ما حكم من افطر في رمضان متعمدا سؤال يطرحه الكثير باحثين عن معلومة مؤكدة أجمع عليها الفقهاء في هذا النحو، وذلك بعد تداول أحاديث مغلوطة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تُفيد بأن من فطر رمضان لا يُمكنه أن يُعوض صيامه ولو صام أبد الدهر. فكيف يتناسب هذا الحديث مع قوله تعالى في سورة الزمر “إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا“. تُفيدكم موسوعة في مقال اليوم بإيضاح حكم جمهور الفقهاء لمن أفطر متعمداً، فتابعونا.
فُرض الصوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه في العام الثاني من الهجرة. ولسماحة الدين الإسلامي أباح الفطر لمن يمتلك عذراً شرعياً، سواء كان بالسفر أو المرض مع وضع مجموعة من الشروط البسيطة التي اختلف بشأنها أهل العلم.
ولكن مع تلك الرخصة فإن الإفطار عن عمد ودون عذر شرعي يُعد كبيرة من الكبائر. وذلك لعدم وجود سبب يُزكي كفة المؤمن عند الله تعالى، بأن يقول يا رب مرضت ففطرت، أو مسافر فشق علي صيامي.
ومن هنا أجمع الفقهاء على ضرورة الاستغفار، والتوبة عن هذا الذنب العظيم -إن وقع فيه المسلم- مع قضاء هذا اليوم دون تأخير. ولكن يتعظم الأمر إن كان الإفطار بسبب الجماع، إذ يقع على المسلم في تلك الحالة ضرورة أداء الكفارة إلى جانب القضاء. وتتمثل في تحرير رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، فمن لم يجد فعليه إطعام 60 مسكين عن كل يوم فطر فيه بالجماع. ولا يقع هذا الحكم على الرجل وحسب، بل يتعين على المرأة أن تقضي وتُخرج الكفارة إن تم الجماع دون إجبار. هذا إلى جانب ضرورة الندم والبُعد عن تكرار هذا الإثم مرة أخرى.