كلمة الزلازل هي إحدى الكلمات المخيفة التي تضطرب لها القلوب، وتسبب الرعب الشديد في نفوس الأشخاص، وقد يصاب البعض بالنوبات العصبية أو القلبية عند حدوث الزلزال من هول وشدة الأمر، مما يجعل البعض يتساءلن هل الزلازل غضب من الله -سبحانه وتعالى- والإجابة جاءت من قبل العلماء عن هذا الأمر: أنه لا يمكن الجزم بأن حدوثها غضب وسخط من الله -سبحانه وتعالى-، وقد أكد الفقهاء أن حدوث الزلزال هو لحكم يعرفها الله -سبحانه وتعالى-، لكن في نفس الوقت قد تكون إشارة على غضب وعقاب من الله للظالمين من عباده.
فهي من الأشياء المخيفة التي تعبر عن قدرة الله -عز وجل- وتبين مدى ضعف الإنسان وقلة حيلته في مواجهتها مهما تقدم العلم، وقد ورد في الآيات القرآنية أن الله عذب بعض المشركين والقوم الظالمين بالزلزال وخسفهم من على الأرض.
هناك العديد من الأقوال التي جاءت بخصوص الزلزال من قبل العديد من العلماء، فمنهم من قال أنه تخويف وإنذار للمؤمنين بالتوبة إلى ربهم ومن مقال أنها إهلاك الظالمين بالذنوب والمعاصي ومن بين أقوال العلماء ما يلي:
قال ابن تيمية: والزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده، كما يخوفهم بالكسوف وغيره من الآيات. والحوادث لها أسباب وحكم، فكونها آية يخوف الله بها عباده هي من حكمة ذلك.
قال ابن القيم: ومن تأثير معاصي الله في الأرض، ما يحل بها من الخسف والزلازل.
وذكر ابن أبي الدنيا حديثا مرسلا: «إن الأرض تزلزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضع يده عليها، ثم قال: اسكني، فإنه لم يأن لك بعد، ثم التفت إلى أصحابه، فقال: إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه، ثم تزلزلت بالناس على عهد عمر بن الخطاب، فقال، يا أيها الناس؛ ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه، والذي نفسي بيده لئن عادت لا أساكنكم فيها أبدا». وفي مناقب عمر لابن أبي الدنيا «أن الأرض تزلزلت على عهد عمر، فضرب يده عليها، وقال: ما لك؟ ما لك؟ أما إنها لو كانت القيامة حدثت أخبارها، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا كان يوم القيامة فليس فيها ذراع ولا شبر إلا وهو ينطق».
الزلازل هي إحدى الظواهر الطبيعية التي تذكرك بقدرة الله -سبحانه وتعالى-، وهي تنبيه للغافلين بأن الله قادر على كل شيء وإدارة تدابير الكون وإنزال الكوارث على البشر، لكنها لا تعد تعذيباً للبشر حيث أن تعذيب الله لا يمكن تصورهن ودائمًا ما نسأل الله العفو والرحمة، أما عن أسباب حدوث الزلازل منها:
هناك العديد من أنواع الزلازل والتي تم تصنيفها بناءً على سبب الحدوث ومنها:
حدوث الزلازل والبراكين يرتبط بالعديد من الظواهر الكونية الطبيعية التي تحدث داخل باطن الأرض، منها حركات طبقات الأرض، بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الصهارة داخل النواة الداخلية للأرض.
لكن في الفترة الماضية كثر عدد الهزات الأرضية والتعرض إلى الزلازل مما جعل بعض الفقهاء يفسرون ذلك الأمر على أنه دليل على اقتراب الساعة وقد أكد ذلك الشيخ الجليل حيث قال: عبد الله بن حوالة -رضي الله عنه- قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حول المدينة على أقدامنا… الحديث، وفي آخره: ثم وضع يده على رأسي – أو على هامتي، ثم قال: “يا ابنَ حَوَالَةَ! إذا رأيتَ الخِلافةَ قد نَزَلَتِ الأرضَ المُقَدَّسَةَ، فقد دَنَتِ الزلازلُ، والبَلابلُ، والأمورُ العِظامُ، والساعةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ من الناسِ من يَدِي هذه مِن رأسِكَ.