في هذا المقال من موسوعة نوضح لكم الفرق بين الاسراف والتبذير ، يعد الإسراف من الأمور المكروهة والتي نهى عنها الإسلام وقد ذُكر الإسراف في العديد من الآيات منها ما وردت في قوله تعالى من سورة الأعراف (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ)، أما عن التبذير فيعد من بين الصفات التي ذُكرت في القرآن ووردت على أنها من صفات الشيطان وذلك في قوله تعالى في سورة الإسراء (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِين)، ويختلط على البعض معنى كلاً من الإسراف والتبذير حيث يعتقد الكثير أنهما يحملان نفس المعنى ولكن في السطور التالية سنوضح لكم الفرق بينهما.
يشير معنى الإسراف في اللغة إلى الفعل الذي يزيد عن الحد المطلوب، أما عن معنى الإسراف كمصطلح فيشير إلى تعدي الحدود المطلوبة، فقد يكون الإنسان مسرف في القول بتحدثه عن أمر ما بشكل يتعدى الحد المطلوب، أو يسرف في الفعل مثل إنفاق الأموال بشكل يتعدى الحد المعقول، وذلك يكون نابعًا عن جهل المسلم وعدم إدراكه للحدود المعقولة، وقد أشار الفقهاء أن الإسراف يشير إلى جهل الإنسان بحجم الحدود ومقدارها.
أما عن معنى التبذير في اللغة فيشير إلى التفريق، بينما يشير معناه كمصطلح إلى تجاوز الحدود المطلوبة في القيام بفعل ما بغير وجه حق، وذلك مثل إنفاق الأموال بطريقة تؤدي إلى إفساده مثل صرف الأموال في معصية الله أو في أمر لا يحتاجه الإنسان، كما يشير معناه أيضًا إلى إنفاق الأموال في أمور لا يجب إنفاق الأموال فيها، ويدل أيضًا على أنه الجهل النابع بعدم إدراك المسلم بمواضع الحقوق.
ولتوضيح الفرق بين الإسراف والتبذير أن الإسراف يعني إنفاق المال بشكل يزيد عن الحد فيما يجب الإنفاق فيه، أما عن التبذير فهو إنفاق المال في أمور لا ينبغي الصرف فيها.
في حالة الإسراف فقد ذكرنا في السابق أن الإسراف نهى الإسلام عنه وبالتالي فلا يجوز للمسلم أن يسرف في إنفاق الأموال، وكذلك في الطعام أو الشراب بما يزيد عن الحد المطلوب، وذلك وفقًا لما ورد في كتابه الكريم في سورة الأعراف (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، وفي الحديث النبوي الشريف:”كلُوا، و اشربُوا، و تصدقُوا، والْبَسُوا في غيرِ إسرافٍ ولا مَخيلةٍ”، ومن الحديث السابق نجد أنه يجب عدم إنفاق المال في حاجات الإنسان فقط بل أيضًا يجب أن يُنفق جزء منه في الصدقات.
أما عن التبذير فقد أجمع الفقهاء أنه أمر محرم، حيث لا يجوز للمسلم أن ينفق أمواله بدون وجه حق في المعاصي، أو صرف المال في غير حاجة فذلك يترتب عليه التعرض للخسارة المادية، وذلك يكون له عواقب أخرى مثل اتباع الباطل والبعد عن الحق، وتلك العادة كانت من أبرز عادات الجاهلية، وقد نهى الله عن التبذير في قوله تعالى في سورة الإسراء (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا).