” هل تجوز الرحمة على الكافر أو من هم لا يدينون بالدين الإسلام؟” تداول الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عدد من التساؤلات حول الاستغفار أو الترحُم على الموتى وأيهما يجوز بالنسبة لمن لا ينتمون إلى الدين الإسلامي، بل وأصبح هذا التساؤل محل جدل واسع من شأنه أن يجعل الخلاف يدّب بين الأفراد، لذا نطرح تلك القضية والإجابة عنها من منظور العلماء والفقهاء في الدين الإسلامي.
الجدير بالذكر أن الجدل المُثار أصبح واسعًا في قضية الرحمة على الكافر من عدمه، فيما يرى الفقهاء أن هذا غير مقبول في تداوله، إذ أنه يقتصر فقط على أهل الدين؛ حيث يستنبطون الإجابة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فهيا بنا نستعرض ما ورد في هذا السؤال الذي أصبح محلّ جدلاً عد تصريحات أدلت بها فنانة حول عدم الترحُم على ممثلة لنكشف الستار عن الحقائق بالأدلة من النصوص القرآنية والسنة النبوية وفقًا لما أشار إليه العلماء من خلال مقالنا في موسوعة ، فتابعونا.
هل تجوز الرحمة على الكافر
أوضح الشيخ الدكتور، أحمد الغامدي؛ أن قضية الرحمة على الكفار أو الترحُم عليهم آخذة في الخروج عن حجمها الطبيعي، مُشيرًا إلى أن البر بأموات وأحياء غير المسلمين جاء في القرآن الكريم.
مُضيفًا أن الرحمة على الكافر تجوز شرعًا لقول الله تعالى في سورة الممتحنة الآية 8″ لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”.
وقد جاء في تفسير تلك الآية أن الله تعالى أمرنا بالرحمة بالكفرة من النساء والضِعاف فيهم، إذا ما لا يقاتلون المسلمين ولا يعتدون عليهم، فإن الإحسان للكفرة ليس من الأمور المنهي عنها من المولى عز وجلّ.
نزلت تلك الآية الكريمة عندما جاءت أم السيدة أسماء إليها تحمل لها السمن والهدايا، ولكن أبت أسماء أن تسمح لها بالدخول إلى المنزل أو استقبال هداياها، فذهبت السيدة عائشة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تسأله عن هذه الواقعة فنزلت هذه الآية الكريمة.
هل يجوز الاستغفار لغير المسلمين
أفتى الشيخ أحمد الغامدي أن التفريق بين كل من الأموات والأحياء في الإحسان يُعتبر تحكمًا لا حجة له، بالإضافة إلى كوّنه يحتاج إلى دليلٌ بيّن.
كما ورد في ذات السياق أن الإحسان هو الذي يجوز على الكفار بالدعاء والترحُم للأصدقاء والأقارب والزوجات.
فهو نوع من الترحُم ولكن لا يجوز الاستغفار لغير المسلمين؛ لورود عدد من النصوص الشرعية في حُكم الاستغفار لغير المسلم، فقد جاء في قول الله تعالى في سورة التوبة الآية 113 ” مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ “.
وكذا فقد نهى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لغير المسلمين فجاء عن أبي هريرة عن الرسول صل الله عليه وسلم “زَارَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ، فَقالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ”، وهنا يبرز الحكم في الاستغفار لغير المسلمين بأنه غير جائز، بينما تجوز زيارة القبور والترحُم عليهم.
عرضنا من خلال مقالنا إجابة وشرح وافٍ ومُختصر للسؤال حول ” هل تجوز الرحمة على الكافر ؟”.
لذا نوّجه عناية سيادتكم إلى إتاحة كافة التساؤلات الدينية عبر موقعنا، لذا ندعوكم لزيارة موقعنا.
أملين أن نكون قد أجبنا عن كافة التساؤلات الواردة بشكلٍ شامل، فكل ما عليكم القيام مُتابعة المزيد عبر الموسوعة العربية الشاملة.