نستقبل في خلال أيام قليلة شهرًا هو أعظم الشهور عند الله تعالى، ففيه أنزل القرآن دستور الأولين والآخرين، وفيه أعظم انتصارات الإسلام والمسلمين، فماذا علينا أن نفعل لنفوز بالثواب العظيم في هذا الشهر الكريم، في هذا المقال سنذكر خطبةً مختصرةً عن كيفية استقبال رمضان، مع نصائح مختصرة للفرد المسلم حتى نعرف معًا كيف نستقبل رمضان، فتابعونا على موسوعة.
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد إخوتي في الله:
فبعد أيام قليلة يظلنا شهر كريم مبارك، زائر خفيف ما يلبث أن يأتي حتى يذهب، وما يبرح أن يأتي حتى ينقضي، فهو أيام معدودات كما قال الله تعالى في كتابه الكريم.
إن لم يكن فيه من فضل سوى نزول القرآن فيه لكفاه ذلك فضلًا، ولكان بذاته بركةً وخيرًا، ولكنه شهر فيه من الفضائل الكثيرة التي لا تحصى، والتي لا تتزاحم، حيث يمكن للمسلم أن يقطف منها ثمرةً من كل بستان، من قراءة القرآن، وصيام النهار، وقيام الليل، وذكر الله في البكرة والعشي، هذا فضلًا عما اختصت به هذه الأمة من أعظم ليلة في العام كله، وهي ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
لقد فرض الله تعالى علينا الصوم كما فرضه على الأمم السابقة، فيقول تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. أيامًا معدودات “، فقد ذكر الله تعالى فض الصوم على باقي الأمم ونبه على أن شهر رمضان يمر علينا مرور الكرام.
فعلينا أيها الأحباب أن ندرك الغرض من الصوم ومفهومه الذي من أجله شرعه الله، وإلا فهو جوع بلا معنى، وعطش بلا فائدة، ومن جميل ما كتب في ذلك ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي: الصوم حرمان مشروع، وتأديب بالجوع، وخشوع لله وخضوع. لكل فريضة حكمة، وهذا الحكم ظاهره العذاب، وباطنه الرحمة، يستثير الشفقة، ويحض على الصدقة، ويكسر الكبر، ويعلم الصبر،ويسن خلال البر، حتى إذا جاع من ألف الشبع، وحرم المترف أسباب المتع، عُرف الحرمان كيف يقع، وألم الجوع إذا لَذَع.
ومع كل فضائل هذا الشهر الكريم لا تنسوا أحبتي في الله إخلاص النية لله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى…:”، فالنية سلاح ذو حدين، فيمكنها أن تحول العمل الصالح إلى طالح كحديث أول من تسعر بهم النار يوم القيامة: قاريء أراد أن يقال عنه قاريء، ومجاهد أراد أن يقال شجاع…ويمكن للنية كذلك أن تحول العمل المباح إلى عمل صالح عليه ثواب كبير، فمثلًا ممارسة الرياضة، فلو نويت أن تصون نفسك عن الانحراف، وأن تقوي بدنك عملًا بحديث المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف…فلك إن شاء الله تعالى أن تكتب كل دقيقة مارست فيها الرياضة في ميزان حسناتك عند الله تعالى، فأخلصوا النية لله عز وجل.
عباد الله ألا إن لله في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا الله، ومن هذه نفحات شهر رمضان المبارك، فقد خاب وخسر والله من أدرك رمضان ولم يغفرله، فأدرك شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران.
نسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان، وأن يتقبل منا الصيام والقيام، والركوع والسجود، وأن يعيننا على طاعته، وأن يحفظنا من معصيته، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
إليكم بعض النصائح التي يمكننا أن نستقبل بها رمضان:
كان ذلك حديثنا اليوم عن شهر رمضان. نسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان، وأن يجعلنا من المقبولين فيه، أن يوفقنا لطاعته، وأن يحشرنا مع النبي الكريم سيد الأولين والآخرين، وصلَّ اللهم على سيدنا محمد وعلى وصحبه أجمعين. ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار. تابعنا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.