نقدم لكم اليوم قصة عمر بن عبد العزيز ، وهو ثامن الخلفاء الأمويين وخامس الخلفاء الراشدين حكم المسلمين لعدة سنوات بعد انتهاء العصر الراشدي، وكان يفعل الخير دائماً حيث في فترة حكمه للمسلمين قضى على الظلم والفساد وأصلح حال البلد، وكان دائماً يسعى لفعل الخير ومساندة المساكين والمظلومين، كما إنه رفض أن يُعذب الأسرى مهما كانت أفعالهم لأنه كان ضد التعذيب، ولا يصدق أن هذه أفعال إنسان نشأ على التعذيب وعلى كره الناس، إلى جانب إنه في طفولته تعرض للضرب من الخيل، فكان هذا فارقاً في حياته حيث جعل الناس يلقبونه بأشج بني أمية؛ وترك علامة على وجهه، ورغماً عن ذلك كان عمر بن عبد العزيز من الرجال الصالحين، وعبر موسوعة سوف نطرح قصته لكم.
كانت خلافة عمر بن عبد العزيز مميزة لأنه كان يسعى لطلب العلم وتحقيق المساواة والعدل، كما إنه عزل الولاة الظالمين الذين كانوا يعذبون الناس، ولم يكتفي بذلك فقط بل قام بمعاقبتهم، وأهتم بالعلوم الشرعية وأمر بكتابة الأحاديث النبوية الشريفة ولذلك أعده العديد من العلماء بأنه خامس خلفاء الراشدين.
ولد عمر بن عبد العزيز في المدينة عام 61 هجرياً، والده هو عبد العزيز بن مروان والذي كان والي لمصر في عام 65 هجرياً، وأمه هي ليلي بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وكان لديه العديد من الأخوات، حيث تربى عمر على جمع القرآن الكريم وحفظه وطلبه للعلم، كما إنه كان شديد التقوى والخوف من الله ويقال إنه كان يبكي عندما يتذكر الموت لأنه سيقف أمام الله عز وجل.
عندما كان عمر في سن العشرين حصل على أول ولاية له وتولى منطقة دير سمعان في حلب، وفي ولاية سليمان بن الملك جعل عمر بن عبد العزيز خليفة له لأنه كان شديد الإعجاب به وبأخلاقه وذكائه إلى جانب علمه الذي كان ينصح به الراشدين، وعندما مات سليمان بن الملك تولى عمر ولاية المدينة المكرمة في عام 78 هجرياً، حيث أصبح والياً على الحجاز بأكمله، وفي أول خطبة له دعا الناس للعلم والدين والتقوى، وجعل الناس يطيعوه لأنه كان يُطيع الله عز وجل وأخبرهم إن كانوا يروه لا يُطيع الله فلا يتبعه أحد منهم، بالإضافة إلي إنه تولى حكم مدينة الطائف في نفس الفترة الذي كان فيها والياً على المدينة المنورة.
سعى كثيراً أثناء فترة خلافته ليقدم للناس علماً يفيدهم وليقيم العدل بينهم، وكان يعمل بمبدأ الشورى، وقام بإرجاع الحق لأصحابه كالأراضي والمنازل التي أخذوها قوم بني أمية بالقوة، والكثير من الأعمال الذي قام بها عندما تولى الخلافة.
في قصة عمر بن عبد العزيز ورفضه تعذيب الأسرى الكثير من العبر فكان يسعى لتحقيق العدل والمساواة كان دائماً يرفض تعذيب المتهمين والمعتقلين ولكن كان يكتفي بمعاقبتهم فقط دون أن يلجأ إلى التعذيب، وكان يقوم بحبسهم حتى يموتون، بالإضافة إلي إنه كان يوفر لهم الطعام والشراب أثناء فترة حبسهم.
في إحدى الأيام تلقى رسالة من أحدى الولاة حيث كان مضمون الرسالة ينص على إنه قبض على رجل سرق مال لا يُحق له، فكان يستأذن الوالي عمر بن عبد العزيز في هذه الرسالة بتعذيب هذا الرجل حتى يدله على مكان المال، ولكن كان رد عمر عليه حاسماً وحاد وحكيماً، حيث قال له أتركه وشأنه وبالفعل قد أطلق سراح هذا الرجل ولما سأله لماذا أمرتني بذلك، قال له أن يلتقوا بالله بذنب السرقة أفضل من أن نلتقي به نحن بفضل تعذيبهم.
كثرت الروايات حول وفاته ولكن الرواية المتفق عليه إنه توفى عن طريق السم حيث قام احد من المقربين له بوضع السم في طعامه ليتخلصوا منه لأنهم في عهدو خسروا كثيراً من المكاسب التى تأتي بالطرق الغير مشروعة، وتوفي عمر بن عبد العزيز في عام 101 هجرياً.