نقدم لكم بحث عن السنة النبوية الشريفة ، بعد أن نزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتبدأ رسالته في دعوة الناس لعبادة الله وحده، نزلت أحكام الإسلام في القرآن الكريم، ولكن بعض أحكام الإسلام كانت بحاجة للمزيد من التفسير والتفصيل، لذا جاءت السنة النبوية.
فالسنة النبوية تمثل المصدر الثاني من مصادر تشريع الإسلام، فكل ما جاء في الحديث وتحديداً عن توضيع أحكام الإسلام كان بوحي من الله عز وجل، وذلك وفقاً لقوله تعالى في سورة النجم الآية 3،4″وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ”، في موسوعة سنتعرف على مفهوم السنة النبوية وأنواعه.
بحث عن السنة النبوية الشريفة
تعريف السنة النبوية
تُعرّف السنة النبوية في اللغة على أنها السبيل والطريقة والمنهج، وكلمة السنة وحدها تعني السيرة سواء كانت محمودة أو مذمومة، أما عن سنة الله فُيقصد بها أوامره ونواهيه.
يشير مصطلح السنة النبوية إلى انه كل ما نُقِل عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو صفات سواء ذلك قبل البعثة النبوية أو بعد، وذلك التعريف وفقاً لما ذكره المُحدثون.
عرّف علماء الحديث معنى السنة النبوية أنها كل ما صدر عن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم مع عدم وجود دليل على وجوب اتباعه.
من بين تعريفات السنة النبوية الأخرى – وفقاً لتعريف الفقهاء-: كل فعل يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم يُثاب عليه المسلم إن اتبعه ولا يُعاقب إن تركه، فهو فعل غير واجب وملزم في تنفيذه واتباعه، فهذا التعريف نظر إليه الفقهاء من ناحية الثواب والعقاب.
أهمية السنة النبوية الشريفة
تبرز أهمية السنة النبوية في تفسيرها وبيان آيات القرآن الكريم من أجل فهم أحكام الإسلام بشكل صحيح.
السنة النبوية تكمل القرآن في الأحكام فالكثير من الأحكام التي لم تُذكر عليها في القرآن الكريم ذُكرت في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
السنة النبوية تشرح بشكل تفصيلي الأحكام التي وردت في القرآن، فعلى سبيل المثال ذكرت الصلاة في القرآن الكريم كفرض على المسلمين اتباعه وبشكل مجمل، لكن لم يتم توضيح عدد ركعات الصلاة وأوقاتها وأركانها وفرائضها ونوافلها إلا في السنة النبوية.
انواع السنة النبوية
السنة القولية
هي كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال، بوحي من الله، فالحديث النبوي يأتي معناه من الله أما لفظه فهو صادر من النبي، وهى تمثل الدليل الأقوى في حالة الخلاف ووجود تعارض بين القول والفعل، وذلك بسبب وضوحها التام وثبوتها.
السنة الفعلية
وهى تشير إلى الأفعال الصادرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتأتي بعد السنة القولية من حيث قوة دليلها، وكل فعل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم يشير إلى الأحكام الشرعية.
من أبرز الأمثلة التي تشير إلى السنة الفعالية ما رواه أبو قتادة الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال”إن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا كان في سفرٍ، فعرَّسَ بليلٍ، اضطجعَ على يمينِه، وإذا عرَّسَ قبيلَ الصبحِ، نصبَ ذراعَه، ووضع رأسَه على كفَّهِ”.
السنة التقريرية
وهى ثالث وأخر أنواع السنة النبوية، وتتعلق ببعض الحالات الخاصة ولا يمكن تعميمها، ويشير مفهومها إلى كل ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو أو فعل يقره على الصحابة.
ومن أمثلة ذلك أن اثنان من الصحابة كانوا على سفر ولم يجدا ماء فتيمما ثم شرعا في الصلاة، وبعد الانتهاء من الصلاة وجدا الماء، فأحدهما أعاد الصلاة مرة أخر والأخر لم يعِدها، فذهبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لإخباره بما حدث، فقال للذي أعاد الصلاة أنه كتب له الأجر مرتين، والذي لم يعِد الصلاة أصاب السنة (رواه الحاكم في المستدرك).