إن كنت تتساءل ما هي علامات ليلة القدر الصحيحة وكيف يُمكن الاستدلال عليها ؟ تابعنا في المقال الآتي ، مع حلول شهر رمضان الفضيل شهر الخير والبركات .. شهر الخير واليُسر ينتظر المسلمون جميعاً حلول ليلة القدر المباركة .. الليلة التي أُنزل بها القرآن الكريم و أخبرنا عنها المولى في كتابه العزيز بأنها خيراً من ألف شهر وذلك يقوله تعالى في سورة القدر “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ*
فليلة القدر من الليالي المباركة التي ينتظر المسلمون قدومها للتمتع بأجوائها الروحانية السامية التي تصعد بأرواحهم إلى أعالي السماء مستغفرة عسى أن يغفر الله لهم ذنوبهم ويكتبهم من الأتقياء الصالحين في الدنيا والآخرة، وقد ثبّت في السُنة النبوية الشريفة أنها من الليالي الوترية الفردية في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك حيثُ ورد عن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها قولها ” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ”.
ويستشعر المسلمون حلول ليلة القدر من خلال بعض العلامات الروحانية الخالصة التي تشعر بها قلوبهم قيل أن تستشعرها أجسامهم، وللتعرف على علامات ليلة القدر الصحيحة تابعونا في السطور التالية من موسوعة.
ما هي علامات ليلة القدر الصحيحة
تعددت الكثير من الأقاويل حول سبب تسميتها بهذا الاسم فقد أرجع الكثيرين ذلك إلى كون كلمة “القدر” تُشير إلى معاني الرفعة والشرف والترفع عن كل سوء،كما عمد آخرون إلى أنه قد تمت تسميتها بليلة القدر نظراً لقدرها الشريف وقيمتها العالية لدى المولى ـ عز وجل ـ .
كما أوضح آخرين أنها قد سُميت بذلك لأن الله ـ عز وجل ـ قد أنزل فيها كتابه العزيز “القرآن الكريم” فكان خير قدراً للإسلام والمسلمين على وجه الأرض، وكذلك لأنها الليلة التي يُقدر الله ـ سبحانه وتعالى ـ أقدار وأرزاق عباده في الدنيا.
وعلى الرغم من تعدد مُسببات التسمية التي قد تكون جميعها صحيحة بقدر كبير إلا أن المُتفق عليه من كافة المسلمين أن لهذه الليلة المباركة فضل عظيم وقدر شريف عند الله ـ عز وجل .
لذا يجب أن يُحسن المسلمون قيامها من خلال التقرب إلى الله عز وجل بالدعاء والاستغفار وقيام الليل خشوعاً وقراءة القرآن ليكتبهم ربهم من قائمين الليل عملاً صالحاً بإذن الله.
كيف استدل على ليلة القدر
وإن كنت تتساءل كيف يُمكنني أن استدل على ليلة القدر فإليك بعض العلامات التي أتفق عليها علماء المسلمين وفقاً لما حدثنا به النبي الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
تكون سمائها ساكنة صافية ذات جواً معتدلاً غير حار ولا بارد، وتخرج الشمس في صباح اليوم التالي دون شعاع وكأنها القمر في ليلة البدر، فشعاع الشمس هو الضوء الذي نستطيع رؤيته عند بداية شروقها والذي يكون شبيهاً بالقضبان أو الحبال التي تبدو وكأنها تنظر إليك مُقبلةً، وذلك لقول النبي محمد ـ ” أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا “.
يشعر خلالها المؤمنون بالراحة وسكينة القلب والطمأنينة التي تسود نفوسهم، ويجدون خلالها متعة في أداء الطاعات والعبادات كما ليس قبلاً، ذلك لنزول عدد لا يُحصى من الملائكة من عند الله بالسكينة والطمأنينة على المسلمين، وذلك لقوله تعالى في كتابه العزيز: ” تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ” .
لا يُمكن أن تهب أية رياح أو يظهر سحاب أو نجوم في السماء، وتخرج الشمس صافية دون أشعة لها، وذلك لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ” ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ ، ولَا سَحابَ فِيها ، ولَا مَطَرٌ ، ولَا ريحٌ ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ “.
تحل ليلة القدر على المسلمين في أحد الليالي الوترية خلال العشر الأواخر من شهر رمضان وذلك لقول النبي : ” وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ “.
تكون ليلة القدر ليلة فردية في أحدج الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان، وذلك وفقاً لما حدثنا به النبي محمد في حديثه ” إنِّي كُنْتُ أُجاوِرُ هذه العَشْرَ ثمَّ بدا لي أنْ أُجاوِرَ هذه العَشْرَ الأواخرَ ومَن كان اعتكَف معي فليلبَثْ في معتكَفِه وقد أُريتُ هذه اللَّيلةَ فأُنسيتُها فالتمِسوها في العَشْرِ الأواخرِ في كلِّ وِتْرٍ وقد رأَيْتُني أسجُدُ في ماءٍ وطينٍ “.
تكون ليلة القدر خير ليالي الشهر الكريم لقول النبي: ” دخلَ رمضانُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ هذا الشَّهرَ قَد حضرَكُم وفيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شَهْر، من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ، ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ”، ويُستحب أن يدعو فيها المؤمن ربه بالعفو وذلك وفقاً لرواية السيدة عائشة عن حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما سألته ” يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي” ، كما ورد أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ من رمضانَ، قال نافعٌ: وقد أراني عبدُ اللهِ رضيَ اللهُ عنهُ المكانَ الذي كان يعتكفُ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من المسجدِ