين يديه، فيزداد إيمانه به وبأنه لن يرفع هذا الغم سواه، وتزداد علاقته به عز وجل.
  • وأكثر ما يعين المؤمن على بلاءه هو توجهه إلى الله بالدعاء لأنه سببًا في دفع البلاء، وحفاظه على صلاة الفروض والسُنن، والإكثار من الصدقة لأنها تطفئ غضب الرب، والإكثار من تلاوة القرآن.

المراجع

يكون الابتلاء بالتكاليف بلأمر والنهي لينظر هل يطاع الله أم يعصى

الوسوم

المزيد من المواضيع

اسماء الله الحسنى تهنئة عيد ميلاد صباح الخير اذاعة مدرسية شكر وتقدير دعاء ختم القران دعاء للمريض دعاء الصباح صلاة الاستخارة خاتمة بحث قصص اطفال نظام نور ولي الأمر تسجيل دخول اوزمبك صندوق البريد الرياض معنى سايكو فواكه بدون نقاط اسم محمد بالانجليزي خواطر جميلة رسوم تجديد الاستمارة كوكسيكام ابرة اوزمبك دريم ووتر ايات السكينه استقدام من الفلبين ابر اوزمبك اسامي قطط بسكوبان نظام نور ولي الأمر تسجيل دخول 1445 الامن والسلامة أقرب جهاز أبشر من موقعي مقدمة بحث الثقافة الملبسية نظام نور برقم الهوية 1445 هل ريتا مشروب طاقه حكم التشهد الأول والاخير الحروف الانجليزيه بحث عن التبرير والبرهان تجربتي مع حبوب فيروجلوبين موعد صلاة القيام تنزيل الدورة خلال ساعة تحاميل روفيناك نظام نور ولي الأمر مواعيد رحلات القطار جماد بحرف ذ بلاد بحرف و اساسيات الضوء جماد بحرف ن روفيناك تجربتي مع بخاخ افوجين حكمة قصيرة معناها جميل جداً اقرب مطعم من موقعي علم تسجيل الدخول مشروبات ستار باکس الباردة يوزرات انستا بارنز منيو هل يغفر الله ممارس العادة اسئلة محرجة 18 اسماء قطط ذكور شروط حافز همزة الوصل والقطع تخصصات الجامعة العربية المفتوحة برزنتيشن الأشهر الميلادية مقابل الهجرية الرمز البريدي الطائف أصحاب السبت متى يبدأ مفعول العصفر الوزغ في المنام بشارة خير سايكو معنى مواضيع برزنتيشن اسئلة مسابقات للكبار افضل كفرات صينيه اسماء بنات 2023 خاتمة تقرير ريلاكسون وقت صلاة القيام بلاد بحرف الواو الرمز البريدي الدمام فيروجلوبين معنى غبقة دوسباتالين ريتارد مخالفة قطع الاشارة تجربتي مع الميلاتونين فلاجيل 500 حبوب كوكسيكام رقم شيخ مفتي حبوب اومسيت روفيناك د