نوضح لك في هذا المقال من موسوعة عقوبة الساحر في الدنيا والآخرة، يعد السحر من الممارسات القديمة التي كان يقوم بها الإنسان، فعند الإطلاع على قصة سيدنا موسى عليه السلام نجد أن فرعون كان يعمل لديه مجموعة من السحرة الذين استعان بهم لمواجهة معجزات سيدنا موسى عليه السلام، كما أن الإنسان الحجري القديم كان يمارس السحر كشكل من أشكال الإيمان بالإله، إلى جانب ممارسته له في الحضارة الإغريقية والهندية، ولكن السبب الرئيسي وراء انتشار السحر في العصر الحالي هو الرغبة في إيذاء الآخرين وهو شعور نابع من الحقد على الغير ويعبر عن أعلى درجات الشر التي يبلغها الإنسان، فالساحر يستعين بالشيطان في إحداث المشكلات في حياة من يرغب في إيذائه سواء على المستوى الاجتماعي أو المهني أو الصحي، وفي السطور التالية يمكنك الإطلاع على مفهوم السحر.
مفهوم السحر
يشتمل السحر على أنواع متعددة أبرزها سحر الجنون وتعطيل الزواج والخوف، أما عن مفهومه فيتمثل في الآتي:
يشير مفهوم السحر إلى الخداع وتغيير حقيقة الأشياء وطلب العون من الشياطين من خلال استخدام الطلاسم وهي مجموعة من الرموز الغير مفهومة التي يكتبها الساحر أو ينطقها.
كما يشتمل المصطلح على صناعة العُقَد والنفخ فيها والمعروفين باسم “النفاثات في العُقَد” والذين وردوا ذكرهم في الآية الكريمة من سورة الفلق (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ).
ولكن وقوعه للإنسان لا يتم إلا بأمر الله، وذلك وفقًا لما ورد في قوله تعالى في سورة البقرة (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّه).
حكم السحر في الإسلام
السحر من الممارسات المحرمة والذنوب العظيمة التي يرتكبها الإنسان والتي تعد شكل من أشكال الكفر نظرًا لاستعانة الساحر بالشياطين واللجوء إليهم وهو أمر يعد شرك بالله.
وقد ذُكر في القرآن الكريم ممارسة الشياطين للسحر وتعليمه للناس، وذلك في قوله تعالى في سورة البقرة (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ).
ووفقًا لما ورد في السنة النبوية الشريفة فإن السحر يندرج ضمن “السبع موبقات” وهي السبع كبائر التي تؤدي إلى دخول النار بجانب الشرك بالله والقتل والربا وسرقة مال اليتيم والفرار من الحرب وقذف المحصنات.
وذلك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:”اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ”.
ما هي عقوبة الساحر في الدنيا
ممارسة السحر من الممارسات الخطيرة التي يترتب عليها التفريق بين الزوجين أو التعرض للمشكلات العضوية والنفسية، وعقوبة الساحر في الدنيا أن يُقتل، فقد انتشرت ممارسة السحر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد أمر بقتل كل من يمارس السحر، وذلك وفقًا لما ورد في صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة “كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن اقتلوا كل ساحر وساحرة”، كما أن ابنته حفصة رضي الله عنها عندما علمت بممارسة جارية لديها السحر أمرت بقتلها.
عقوبة الساحر في الآخرة
أما عن عقوبة الساحر في الآخرة عذابه في جهنم لكونه كافرًا، وذلك في حالة عدم توبته إلى الله قبل مماته، فقد أشار العلماء أن الساحر إذا توقف عن ممارسة السحر وتاب إلى الله توبة صادقة فذلك قد ينجيه من عذاب جهنم.
عقوبة طالب السحر في الدنيا
أما عن حكم من يذهب إلى السحر بهدف عمل السحر لإيذاء شخص ما فإن ذلك يعد كبيرة من كبائر يُحرم منها ثواب الصلاة لمدة أربعين يوم حيث لا تُقبل منه في تلك المدة.
وإذا صدق طالب السحر بأن السحرة الذين يذهب إليهم يعلمون الغيب فذلك يكون حكمه كافرًا حيث أن ذلك يعد شرك بالله، وبالتالي إذا لم يتب إلى الله قبل مماته واستمر في طلب السحر فإن يُعذب بدخول النار.
وبهذا نكون قد أوضحنا لك عقوبة الساحر في الدنيا والآخرة وفقًا لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كما أوضحنا لك مفهوم السحر وحكم الإسلام فيمن يستعين بالسحرة في الدنيا والآخرة.
ولقراءة المزيد عن السحر يمكنك الإطلاع على المقال التالي من الموسوعة العربية الشاملة: