في المقال التالي نقدم لكم إجابة على سؤال من هي المجادلة ومن هو زوجها ، فقد ورد في القرآن الكريم الكثير من القصص التي تحمل لنا المواعظ والعبر، وتُعلمنا أحكام الشريعة الإسلامية، فيُذكر أن هناك امرأة قد ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتشتكي له من زوجها، وتستفتيه في أمر ما، فنزل على النبي عليه الصلاة والسلام الوحي، ونزل في تلك المرأة قول (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)، ويتساءل الكثير من الناس من هي تلك المرأة، وما سبب شكواها، وما هو رد النبي عليه الصلاة والسلام عليها، وهذا ما سنوضحه لكم بالتفصيل من خلال فقرات موسوعة التالية، فتابعونا.
المرأة التي نزلت فيها سورة المجادلة هي خولة بنت ثعلبة، والتي ذهبت لتشتكي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن زوجها قد انفعل وغضب فقال لها (أنت علي كظهر أمي)، وهو قسم شائع، ويُحرم على الزوج أن يلمس زوجته أو يقترب منها بعد إلقاء هذا القسم، ثم طلب منها زوجها بأن يجامعها بعد هذا القسم، فرفضت خولة بنت ثعلبة، وذهبت لتشتكي إلى النبي عليه الصلاة والسلام، ولتستفتيه في أمرها.
وقد نزل في تلك المرأة قرآناً، فقد قال المولى عز وجل (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِى وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، صدق الله العظيم.
وفي الفقرات التالية سنوضح لكم قصة شكواها إلى النبي عليه الصلاة والسلام بالتفصيل، وبما رد عليها الرسول.
هناك الكثير من الفوائد والأحكام التي يتعملها الفرد من تلك القصة، ومن موقف خولة بنت ثعلبة، ففي هذا الوقت كان الأمر الشائع هو فراق الزوجين عند إلقاء الزوج لهذا القسم، ولكن تبين أن خولة كانت تُحب زوجها، وكانت تخشى فراقه وتدمير بيتها، فلم تكتف بفراق زوجها، بل لجأت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يجد لها حلاً، الأمر الذي يُشير إلى سعيها للصُلح.
وعندما أمرها الرسول بعتق الرقبة فإنها أخبرته بأنه ليس بوسعه أن يقوم بتلك الكفارة، وقامت بتوضيح أحوال زوجها إلى الرسول حتى يُخفف عنه، وكررت هذا الفعل في توضيح أحوال زوجها للنبي ولم تخجل من ذلك، حتى استطاعت أن تساعد زوجها في الحصول على كفارة في وسعه، وذلك للحفاظ على بيتها.
فنتعلم من تلك القصة هو أن المرء يجب أن يتحكم في غضبه، وذلك حتى لا يرتكب ما يندم عليه فيما بعد، وألا يُقسم بما لا يستطيع، كما نتعلم أن يسعى المرء على إصلاح بيته وعدم تدميره، والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله في حل كل الأمور.