ملك النصاب هو ؟، سؤال نوضح لك إجابته في هذا المقال من موسوعة، وهو من أبرز الأسئلة الخاصة بفرض الزكاة التي تعد من بين أركان الإسلام الخمس، ويشير مفهوم الزكاة في اللغة إلى النماء والزيادة، أما عن مفهوم المصطلح فيشير إلى إخراج مبلغ من المال للمحتاجين وهم 8 فئات ذُكروا في القرآن الكريم في سورة التوبة (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
وقد فرض الله عز وجل الزكاة في نفس العام الذي فرض فيه الصيام وهو العام الثاني من الهجرة، والتزام المسلم بإخراج الزكاة لا يدل على مدى إيمانه بالله فقط وإنما يدل على إيمانه باليوم الآخر (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ).
مفهوم ملك النصاب
يشير مفهوم ملك النصاب إلى المبلغ المحدد من المال لإخراجه في الزكاة والذي يجب ألا يقل أو يزيد عنه، وكذلك بالنسبة لزكاة الطعام أو زكاة الأنعام.
يتطلب ملك النصاب شرطين وهما ما يلي:
يجب ألا يكون ملك النصاب سواء في المال أو في الطعام يحتاجه المسلم في الأصل، فيشترط زيادته عن حاجته الأساسية.
يجب أن يمضي على نصاب زكاة المال حول هجري كامل حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها :”لا زكاةً في مالٍ حتى يحولَ عليه الحولُ”.أما عن نصاب زكاة الطعام فيجب أن يتم إخراجه يوم حصاده، وذلك وفقًا للآية الكريمة من سورة الأنعام (كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ).
مقدار النصاب في النقدين
في حالة إخراج زكاة الذهب سواء في شكل مال أو سبائك أو حلي فإن مقدار النصاب المطلوب 85 جرام.
في حالة إخراج زكاة الفضة سواء في شكل نقود أو سبائك أو حلي فإن المقدار المطلوب في النصاب 595 جرام.
مقدار النصاب في الثمار
وفقًا للحديث النبوي الشريف :” ليسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ أوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ”، فإن مقدار النصاب في الثمار 5 أوسق، والوسق الواحد يعادل 61 صاع.
كما أن مقدار الصاع الواحد يعادل 2035 جرام، وبالتالي فإن المقدار المطلوب في نصاب الثمار 300 صاع.
أما إذا كانت تكاليف الثمار تشمل سقايتها بماء الأمطار فإن مقدار النصاب نصف العشر، أما إذا كانت لا تشمل السقاية فإن مقدار النصاب عشر.
وذلك وفقًا للحديث النبوي الشريف :” فيما سقَتِ السَّماءُ والأنهارُ والعُيونُ، أو كانَ بَعلًا العُشرُ وما سُقِيَ بالسَّواني والنَّضحِ، نِصفُ العُشرِ”.
مقدار النصاب في الأنعام
في حالة إخراج الزكاة في الأبقار والأغنام والإبل فيجب أن تكون سائمة أي ترعى محاصيل الأرض، ويمكنك التعرف على مقدار النصاب في هذه الأنعام فيما يلي:
مقدار النصاب في الأغنام
في حالة زكاة الغنم يجب ألا يقل مقدار النصاب عن 40 من الغنم.
وإذا كان هناك أكثر من 40 غنم فيجب أن تشتمل على شاة واحدة في كل أربعين من الغنم، حتى يكون العدد الإجمالي 121.
إذا كان عدد الغنم يزيد عن 120 فيجب أن يشتمل العدد على شاتان حيث يكتمل العدد إلى 200.
إذا كان العدد 201 فيجب زيادته إلى 300 على أن يشتمل على 3 شياه.
مقدار النصاب في الأبقار
يجب ألا يقل مقدار النصاب في الأبقار عن 30 بقرة.
إذا كان المقدار 30 بقرة فيجب أن يشتمل على تبيع.
أما إذا كان مقدار النصاب 40 بقرة أن فيجب أن يشتمل العدد على بقرة بلغت عامين وهي البقرة المسنة.
إذا كان العدد يزيد عن 40 فيجب أن تشتمل 30 بقرة على تبيعة و40 بقرة على مسنة.
مقدار النصاب في الإبل
يجب ألا يقل عدد الإبل عن 5، أما إذا كان عدد الإبل يزيد عن 5 فيجب أن يشتمل في كل 5 من الإبل على شاة إلى أن يصل إلى 20 إبل.
إذا كان عدد الإبل 25 فيجب أن تشتمل على أنثى مخاض، أما إذا كان عدد الإبل 36 فيجب أن يشتمل العدد على أنثى لبون.
أما إذا كان عدد الإبل 46 فيجب أن أن يشتمل العدد على حقّة.
إذا بلغ مقدار النصاب 76 فيجب أن يشتمل على أنثى لبون.
في حالة أن مقدار النصاب يبلغ 91 فيجب أن يشتمل على حقتين.
أما إذا كان مقدار النصاب 121 فيجب أن يشتمل على 3 إناث لبون.
أما إذا كان العدد يزيد عن 121 فيجب أن يشتمل على أنثى لبون في كل أربعين من الإبل وحقة واحدة في كل خمسين من الإبل
مقدار النصاب في الركاز
يشير مفهوم الركاز إلى الأموال المستخرجة من الأرض، إلى جانب الذهب والفضة والأسلحة والأواني حيث يُدفنوا في الأرض .
يبلغ مقدار النصاب في الركاز الخمس، وذلك وفقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:” في الرِّكازِ الخمُسَ”.
مقدار النصاب في المعادن
يُطبق حكم النصاب في النقدين من الذهب والفضة على حكم النصاب في المعادن، حيث يفترض إخراج ربع العشر من المعادن.
لا يشترط في نصاب المعادن أن يمضي عليه حول هجري كامل مثل النقدين، وقد أجمع على ذلك جمهور الفقهاء.
وقد كان إخراج أنواع المعادن في الزكاة موضع خلاف بين الفقهاء، ويمكنك الإطلاع على آراء الفقهاء الأربعة في هذا الأمر:
الحنابلة: أجاز الحنابلة إخراج مختلف أنواع المعادن كزكاة على أن تكون ذات قيمة.
الحنفية: ذهب الحفنية في وجوب إخراج زكاة المعادن من الأنواع التي تنطبع بالنار.
الشافعية: ذهب الشافعية في وجوب إخراج زكاة المعادن من الذهب والفضة فقط، وقد اتفق مع حكم هذا المذهب المالكية.
مقدار النصاب في العروض التجارية
تعد عروض التجارة من بين فئات نصاب الزكاة والتي تشمل ما يلي:
المشغولات الذهبية والفضية.
المحاصيل الزراعية.
الحيوانات.
الأراضي العقارية.
السيارات.
المعدات.
ويشترط في إخراج زكاة العروض التجارة ما يلي:
يجب أن تكون مملوكة لصاحبها بالكامل.
يجب أن يمضي عليها حولان الحول.
يجب أن يعادل مقدار النصاب فيها مقدار نصاب الذهب والفضة.
يشترط أن ينوي صاحبة المتاجرة فيها.
الفئات المستحقة للزكاة
ذكرنا مسبقًا أن هناك 8 فئات يتوجب إخراج الزكاة لها ونوضحهم لك بالتفصيل فيما يلي:
الفقراء والمساكين
فالفقراء هم ما لا يجدون مالاً لتلبية حاجاتهم الأساسية من الطعام والشراب والملبس والسكن.
كما أن المساكين من الفئات المحتاجة لأنها لتمتلك المال الكافي لتلبية حاجاتها.
العاملون عليها
وهم من يتولون جمع الزكاة ويجمعوها ومن ثم يقومون بتوزيعها على الفئات المستحقة، ويحصلون على قيمة من الزكاة مستحقة لعملهم.
المؤلفة قلوبهم
وهم من دخلوا في الإسلام ولكنهم غير صادقين في إيمانهم، فيحصلون على مقدار من الزكاة من أجل تثبيتهم في الإسلام ولتقوية إيمانهم بالله.
في الرقاب
وهم الأسرى الذي هم بحاجة إلى المال من أجل عتق أنفسهم.
الغارمون
وهم المدينون الذين لا يجدون المال الكافي لسداد ديونهم.
في سبيل الله
وهم المجاهدون في سبيل الله الذين لا يستفيدون من بيت المال، وهم بحاجة إلى المال لشراء الأسلحة.
ابن السبيل
وهم المسافرون الذي تعرض لسرقة أمواله أثناء السفر أو حدثت له مشكلات في السفر ترتب عليها استغراق فترة طويلة في السفر وبالتالي نفدت أموالهم.
وفي ختام هذا المقال نكون قد أوضحنا لك إجابة سؤال “ملك النصاب هو؟”، كما استعرضنا لك شروط ملك النصاب، ومقدار ملك النصاب المفروض في النقدين والثمار والأغنام والركاز والمعادن والعروض التجارية، فضلاً عن الفئات المستحقة في الزكاة.
ويمكنك الإطلاع على المزيد من المعلومات عن الزكاة في المقال التالي من الموسوعة العربية الشاملة: