متى أقبلت العشر الاخيرة من رمضان اجتاحت النفس أحاسيس مختلفة فرحة بقدوم ليالي تحمل بينها هدية الرحمن للمسلمين ألا وهي ليلة القدر، وحزناً على اقتراب موعد رحيل الشهر الكريم. وما بين السعادة والحزن الجميع يسعى ويبذل قصارى جهده أملاً لنيل المغفرة والعفو عن ذنوبه، راجين الله من أعماق قلوبهم أن يتغمدهم برحمته ويكتبهم مع العتقاء من النار لهذا العام. ومظاهر الاجتهاد في هذه العشر كثيرة نبينها لكم من خلال مقال اليوم المقدم لكم من موقع موسوعة فتابعونا.
فضل العشر الاخيرة من رمضان
يتجلى فضل العشر الأخيرة من رمضان بوقوع ليلة القدر المباركة في أحد ليالها، وهي ليلة ينتظرها الجميع في كل عام.
يؤجر من تعبد خلال ليلة القدر عن أجر من تعبد لألف شهر كما جاء في قول الله تعالى :”لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ“.
من أصابها وأحسن التعبد فيها غفر له بإذن ربه ما تقدم من ذنبه، وهذا هو الفوز العظيم الذي يسعى له الجميع طوال شهر رمضان المبارك.
في ليلة القدر تجاب الدعوات وتكتب الأقدار على المسلمين.
أوصانا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتحريها في العشر الأخيرة من شهر رمضان دون تحديد ليلة بذاتها سوى أنها ليلة وترية، فقال :”التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان” والأفضل الاجتهاد بالتعبد في جميع الليالي وليس الوترية منها فقط.
أعمال العشر الأخيرة من رمضان
للمسلمين في نبيهم قدوة حسنة يتبعونها في كل أمر، وكان -صلى الله عليه وسلم- متى دخلت العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك اجتهد كما لم يفعل فيما دونها من أيام الشهر الفضيل قاصداً من عبادته رضى الرحمن وتحري ليلة القدر.
فكما جاء عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- :”كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ“.
أي أنه كان يجتهد ويبذل من العبادات والطاعات أضعاف ما بذله في الأيام السابقة، بل وكان يوقظ من يتحمل من أهله إحياء الليل بالذكر والدعاء والصلاة.
كما جاء عن النبي أنه اعتزل الناس والأهل في العشر الأخيرة واتخذ من المسجد معتكفاً في خيمة تعزله عمن حوله حتى لا ينشغل بهم عن الذكر والدعاء.
ومن أحب الأعمال طوال العشر الأخيرة هي الإكثار من صلاة الليل، وتلاوة القرآن الكريم، بالإضافة للإلحاح بالدعاء في كل وقت وحين بكل ما تشتهي الأنفس.
بالإضافة لإخراج الصدقات ومساعدة المحتاجين وهي من أوجه العبادة العظيمة التي يغفلها الكثيرين حتى أبسط الأمور فيها، فمن عظمة دين الإسلام أن جعل التبسم في وجه الآخرين صدقة.
طلب العفو عن ما فات ليس أمراً يسيراً يسهل نيله، لذا ينبغي على الجميع أن يبذلوا من الطاعات قدر استطاعتهم ويصدقوا النية في تقربهم من الله عز وجل، والأهم أن يعاهدوا الله وأنفسهم بعدم الانقطاع عن العبادة فور انتهاء شهر رمضان بل يكون لهم بمثابة بداية جديدة لحياة أقرب من الله.