حكم من اكل او شرب ناسيا في رمضان ، الكثير منا يغلبه النسيان في نهار شهر رمضان المبارك، ويقوم بتناول بعض الطعام، أو يقوم بشرب المياه، أو العصائر، أو أثناء إعداد الطعام فمن الممكن أن ننسى ونتذوق الطعام، فما حكم من نسي في نهار شهر رمضان المبارك، وهو صائم فأكل أو شرب، هل يكون قد أفطر؟، وهل يكون أفطر عمدًا؟، هل يجب عليه قضاء هذا اليوم بعد انقضاء شهر رمضان المبارك؟، هذا ما تجيب عنه موسوعة اليوم من خلال هذا المقال.
اختلف الكثير من العلماء، والفقهاء، والأئمة، وكبار رجال الدين في العالم الإسلامي كله حول حكم من أكل، أو شرب ناسيًا في يوم من أيام شهر رمضان المبارك، ونعرض اليوم عليكم بعض هذه الآراء، التي قد تكون متعارضة مع بعضها البعض، وبعض الآراء التي تتوافق مع بعضها البعض.
يرى الأئمة الثلاثة، أن من أكل أو شرب في نهار يوم من أيام رمضان ناسيًا فلا شيء عليه سواء زاد الأكل أم قل، ولم يفسد صومه، وشاهدهم على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:”من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه”. وورد هذا الحديث في الصحيحين.
يرى الإمام الحسن البصري، أنه من أكل وشرب في أيام رمضان وهو صائم لما أصابه من نسيان فلا شيء عليه، ولا قضاء، ولا كفارة، استنادًا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:”من أكل ناسيًا وهو صائم، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”. ورد هذا الحديث في صحيح البخاري، وصحيح مسلم.
رأى الإمام مالك أنه من أكل، أو شرب في يوم من أيام شهر رمضان المبارك، فقد أفطر حتى وإن كان أصابه شيء من النسيان، ووجب عليه قضاء ما أفطر من أيام بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، ودليلهم في ذلك أن كلمة “صائم” التي وردت في حديث رسول صلى الله عليه وسلم قد جاءت نكرة في سياق أسلوب الشرط قبل جوابه؛ فهي لا تخص صيام شهر رمضان، وتعم كل صيام، ولكن رجح البعض أن رأيه جاء في صيام النافلة وليس في صيام شهر رمضان.
الإمام ربيعة بن فروخ المعروف “بربيعة الرأي” هو شيخ الأئمة، وشيخ الإمام مالك، ويرى الإمام ربيعة، أنه من غلب عليه النسيان في أثناء صومه في شهر رمضان فقد أفطر ووجب عليه قضاء ما أفطر من أيام بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، واستند في رأيه لنفس الحجة التي استند إليها تلميذه “الإمام مالك”؛ فقال أن كلمة “صائم” التي وردت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وردت نكرة في سياق جملة الشرط، وإنها عامة على جميع أنواع الصيام سواء كان صيام نافلة، أو تطوع، أو صيام “الفرض” وهو صيام شهر رمضان المبارك.
ورد عن دار الإفتاء المصرية، أنه من أكل، أو شرب ناسيًا في يوم من أيام شهر رمضان الكريم، أو في صيام التطوع فلا يفسد صومه، وله أن يتم صوم يومه الذي نسي فيه، وفي ذلك استندت دار الإفتاء إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إن الله وضع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه”.
واستنادًا لحديث أبي هريرة أيضًا الذي أورده كل من يؤيد هذا الرأي باختلاف رواياته، ومتنه:”من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه”.