يعد قيام الساعة من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله وحده، وهناك علامات ظهرت وانقضت وأخرى لا تزال مستمرة في الظهور، إلى جانب العلامات التي تسبق قيام الساعة، وقد قسم العلماء هذه العلامات ما بين العلامات الصغرى والوسطى والكبرى، ومع انتشار الأوبئة والأمراض في هذا العصر يتساءل الكثير عن كون ذلك ضمن علامات الساعة أم لا، وفيما يلي في موسوعة نوضح لك حقيقة انتشار الأوبئة ضمن علامات الساعة:
أشار العلماء إلى أن انتشار الأوبئة يندرج ضمن علامات الساعة، وذلك استنادًا على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:”فناء أمتي بالطعن والطاعون قالت فقلت يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال غدة كغدة الإبل المقيم فيها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف”.
يتبين من الحديث السابق أن انتشار الطاعون كان من بين علامات الساعة، وقد انتشر الطاعون في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتسبب في موت الكثير من بينهم الصحابي أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.
وقد اختلف العلماء في تحديد الطاعون الذي أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه، فمنهم من رأى أن الطاعون المذكور هو الطاعون الذي انتشر في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومنهم من رأى أن الطاعون المذكور لم يظهر بعد.
علامات الساعة الصغرى
بجانب انتشار الأوبئة، فإن هناك العديد من علامات الساعة الصغرى والتي تشمل ما يلي:
العلامات التي وقعت وانتهت
بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته
تعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته من بين العلامات التي حدثت وانتهت، وقد روى سهل بن سعد رضي الله عن عن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم:”رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: بإصْبَعَيْهِ هَكَذَا، بالوُسْطَى والَّتي تَلِي الإبْهَامَ بُعِثْتُ والسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ”.
أما عن وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ضمن علامات الساعة فقد روى عوف بن مالك رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:”عْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ”.
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والمرسلين إلى قيام الساعة.
انشقاق القمر
تعد حادثة انشقاق القمر من بين العلامات التي وقعت وانتهت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وردت هذه الحادثة في قوله تعالى ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ).
فتح بيت المقدس
واقعة بيت المقدس كانت من بين علامات الساعة الصغرى وفقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:”عْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ”
وقد فُتح بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العام السادس عشر من الهجرة.
ظهور نار من الحجاز
من بين العلامات الأخرى التي حدثت وانتهت خروج نار من الحجاز وتحديدًا من شرق المدينة المنورة، وقد وقع ذلك في العام 654هـ للهجرة، وتعد علامة تحدث عنها العديد من العلماء من بينهم الإمام النووي.
انتشار الموت بين المسلمين
من بين علامات الساعة القديمة الموت المنتشر بين المسلمين، فعند انتشار الطاعون في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أدى ذلك إلى موت 25 ألف مسلم وقد عُرف بطاعون عمواس.
العلامات التي وقعت ولازالت مستمرة
انتشار الفتوحات والحروب
يعد انتشار الحروب والفتوحات من علامات الساعة الصغرى التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم إذ قال في حديثه:”إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فلا كِسْرَى بَعْدَهُ، وإذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فلا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُما في سَبيلِ اللَّهِ”، وقد أشار في هذه الحديث عن انتصار المسلمين وهلاك ملك كسرى وقيصر.
كما بشر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمزيد من الفتوحات وتوسع الدولة الإسلامية إذ قال في حديثه:”إنَّ اللَّهَ زَوَى لي الأرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها، وإنَّ أُمَّتي سَيَبْلُغُ مُلْكُها ما زُوِيَ لي مِنْها، وأُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأحْمَرَ والأبْيَضَ”.
انتشار الفتن
من أبرز علامات الساعة الصغرى التي لازالت مستمرة انتشار الفتن، وقد قال عنها الرسول صلى الله عليه أن الفتن تنتشر إلى الحد الذي يجعل الرجل يتمنى الموت عند مروره بالقبور، إذ قال في حديثه:”لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بقَبْرِ الرَّجُلِ فيَقولُ: يا لَيْتَنِي مَكانَهُ”.
انتشار الدجالين وأدعياء النبوة
من بين العلامات الصغرى الأخرى انتشار الدجالين الذين يدعون النبوة وهذا ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه:”لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذّابُونَ قَرِيبٌ مِن ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنَّه رَسولُ اللَّهِ”.
وقد انتشر العديد من مدعي النبوة من أبرزهم مسليمة الكذاب، إلى جانب الحارث الكذاب في عهد الدولة الأموية.
ضياع الأمانة
أشار الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من بين علامات الساعة وهي العلامات الصغرى ضياع الأمانة حيث قال في حديثه الشريف:”فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قيلَ: كيفَ إضَاعَتُهَا؟ قالَ: إذَا وُسِّدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ”.
كثرة الأموال وانتشار التجارة
من بين علامات الساعة الأخرى كثرة الأموال والتجارة حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه:”أُعدُدْ ستًّا بين يدي الساعةِ: -منها- استفاضةُ المالِ حتى يُعطَى الرجلُ مئةَ دينارٍ، فيظلُّ ساخطًا”.
انقلاب الحقائق
من أبرز علامات الساعة الصغرى الأخرى أن الحقائق تنقلب حيث يُكذب الصادق ويُصدق الكاذب، كما أن الخائن يؤتمن ويُخوّن الأمين، وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديثه:”سَيأتي على الناسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فيها الكَاذِبُ، و يُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ، و يُؤْتَمَنُ فيها الخَائِنُ، و يُخَوَّنُ فيها الأَمِينُ”.
انتشار الجهل
من بين علامات الساعة الأخرى اندثار العلم وتفشي الجهل والبدع، فقد أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه:”إنَّ بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أيَّامًا، يُرْفَعُ فيها العِلْمُ، ويَنْزِلُ فيها الجَهْلُ”.
انتشار الخسف والقذف والمسخ
من بين العلامات الأخرى وقوع الخسف والقذف والمسخ حيث أشار الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه:”يَكونُ في آخِرِ هذِهِ الأمَّةِ خَسفٌ ومَسخٌ وقَذفٌ، قالَت: قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أنَهْلِكُ وفينا الصَّالحونَ؟ قالَ: نعَم إذا ظَهَرَ الخبَثُ”.
وينتشر الخسف والقذف والمسخ بين من يكثرون من المعاصي وفعل المحرمات، والخسف العذاب والهلاك الذي ينزله الله على العصاة.
أما عن القذف فيعني سقوط الحجارة من السماء، بينما المسخ فقد اختلف العلماء في تحديد معناه، فقيل أنه مسخ قلوب العصاة حيث لا يمتلكون القدرة على التمييز بين الحق والباطل، وقيل أن الله يجعلهم مثل الخنازير والقردة مثل المسخ الذي وقع في أصحاب السبت.
العلامات التي لم تقع بعد
انتفاخ الأهلة
يعد انتفاخ الأهلة من بين العلامات التي لن تحدثن وانتفاخ الأهلة المقصود به كبر حجم الهلال عند رؤيته ورصده، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه:”مِنَ اقترابِ الساعَةِ انتفاخُ الأهِلَّةِ”.
عودة جزيرة العرب مروج وأنهار
من بين علامات الساعة الأخرى أن جزيرة العرب ستتحول من صحراء إلى مروج وأنهار حيث ينتشر فيها الزراعة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه:”لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَكْثُرَ المالُ ويَفِيضَ، حتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بزَكاةِ مالِهِ فلا يَجِدُ أحَدًا يَقْبَلُها منه، وحتَّى تَعُودَ أرْضُ العَرَبِ مُرُوجًا وأَنْهارًا”.
تكليم السباع والإنس
تحدث السباع مع الناس من بين العلامات التي أخبر بها صلى الله عليه وسلم حيث قال في حديثه:”والَّذي نفسي بيدِهِ لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تُكلِّمَ السِّباعُ الإنسَ”.
انحسار الفرات عن جبل من ذهب
أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن اقتتال الناس بعد انحسار الفرات عن جبل من ذهب، ومن كل 100 شخص يُقتل 99 شخص، وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديثه:”لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَحْسِرَ الفُراتُ عن جَبَلٍ مِن ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ النَّاسُ عليه، فيُقْتَلُ مِن كُلِّ مِئَةٍ، تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، ويقولُ كُلُّ رَجُلٍ منهمْ: لَعَلِّي أكُونُ أنا الذي أنْجُو”.
كما أنه من بين علامات الساعة الصغرى الأخرى والتي لم تقع بعد: