خطبة جمعة عن فضل العشر الاواخر من رمضان ، من أهم الأيام في شهر رمضان المبارك هي الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان؛ وذلك نظرًا لما لها من أجر عظيم إذ تحتوي على ليلة القدر التي ينتظرها المسلمون باشتياق في كل عام عند قدوم شهر رمضان المبارك؛ فهي خير من ألف شهر، ووصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لاغتنامها ، والتماسها في تلك العشر المباركات من شهر رمضان، كما خصص لها الله سبحانه وتعالى سورة خاصة بها وباسمها “القدر”، فما فضل الأيام العشر الأواخر من رمضان، هذا ما سنعرضه اليوم من خلال هذا المقال من موسوعة.
يعتقد الكثير من الناس أن بإمكانهم إلقاء خطبة ما بعد كتابتها، وتحضيرها بالتدوين ثم يقومون بإلقائها على جمع من الناس المستمعين، ولكن هذا اعتقاد خاطئ فلا يُمكن أن تكون الخطبة مكتوبة؛ لأن الخطبة تأتي ارتجالًا دون قصد، والارتجال يُعد أهم سمة من سمات الخطيب بجانب العلم، والمعرفة، فإذا لم يتمكن الخطيب من الارتجال استنادًا إلى ما لديه من معلومات؛ فإنه يفقد الشرط الذي يجعله خطيبًا، فإذا تم تدوين الخطبة أو حفظها؛ فإنها تفقد الشرط الأساسي للخطبة، ولا تُعد خطبةً بل تكون كلمةً يُلقيها المتحدث على مسامع الحاضرين من الناس.
ما نقدمه اليوم في هذا المقال هو معلومات عن العشر الأواخر من شهر رمضان من ما أُثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن عبد الله بن العباس رضي الله عنه قال:”كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان، حتى ينسلخ يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة”.
وكان يلقاه جبريل في كل ليلة من ليالي الشهر الكريم، ومن تلك الليالي، الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان؛ فكان أجود الناس صلى الله عليه وسلم.
عن عائشة رضي الله عنها قالت:”كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة وصوم ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر”. ورد هذا الحديث في مسند الإمام أحمد.
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعبد في شهر رمضان كله بأداء الكثير من العبادات، ولكن عند قدوم العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يكثف العبادات، ويجتهد فيها أكثر من الأيام التي تسبقها، فتكون تلك الأيام استعدادًا للعشر الأواخر.
عن عائشة رضي الله عنها قالت:”كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره”.
فكان يُكثف رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعات، والعبادات بين صلاة، وقيام، وذكر، وقرآن، ودعاء، فكان أكثر اجتهادًا في تلك الأيام العشر.
عن عائشة رضي الله عنها قالت:”كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر”.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على أن ينال أهله وأصحابه أكبر أجر ممكن في هذا الشهر؛ لذلك كان يُقظ أهله للتعبد، وإحياء الليل بالصلاة، والذكر، والقرآن، والدعاء.
ولكن نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وصل الصيام.
عن عائشة رضي الله عنها قالت:”نهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم، فقالوا: إنك تواصل، قال: إني لست كهيئتكم، إني يطعمني ربي ويسقيني”.
الوصال هو أن لا تفطر أبدًا، أو أن تتناول وجبة السحور فقط ثم تُواصل صيامك، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصل صيامه ويتعبد.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عامًا حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه، قال: “من اعتكف معي، فليعتكف العشر الأواخر، فقد رأيت هذه الليلة ثم أُنسيتها، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر”، فمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوكف المسجد، فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين.
كما ورد في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها:”كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً”.
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى أهمية الاعتكاف في العشر الأواخر.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت:كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: “تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ”.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عامًا حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه، قال: “من اعتكف معي، فليعتكف العشر الأواخر، فقد رأيت هذه الليلة ثم أُنسيتها، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر”، فمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوكف المسجد، فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين.
كان يحرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تحري ليلة القدر في العشر الأواخر، وخاصة في آخر سبعة ليالي منها، ووردت الكثير من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل ليلة القدر.