من لم يقضي رمضان ، شهر رمضان المبارك الذي فيه الكثير من الخير الذي ينتظر الصائمين في هذا الشهر الكريم، من مغفرة للذنوب، ورحمات، ونفحات من الله سبحانه وتعالى لعباده، كما خصص لهم لله باب الريان في الجنة ليدخلوا الجنة منه يوم القيامة، فما حكم من لم يقض صيام أيامه من شهر رمضان حتى أدركه شهر رمضان التالي، هذا ما سنعرضه اليوم من خلال هذا المقال من موسوعة.
صيام شهر رمضان هو الامتناع عن تناول الطعام، والشراب، والامتناع عن جميع المفطرات الأخرى خلال وقت محدد منذ وقت الفجر إلى وقت الليل بغروب الشمس عند سماع أذان المغرب.
والصيام في الأساس هو الإمساك، والامتناع عن الشيء، فإذا امتنعت عن شيء فقد صمت عنه.
قد فرض الله تعالى صيام شهر رمضان المبارك على المسلمين تدريجيًا على مراحل مختلفة، فكان في أول الأمر مقرر على المسلمين صيام يوم عاشوراء، ثم بعد ذلك فرض الله عليهم صيام شهر رمضان المبارك، ولكنه كان اختياريًا بين الصيام، والكفارة؛ فإذا لم تقوم بالصيام فقم بدفع الكفارة عن ذلك اليوم الذي أفطرت فيه، وفي المرحلة الثالثة والأخيرة قد فرض الله صيام شهر رمضان المبارك ولم يكن اختياريًا بين الصوم والكفارة، وصيام هذه المرحلة هو الصيام بالصورة التي نصوم بها نحن الآن في أيامنا.
قد أورد الله سبحانه وتعالى آيات فرض الصيام لشهر رمضان المبارك في جميع مراحله في سورة البقرة، وهذه الآيات هي:
فرضه في المرحلة الأولى
قال الله سبحانه وتعالى في الآية رقم 183 من سورة البقرة:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
فرضه في المرحلة الثانية
قال الله تعالى في القرآن الكريم في الآية رقم 184 من سورة البقرة:” أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”.
فرضه في المرحلة الثالثة
قال الله عز وجل في الآية رقم 185 من سورة البقرة:” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.
أباح الله تعالى الفطر لعباده في بعض الحالات تيسيرًا لهم، وهذه الحالات هي:
المسافر
إذا وجد في سفره أثناء صيامه في شهر رمضان مشقة، وإذا لم يجد مشقة فقد أباح له الله تعالى الفطر، وأوجب عليه القضاء.
المريض بمرض يُرجى البرء منه
المريض الذي يمكن أن يُشفى من مرضه إذا قام بالفطر، وأوجب الله تعالى عليه القضاء.
المرأة الحامل، والمرأة المرضع
إذا سبب لهما الصيام أذى، أو لأطفالهما.
المرأة الحائض، والمرأة النفساء
حرم الله تعالى الصيام على المرأتين الحائض، والنفساء، وأوجب عليهما القضاء.
المريض بمرض لا يُرجى البرء منه
إذا كان المسلم مريض بمرض مزمن ليس له علاج في الوقت الحالي، مثل السرطان، والسكر؛ فإنه يفطر، ولك تجب عليه الكفارة، وليس القضاء، وهي إطعام مسكينًا عن كل يوم أفطر فيه.
كبار السن الذي يشق عليهم الصيام
أباح الله لهم الفطر لآن الصيام يشق عليهم، ويضرهم بسبب مرضهم، أو ضعف كبر السن، وليس عليهم القضاء بل عليهم دفع الكفارة.
أجمع الجمهور من العلماء، والفقهاء على أنه قد ارتكب إثمًا عظيمًا؛ لأنه ترك قضاء ما عليه من أيام قد أفطر فيها في شهر رمضان حتى أدركه رمضان التالي، فإنه يجب عليه التوبة أولًا، ثم عليه صيام الأيام التي أفطر فيها في شهر رمضان السابق مع إلزامه بدفع كفارة وهي إطعام مسكينًا عن كل يوم أفطر فيه.