هل يجب الاستئذان لدخول المسجد النبوي ؟ مع اقتراب مواسم الحج والعمرة، يعد هذا السؤال من أهم الأسئلة التي تتواجد عي مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث في الآونة الأخيرة، وهذا نظرا لكون أنه تتواجد العديد من الآداب والضوابط التي يجب أن يتحلى بها المسلم أثناء زيارته للمسجد النبوي الشريف.
خصوصا وأنه توجد العديد من الأدعية التي يجب عليه تلاوتها، بخلاف العديد من الآداب الأخري التي عليه اتباعها كي يتمكن من الدخول بشكل صحيح، ونظرا لكون أننا مقبلين علي شهر رمضان، وسيبدأ موسم الحج، وبشكل عام المعتمرين الذين يتوجهون للمملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج والعمرة، يحتاجون إلى معرف كيفية تأدية المناسك بشكل صحيح.
ولهذا فكثرت التساؤلات التي حامت حول كيفية دخول المسجد النبوي الشريف، وكيفية أداء الاستئذان، وما هي الأدعية التي يجب عليه تلاوتها، ولهذا فستحمل طيات السطور الأتية كافة المعلومات الممكنة حول إجابات هذه الأسئلة، وكل ذلك وأكثر من خلال مقالنا عبر موسوعة .
الاستئذان لدخول المسجد النبوي
كنا قد أشارنا إلى أنه تتواجد العديد من الآداب التي تستلزم أن يقوم بها المسلم قبل دخوله للمسجد النبوي الشريف، والتي يعد من أهمها الاستئذان قبل الدخول، وقد أشارنا إلى أنه تتواجد الأدعية التي عليه تلاوتها، فسنتعرف في البدء علي الدعاء الواجب تلاوته في البداية، ومن ثم التعرف علي كيفية الاستئذان.
في البدء يجب علي العابد وهو في الطريق وقبل دخوله للمسجد عليه أن يتوقف علي الباب ليقرا الدعاء الأتي.
استكمالا لنفس سياق دخول المسجد النبوي الشريف والاستئذان للدخول، وجب التذكير بكون أن المسجد النبوي يعتبر ثاني أعظم كيان في نفوس الأمة الإسلامية أجمع، فهو ثاني أقدس مكان بعد المسجد الحرام، وهذا نظرا لكون أن المسجد النبوي يشتمل علي قبر الرسول صل الله عليه وسلم وقبري أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، ولهذا يجب الاستئذان قبل دخول هذا المكان المبارك، وقد أوضحنا أولي خطوات الدخول وسنستكملها سويا هنا فيما يلي ذكره.
كما قد أوضحنا يجب في البدء تلاوة الدعاء السابق ذكره، ومن ثم التوجه إلى بوابة سيدنا جبريل عليه السلام، ولا يمكن الدخول إلا بالقدم اليمني وليس العكس، بينما يدخل العبد عليه التكبير مئة مرة.
ومن ثم بعد الدخول يقوم العبد بصلاة ركعتين كتحية المسجد، ومن ثم يقوم بالتوجه إلى الحجرة النبوية الشريفة، ليضع يده عليها ومن ثم يبدأ في ترتيب الأتي ” السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيّينَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنَكَرِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، فَصَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِكَ الطّاهِرينَ “.
وبعدها يقوم العبد بالوقوف في الجهة اليمني لقبر نبي الله متوجها ناحية البلة، ويجب ان يكون منكبه الأيسر ناحية القبر والمنكب الأيمن ناحية المنبر، وهذا نظرا لكون أن هذه الوضعية هي موضع رأس رسول الله، وقرأ العبد ما أمكنه من أدعية زيارة رسول الله.
آداب زيارة المسجد النبوي
كنا قد أشارنا إلى أنه تتواجد العديد من الآداب التي يجب علي العباد تطبيقا في حالة زيارتهم للمسجد النبوي، وهذا ما اكده الفقهاء، ولهذا فسنتعرف سويا في طيات السطور الأتية كافة المعلومات الممكنة حول هذه الآداب.
يجب علي كافة الزوار أن يكونوا طاهرين وأصحاب ملابس طاهرة ونظيفة.
علاوة علي انه يجب علي الزوار ألا يتناولوا أي من الأطعمة التي تترك رائحة في الفم ، وذلك مثل القوم والبصل وما شابهه هذه المأكولات.
كما أن المؤدي للمناسك عليه أن يكون خاشعا متباعدا عن الملهيات والزحام.
بالإضافة إلى أنه من المهم جدا أن يحرص المسلمين علي خفض أصواتهم في المسجد النبوي الشريف، وهذا نظرا لما قاله الله تعالي في كتابه الكريم في الآية الثانية من سورة الحجرات ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ “.
ويفضل عند الدخول للمسجد النبوي، نطق دعاء الدخول وهو ” أَعوذُ باللهِ العَظيـم وَبِوَجْهِـهِ الكَرِيـم وَسُلْطـانِه القَديـم مِنَ الشّيْـطانِ الرَّجـيم، بِسْمِ اللَّهِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ الله، اللّهُـمَّ افْتَـحْ لي أَبْوابَ رَحْمَتـِك ” أو ” بِسْمِ اللَّهِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ الله، اللّهُـمَّ افْتَـحْ لي أَبْوابَ رَحْمَتـِك” .
في حالة الخروج يلزم قراءة دعاء الخروج، ألا وهو ” اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ “.
ماذا تفعل في الروضة الشريفة
يقصد بالروضة الشريفة هو المكان المتواجد فيه قبر رسول الله صل الله عليه وسلم، وأمام منزله ومنبره صلوات ربي وسلامه عليه، والجدير بالذكر هو أن أغلب الزائرين للمسجد الحرام، يحاولون الدخول إلى الروضة، وهذا نظرا لأجرها الكبير والذي يمكنا الاستدلال عليه من خلال حديث رسول الله ” ما بينَ قبري ومنبري رَوضةٌ من رياضِ الجنَّةِ وصلاةٌ في مسجدي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ إلَّا المسجدَ الحرامَ”.
كما أنه تتواجد العديد من الأقاويل التي أوردها الفقهاء حول الصلاة داخل الروضة، وجميعا تتحدث عن كبر فضل الصلاة هناك، وسنتعرف علي هذه الأقاويل فيما يلي ذكره.
الرأي الأول : يقال بأن الروضة بمثابة جنة بالفعل، حتي أنه يوم القيامة ستتحول إلى قطعة من الجنة، فمن صلي بها كمن صلي في الجنة.
الرأي الثاني : يقول فيه الفقهاء بأن من صلي هناك، كمن حجز مكانه في مصلاه في الجنة.
الرأي الثالث : يقال بأن الصلاة هناك تزرع شعور الآمان والاطمئنان في النفوس.
الصلاه في المسجد النبوي تعادل بكم صلاة
روت أم المؤمنين عائشة عن رسل الله قائلة ” أنا خاتمُ الأنبياءِ ومسجدي خاتمُ مساجدِ الأنبياءِ أحقُّ المساجدِ أن يُزارَ وتُشدَّ إليه الرَّواحِلُ المسجدُ الحرامُ ومسجدي وصلاةٌ في مسجدي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه من المساجدِ إلَّا المسجدَ الحرامَ “، أي أن الصلاة في المسجد النبوي تعادل ألف صلاة في أي مسجد إلا المسجد الحرام.
علاوة عما رواه أنس بن مالك في فضل الصلاة في المسجد النبوي ” من صلَّى في مسجدي أربعين صلاةً لا تفوته صلاةٌ كُتِبتْ له براءةٌ من النَّارِ وبراءةٌ من العذابِ وبرِئ من النِّفاقِ “.
كنا قد ذكرنا بأن الصلاة في المسجد النبوي تعادل ألف صلاة في أي مسجد عدا المسجد الحرام، وهذا لما رواه أبو هريرة عن رسول الله قائلا ” صلاةٌ في مسجدِي هذا خيرٌ من ألفِ صلاةٍ في ما سواه إلا المسجدَ الحرامَ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةِ صلاةٍ في مسجدِي هذا “.
في ختام مقالنا الذي أجاب سؤال هل جيب الاستئذان لدخول المسجد النبوي فنكون قد أجابنا بأنه من الضروري أن يستأذن العبد من خلال دعائه وصلاته لتحية المسجد وزيارته لروضة رسول الله، وقد أوضحنا آداب زيارة المسجد النبوي الشريف.