“هل قطرة الأذن تفطر أو لا ؟” سؤال سنجيبكم عليه في هذا المقال وهو من بين الأسئلة التي تتردد على ألسنة الكثيرين ممن يتعالجون بهذه القطرة التي تستخدم في علاج التهاب الأذن الخارجية، وهي تعمل على تخفيف الآلام الناتجة عن هذه الالتهابات حيث أنها تكافح البكتيريا والفطريات المسببة للالتهابات والتي تحدث بسبب عوامل أخرى مثل الحساسية والتهاب الجيوب الأنفية، كما أنها تعالج تراكم المادة الشمعية التي تسبب انسداد الأذن.
وعلى الجانب الآخر يخشى البعض من استخدام هذه القطرة والتي قد تسبب في إفساد الصيام في حالة استخدامها لأنها تدخل في جوف الأذن، فهل يجوز استخدامها أثناء الصيام أم أنه من الواجب استعمالها بعد الإفطار ؟، هذا ما سنعرفه من خلال موسوعة.
هل قطرة الأذن تفطر أو لا
أفتى مجمع الفقه الإسلامي بأن استخدام قطرة الأذن يجوز استخدامها أثناء الصيام ولا تفسده، ولكن ذلك يكون في تفادي الصائم ابتلاع ما ينزل منها إلى الجوف والتخلص منها عبر لفظها من الفم إذا استطاع ذلك، وذلك يُقاس أيضًا على قطرة الأنف أو غسول الأذن أو بخاخ الأنف أو قطرة العين، ولكن هناك بعض الفقهاء الذين أفتوا بعدم جواز استخدام هذه القطرة أثناء الصيام لأنها تفسده عندما تبلغ الحلق.
وعن سبب عدم إدراج قطرة الأذن ضمن مبطلات الصيام فقد أشار الشيخ محمد بن صالح العثيمين أن الأذن غير الفم لا يستخدم للمأكل والمشرب، وكذلك بالنسبة لقطرة الأنف وقطرة العين والبخاخ فقد أفتى أهل العلم بأن هذه الوسائل لا تعد من المفطرات لأنها لا تهُضم أو تصل إلى المعدة، كما أتفق مع هذا الحكم الإمام ابن باز ولكنه أشار إلى أن قطرة الأنف هي من تفطر وتعد مثل الفم منفذ للطعام والشراب، وذلك استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم”وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما“.
وقد ذهب المذهب الشافعي إلى عدم جواز استخدام قطرة الأذن لكونها تصل إلى جوف الصائم وكل ما يصل إلى الجوف يفسد الصيام، وفي تلك الحالة يجب على الصائم قضاء ذلك بعد رمضان.
ونظرًا للخلاف بين الفقهاء في هذا الحكم، فإنه من الأفضل على الصائم استخدام قطرة الأذن عقب الإفطار، ولكن في حالة استخدامها للضرورة القصوى إذا تفاقمت حالة المريض فيجوز له استخدامها في تلك الحالة وتفادي بلع منها ما ينزل إلى جوفه.