بر الوالدين، الأبوين هما قرائر عيوننا وأول موطن نشأنا فيه، ولأجل الرحم الذي كنا فيه نحن مطالبون بحفظ مردودهم وأعمارهم التي تفانوا بها لتوفير متطلباتنا الأساسية، بل وعدم هدر أرواحنا بالجوع والتشرد والظلمة .
عندما نفكر فقط بهما ينبغي من حسن فطرتنا ألا نشعر بتأفف ولا تملل، فلما لم يفعلوا هم وقت ضعفنا من خلال الجنينية التي كنا بها ثم خرجنا لنكون مواليدا رضعًا لا حول لنا ولا استطاعة، الآن بعد أن كبرنا وكبروا نتخلى عن التعاون معهم، بل وإراحتهم، وللأسف هناك من تجرد حتى من الإنسانيات التكوينية به ليعذب أي منهما أو حتى كليهما، وهذا هو موضوع مقالنا فى موسوعة.
الزوج الذي يتعنت مع أمه لأجل امرأة ما، أو مع والدة متسلطة لظلم بنت الناس هو زوج لا يحق له التسمي بهذا بل بالمدلل، الهوائي، العاق، والزوجة المترفعة عن زيارة الأم أو طماعة بها لا تستحق برها وبالتالي عاقة، كل كبير سن هو صاحب حق يزداد بالميلاد والرحم، والقربة الأولى، ما شأننا لو أكرمناهم لنكرم بكبرنا.
أمك، أبوك هما سنداك بالرضاعة والكبر
فلما الهوان لهما عند الكبر
ألا تخجلن من عقوق وجحود للخير الذي
سبق ونلته في ضعاف الحال والبدن
ببرد وحر أدفئوك وبذي الحمى
بمكان أمن من كلاب أو طيور أو حفر قد سكنوك
الأن ترمي بهم بدار عجائز وتظن أن ترتاح أو تنال توفيقا
كلا، فالمنايا والمصاعب لتصاحبنك كل خطوة وكل مسلك
حتى تضيق بك الخناق فذاك ذنبك في حقهم
اتق الله والديك هما الخير والسند فلا تكون بئس السند
تذكر من عالج سنك وأنت صغير، وحرم نفسه لكي يوفر لك، من أعطاك اسما لتعرف به بين الناس، من عمل على تزويجك، واعلم أن نبينا أوصى وشدد على برهما، حتى أن واحد منهما بره قد ينجيك من سوء مصير.
إن كنت مواظب بالقراءة القرآنية الكريمة لسوف تدرك هذه الأهمية، وقد تكرر الأمر بطاعتهم مباشرة بعد الخالق جل ف علاه، فكيف بك يامن تخالف عن كلامه وأمره.