تعرف على أنواع ومناسك وكذلك محظورات الحج بالتفصيل من خلال السطور التالية، فتظل فريضة الحج هي الحلم الأول والأهم لكل مسلم، وذلك لما لها من فضل عظيم، فمن خلالها يغفر الله تعالى ذنوب عباده ويكفر سيئاتهم ويبعد عنهم الفقر ويقربهم إليه، والحج هو الركن الخامس الذي بُنى عليه الإسلام، فهو فرض على كل مسلم بالغ عاقل، قادراً عليه مادياً وجسدياً، ومن خلال المقال التالي في موسوعة سنتحدث عن الحج بالتفصيل وتاريخه وأنواعه ومناسكه.
الحج بالتفصيل
أدلة فرض الحج من القرآن والسنة وتاريخه
هناك أدلة من القرآن الكريم على فرض الحج ومنها قول الله تعالى (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ*لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ*ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ).
ومن أدلة السنة على الحج قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (أيُّها الناس قد فرض الله عليكم الحجَّ فحُجُّوا، فقال رجلٌ: أكلُّ عامٍ يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم)
وعن تاريخ فرض الحج فقد ذهبت أغلب أقوال الفقهاء إلى أن الحج فُرض في السنة التاسعة من الهجرة، وذلك بعد أن بنى سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام الكعبة.
أنواع الحج
حج التمتع: أي أداء العمرة خلال الأشهر الحرام وهي شوال وذي القعدة وذي الحجة.
حج القران: وهو قيام الحاج بالحج والعمرة معاً.
حج الإفراد: وهو القيام بالإحرام للحج فقط.
مناسك الحج
تبدأ المناسك بإعلان النية لأداء الحج عند خروج الحاج من منزله.
عند الوصول إلى الميقات يبدأ الحج بالإحرام، وذلك عن طريق ارتداء زي بسيط للرجل، وللمرأة أن ترتدي ما تشاء بشرط ألا يكون به زينة أو تبرج.
يتوجه الحاج إلى مكة المكرمة بعد أن الاستحمام والوضوء، وعند دخوله الحرم يبدأ بالطواف 7 أشواط، ويكون الحجر الأسود على يسار الحاج ويبدأ من خلاله كل شوط منهم، وفي بداية كل شوط يجب أن يقبل الحاج الحجر الأسود، وإذ لم يستطع أن يصل إليه يكفيه أن يشير إليه، مع مراعاة غيره من الحجاج الآخرين، ويكون هذا الطواف عمرة للمتمتع، وطواف قدوم للمفرد أو القارن، ثم يتحلل الحاج من إحرامه بحلق الرأس.
بعد الطواف يسعى الحاج بين الصفا والمروة 7 مرات، ثم يتوجه الحاج إلى منى، الذي يبعد 3 أميال عن مكة، وذلك لرمي الجمرات في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة وهو يوم التروية.
في فجر اليوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم عرفة ينطلق الحاج إلى جبل عرفة، ويجمع صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم ويظل هناك حتى غروب الشمس يذكر الله ويدعو كثيراً، ثم يذهب إلى المزدلفة ويجمع صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير ويبيت هناك.
بعد ذلك يتوجه الحاج إلى مِنى لرمي الجمرات ونحر الأضاحي وحلق الرأس.
ثم يذهب إلى مكة في 10 ذي الحجة من أجل طواف الزيارة، ثم يعود إلى منى ويقيم فيها يومي 11 و12 ذي الحجة وهي أيام التشريق لرمي الجمرات الثلاثة بالترتيب وهم الجمرة الأولى والجمرة الوسطى وجمرة العقبة.
يعود الحاج إلى مكة من أجل طواف الوداع وهو طواف الحاج حول الكعبة 7 أشواط، والصلاة ركعتين خلف مقام سيدنا إبراهيم، ثم الشرب من ماء زمزم.
محظورات الحج
ارتداء الملابس المخيطة مثل القميص والبنطال.
تغطية الرأس.
مباشرة النساء.
لبس النقاب والقفازين للنساء، ويمكنها تغطية وجهها عن الأجانب إن أرادت.
فضل الحج
امتثال لأمر الله تعالى، وتأدية حقه بشكره على أفضاله ونعمه التي لا تُعد ولا تُحصى.
استشعار التذلل والخضوع لله تعالى، فيتجرد المسلم من ملهيات الدنيا ويذهب لعبادة الله فقط.
تحقيق الإحساس بالتآخي والتآلف بين المسلمين الذين يأتون من بلاد مختلفة، ويختلفون في الجنس والعرق واللون، فهم اجتمعوا فقط في هذا المكان الطاهر من أجل عبادة الله وطاعته.
غفران الذنوب، حيث يعود الحاج طاهراً من ذنوبه، وذلك لما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَن حجَّ للهِ، فلم يَرفُث ولم يَفسُقْ، رجَع كيوم ولدَته أمُّه).
من أخلص النية لله في الحج يفوز بالجنة.
من أفضل الأعمال عند الله تعالى بعد الإيمان به والجهاد في سبيله هو الحج المبرور.