قصة ياجوج وماجوج هي من القصص التي أثارت جدلاً واسعاً منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا، فقد نجد بها العديد من العِظات والعِبر التي من شأنها أن يستفيد بها العباد، وتجدر الإشارة هنا إلى قصتهم والتي تتجلى فيها قدرة الله وعظمته في الحد من شرور هؤلاء القوم، وكذا فنجد أن تسميتهم هي من التي تُثير دهشة العديد من الأشخاص و التي قيل أنها ترجع إلى الأجاج و هو الماء شديد الملوحة.
كما أنهم من الأسماء الأعجمية التي تندرج من نسل ولد يافث بن نوح، فيما نجد أن ظهور هؤلاء القوم علامة من علامات آخر الدنيا وإنذار باقتراب موعد يوم القيامة، فهيا بنا نصحبكم في جولة نقص فيها عليكم قصة يأجوج ومأجوج من خلال هذا المقال الذي تُقدمه لكم موسوعة، تابعونا.
يُحكى أن في ذات العصور والأزمان كان يوجد قوم أشرار الطباع يبطشون ويقتلون ويضربون في الخلق، وقد اشتكى الناس إلى الملك الصالح وهو الذي جاء في تلك القصة التي ذُكرت في القرآن الكريم تحت اسم ذو القرنين، فقد أوحي الله له بان يبني سد بين القوم وبين هؤلاء القوم، فقد قام الملك الصالح قومه بأن يأتون له بمواد البناء التي لا يستطيع هؤلاء القوم أن يمروا من خلالها.
إذ أنه طلب من القوم بأن يأتوا له بالحديد وقام ببنائه بحيث يحصر يأجوج و مأجوج بين الجبلين عن طريق بناء سد من الحديد وأمر بأن ينفخ العمال بماده الكير الذي يُشعل النار، ثم ما لبس أن أمر القوم أن يصهروا له النحاس لكي يسد الفجوات التي توجد بين الحديد وذلك بأمر من الله تعالى” قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا،آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا”.
وقد احكم الملك بناء السد وحصر يأجوج ومأجوج بين جبلين إلى أن يشاء الله رب العالمين أن يظهرا هؤلاء القوم الذي يجلبون معهم الشرور والهلاك إلى الحياه، إذ قال رسول الله عنهم”لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون، قال نعم إذا كثر الخبث”.
فيما نجد أن يأجوج ومأجوج يظهرون في آخر الزمان في وجود المسيح الدجال وعيسى عليه السلام، ويذهب سيدنا عيسى والقوم الذي معه إلى جبل الطور، ويدعوا عيسى عليه السلام وقومه بأن يُخلصهم الله من هؤلاء القوم، وإذ بالله يُرسل عليهم الدودو يأكل رقاب يأجوج ومأجوج حتى تملأ الأرض بدماءهم فيبدأ القوم بالاستنجاد بالله بأن يُزيل هذا الآثر من الدماء الذي ملأ الأرض برائحته المتعفنة التي تبعث بروائح كريهه، إذ يستجيب الله تعالى لدعوه لمؤمنين وينزل غيث من السماء يغسل الأرض، كما أرسل الله الطير لكي تحمل المؤمنين وتأخذهم غلى حيث يشاء الله ويأمر الأرض بأن تنبت الأرض بالزرع والخيرات التي تعم على الجميع.