حكم التطيب للرجال في مجامع الناس

هناك دائمًا اختلافات كبير فيما يتعلق بحكم التطيب، فالبعض يراه محرم، والبعض الأخر يراه جائز، وفي هذا المقال في موقع موسوعة سنشير بصورة تفصيلية إلى حكم التطيب للرجال في مجامع الناس كما سنوضح الحكم الشرعي لتطيب المرأة أيضًا، ونستند في حديثنا على آراء الفقهاء المسلمين، وعلى الآيات القرآنية الشريفة والأحاديث النبوية.

حكم التطيب للرجال في مجامع الناس

يبحث الكثير من الرجال عن الحكم الشرعي للتطيب أثناء الخروج، وأثناء جلوسهم في مجامع الناس، وقد كانت النصوص الشرعية واضحة للغاية في هذا الأمر.

• التطيب جائز للرجال في كل الأماكن، سواء داخل المنزل أو خارج المنزل، بل ويرى بعض الفقهاء أن التطيب مرغوب به ومستحب وفضله كبير بإذن الله إذا وضع الرجل في نيته التطيب اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.
• فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أنها قالت “كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم”.
• فقد كان رسولنا الكريم دائمًا ذو رائحة طيبة، ويقول الصحابة الكرام أن المسك أطيب العطور إلى قلبه.
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “
• حُبِّبَ إليَّ من الدنيا، النساء، والطيب، وجُعِلت قرة عينى في الصلاة”.
• ولكن يحق للرجل التعطر بأي عطر طاهر حلال، ولا بأس في ذلك، سواء كان عطر هادئ أو حتى عطر قوي ونفاذ.
• ولكن ديننا الرحيم جعل الأعمال بالنيات رأفة بالمسلمين، فإذا تطيب الرجل اقتداءً بالرسول وليكن صورة جيدة للمسلم النظيف، كان له أجر بإذن الله تعالى.
• أما إذا وضع الرجل العطر بغرض جذب النساء الأجانب ولإثارتهم، ففي هذا إثم كبير والله أعلى وأعلم.
• والأولى أن يكن الرجل طيب نظيف الملابس.
• قال الله تعالى في سورة المدثر “وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)”.

التعطر عند الخروج

التعطر عند الخروج للرجل جائز شرعًا، ولا يوجد به أي شبهة شرعية بإذن الله تعالى، أما التعطر بعطر قوي ونفاذ عند الخروج للمرأة محرم شرعًا والله أعلى وأعلم.

• يجيز الإسلام للرجل التعطر بالعطر الذي يفضله قبل الخروج من المنزل، حتى وإن كان سيخالط نساء أجانب من أجل العمل أو لأي غرض أخر.
• ولكن عليه أن يلتزم تمامًا بالضوابط الشرعية التي تحكم عملية التعامل بين الذكر والأنثى.
• وعلى الرغم من جواز العطر للرجل، ولكن ديننا الحنيف جعل الأولوية دائمًا الحفاظ على النظافة الشخصية.
• فشيء منفر تمامًا أن يضع الرجل العطر على جسد غير نظيف، ولذلك أمرنا الله بالطهارة دائمًا وجعلها من أساسيات ديننا.
• بل وأصبحت النظافة والطهارة جزء من العبادة أيضًا، وذلك دليلًا على أهميتها الشديدة.
• فالمسلم يكن نظيفًا ذو رائحة طيبة ومظهر أنيق مرتب، فالنظافة من الإيمان.
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تنظفوا بكل ما استطعتم فان اللـه تعالى بنى الإسلام على النظافة”.
• فيحرص المسلم على الاستحمام بصورة دورية والتخلص من رائحة العرق المنفرة، ثم يقم بارتداء ملابس نظيفة خالية من القاذورات والبقع، ويضع العطر الذي يفضله بعد ذلك.
• ويرفض الدين الإسلامي من يهتم بالنظافة الظاهرة والتطيب فقط، ويهمل نظافته الشخصية.
• ولذلك جعل الاغتسال فرض وإجباري بعد ممارسة العلاقة الحميمة، وبعد انتهاء المرأة من الدورة الشهرية.
• والحكمة وراء هذا الفعل هو التخلص من القاذورات ومن الجراثيم الضارة، التي تسبب ضرر للجسد، ومن الممكن أن تجعل للجسد رائحة منفرة وكريهة للغاثية.
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “حقٌّ للهِ على كلِّ مسلمٍ، أن يغتسلَ في كلِّ سبعةِ أيَّامٍ، يغسِلُ رأسَه وجسدَه”.

يحرم على المرأة الطيب إذا كانت ستمر على الرجال الأجانب حتى لوكان عند خروجها للمسجد

على الرغم من جواز التعطر للرجل أثناء خروجه من المنزل، ولكن حرم ديننا خروج المرأة من منزلها وهي تضع عطر قوي نفاذ.

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أَيُّما امُرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ، فَمَرَّتْ بِقَوْمٍ لِيجِدُوا رِيحَها، فهي زانِيةُ”.
• والحكم الشرعي واضح للغاية في هذا الأمر، فالعطر النفاذ الذي من الممكن أن يثير شهوة المحيطين به محرم تمامًا شرعًا، وعلى المرأة المسلم توخي الحذر حتى لا تقع في هذه الفتنة.
• ويحرم تطيب النساء عند الخروج من المنزل بشكل عام، وخاصة أثناء خروجها للمسجد.
• فعليها أن تخرج للمنزل بلا زينة، وتكن ملتزمة تمامًا بشروط وضوابط الحجاب الصحيح، وتبتعد عن التبرج بكل صوره.
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلَا تَمَسَّ طِيبًا”.
• ولكن أجمع أغلب الفقهاء على كون العطر المحرم هو العطر النفاذ للغاية، القوي الذي يلفت الانتباه إلى مرور المرأة.
• والعطر الذي يثير الشهوة والغرائز هو الحرام شرعًا بإجماع الأئمة.
• وإذا كانت نية المرأة عند وضعها لهذا العطر هو إثارة الأجانب، أو لفت الأنظار إليها، ففي هذه الحالة تأثم شرعًا، ويكن ذنبها كبير والله أعلم.
• ولكن إذا كان العطر هادئ وبسيط وغير فواح وفي حدود المعقول، ففي هذه الحالة يرى الفقهاء أنه مباح.
• ولكن على المرأة أن تتيقن من ألا تكن رائحة قوية.
• والتطيب في المنزل أمام الزوج أو أمام المحارم جائز شرعًا ولا يوجد به أي شبهة شرعية بإذن الله.
• بل يستحب أن تتعطر المرأة وتتزين لزوجها.

سبب تحريم العطر للمرأة

حرم الله عز وجل وضع النساء للعطر القوى النفاذ لحمايتها ممن في قلوبهم مرض، ولكي لا تلفت أنظار الرجال لها، فقد جاء التحريم رحمة لها.

• أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن العطور النفاذة والمثيرة إذا وضعتها المرأة من الممكن أن تسبب في تنبيه 3000 خلية عصبية بالرجل.
• وكانت هذه الحكمة من تحريم التعطر والتطيب.
• فلم يمنع ديننا الحنيف المرأة من الخروج من المنزل، بل أجاز لها الخروج للمنزل، أو للتعلم، أو للعمل.
• ولكن تعاليمنا الدينية تحميها وتقيها من الوقوع من الذئاب البشرية، فالمرأة المسلمة جوهرة لابد من حفظها، ولا يحق لأي شخص النظر إليها بفتنة أو بصورة قذرة من الممكن أن تسبب في ضيقها.
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ وَلَكِنْ لِيَخْرُجْنَ وَهُنَّ تَفِلَاتٌ”.
• ولكن يحق للمرأة التعطر في منزلها كما تشاء، وترتدي ما تريد من الملابس والزينة.
• والمرأة المسلمة تكن نظيفة الروح والبدن، واهتمامها بالنظافة لا يقتصر على العطر فقط، فديننا الإسلامي دين النظافة.

النظافة من الإيمان

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ طيِّبٌ يحبُّ الطَّيِّبَ نظيفٌ يحبُّ النَّظافةَ كريمٌ يحبُّ الكرمَ جوادٌ يحبُّ الجودَ”، ولذلك التطيب بالشروط الشرعية للرجال والنساء أمر محبب لا بأس به.

• وأمر رسولنا الكريم ضرورة التزام الرجل والمرأة بشروط الفطرة، ولا يجوز إطلاقًا أن تخرج رائحة سيئة من المسلم في مكان عام، مما يسبب ضيق للمحيطين به.
• ومن سنن الفطرة:
  • قص الشارب.
  • إعفاء اللحية (للرجال).
  • السواك.
  • استنشاق المياه.
  • قص الأظافر.
  • غسل البراجم.
  • نتف الإبط.
  • حلق العانة.
  • اتتقاص الماء (الاستنجاء).
  • المضمضة.
  • إكرام شعر الرأس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من كان له شعر، فليُكرِمَه”.
  • النهي عن التبول في المياه الراكدة.
  • نظافة المسكن.

وهكذا نكن قد أشرنا إلى حكم التطيب للرجال في مجامع الناس استنادًا على آراء الفقهاء، وبالرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.