قصة اهل الكهف بالتفصيل ، قرية ظالم أهلها، وملكاً ظالم يحكمها. يعبدون ما لا ينفعهم ولا يضرهم، ويقدسون بعضاً من الحجارة التي لا ترى ولا تسمع. وشباب يعبدون الله ويزيدهم سبحانه درجات عالية من الإيمان والتقوى. قصة اهل الكهف . تلك التي تتحدث عنها موسوعة اليوم في مقالها. حيث يمكننا أخذ الموعظة والحكمة والصبر من هؤلاء الفتيان، كما يمكننا من خلال قراءة هذا المقال أن نقوي إيماننا أكثر مما نحن عليه الآن، ونعلم أنه كان هناك من يقاتل ويقتل في سبيل الله وإحياء دينه.
في البداية كان هناك ملك ظالم يدعى دقيوس أو دقنيوس، وكان يحكم بلد تسمى طرسوس أو يقال أفسوس، وكان يعبد الأصنام ويجبر كل من حوله على عبادتهم بالعنف والقتال والترهيب. وكان هناك مجموعة من الشباب لم يتحدد عددهم فقيل في كتاب الله عز وجل ( سَيَقُولُونَ ثَلَٰثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًۢا بِٱلْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّىٓ أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَآءً ظَٰهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا) كانوا يعتنقون دين سيدنا عيسى عليه السلام، فهموا بالانصراف ومعهم كلبهم إلى كهف خارج مدينتهم خوفاً من بطش هذا الظالم أن يلحق بهم. وعلى الأرجح يقولوا المفسرين أن عددهم سبعة وثامنهم كلبهم ذلك لاعتبار أن كلمة (رجماً بالغيب) قامت بنفي العدد الأول والثاني.
ذُكر في كثير من الأحاديث أنهم كانوا من أبناء الملوك والأمراء، وصغار في العمر، ولكنهم تشبثوا كثيراً بالاحتفاظ بدينهم. كان الملك دائماً يمر على مدن الروم ليتابع أهلها حتى سمع بهؤلاء ليحضرهم إليه ويجبرهم على عبادة الأصنام والأوثان، وتقديم القرابين لهم وذبح الحيوانات كهدية لهم، ولكنهم تمسكوا بعقيدتهم إلا أن توعدهم بالقتل. وترك لهم فرصة ليرجعوا إليه عابدين أصنامه وذلك فقط لصغر سنهم وبأنهم غير مدركين مدى بطشه وأنه يستطيع أن يسفك دمائهم في لحظة واحدة.
إلى أن اتفق الفتية على الهروب لجبل خارج المدينة يدعى بنجلوس، وبالفعل نفذوا مخططهم وبدؤوا في ممارسة شعائر دينهم من الصلاة والدعاء والتودد إلى الله سبحانه وتعالى.
كانوا دائماً يضعون أحدهم حارساً للطعام ويسمى يمليخا، وفي الوقت الذي يذهب فيه إلى السوق يضع ثيابه الثمينة على الأكل، ويرتدي هو الثياب الممزقة متخفياً.
حدثت المعجزة الإلهية و نام الفتيه من شدة الإرهاق في الكهف ووضعوا كلبهم حارساً لهم على الباب، ولبسوا في نومهم هذا ثلاثمائة عام وازدادوا تسع سنوات. وكانت الشمس لا تزورهم ليلاً ولا نهاراً، حيث تشرق عن يمينهم وتغرب عن شمائلهم. ومن مر بجوارهم يصيبه حالة من الرعب حيث يتقلبون بشكل طبيعي كالنائمين، وكانت هي حكمة الله في تقلبهم حتى لا تهترئ أجسادهم.
واستفاقوا من نعاسهم وقد بدا عليهم آثار الزمن، وبدأوا يتساءلوا عن مدة نومهم فرد أحدهم ربما يوماً أو بعض يوم. إلا أن قطع أحدهم الحديث وطلب من يمليخا الذهاب للسوق متنكراً لإحضار الطعام، غير مدركين بأن الملك الظالم مات وبدله الله بالملك الصالح والقوم المؤمنين. فاكتشفوا الحقيقة وأن الله أحياهم مرة أُخرى بعد موتهم. وجاء الملك والناس لزيارتهم ولكن كان الله قد أخذ روحهم وماتوا، واقترح بعض الناس أن تبنى كنيسة على كهفهم هذا. والبعض الآخر طالب ببناء مسجد.